هل تحل دول الجوار أزمة ليبيا أم تفاقمها؟

A general view of the 8th Ministerial Meeting of Countries Neighboring Libya in Tunis, Tunisia, 22 March 2016. The meeting is devoted to examining ways to support the political process in Libya and the restoration of peace and security.
اجتماع وزراء خارجية جوار ليبيا عقد بتونس في إطار مساع لحل الأزمة الليبية (الأوروبية)

عبد العزيز باشا-طرابلس

أعلنت دول جوار ليبيا في اجتماعها مؤخرا بتونس دعمها لحكومة الوفاق الوطني المنبثقة عن اتفاق الصخيرات بالمغرب, وسط تباين آراء المحللين بين من يرى أن هذا الدعم سيساعد الحكومة على أداء مهامها، ومن يرى أن لا تأثير له بسبب استمرار الخلاف حولها بين الأطراف الليبية، في حين اتفقت الآراء على أن مصر تلعب دورا أساسيا في تعقيد الأزمة.

ويرى المحلل السياسي صلاح البكوش أن بيان وزراء خارجية تونس ومصر والسودان والجزائر وتشاد والنيجر يعبر عن قناعة دولهم بأن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة الليبية٬ كما يؤكد دعم دول جوار ليبيا للاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات المغربية نهاية العام الماضي باعتباره الخيار الأنجع.

وأضاف البكوش في حديث للجزيرة نت أن البيان يعبر عن دعم تلك دول للاتفاق السياسي, معتبرا إياه إضافة جيدة للزخم المتنامي باتجاه تنفيذ الاتفاق وبدء عمل الحكومة من طرابلس.

تأزيم
من جهته قلّل عضو اللجنة السياسية في المؤتمر الوطني الليبي العام عبد القادر حويلي من شأن بيان دول الجوار الليبي٬ وقال إنه يساهم في مفاقمة الأزمة لا في حلها٬ معتبرا أن هذه الدول "تورطت" بإعلان اعترافها بحكومة الوفاق الوطني الليبية ودعمها.

‪حويلي: دول الجوار يمكن أن تساعد في‬ (الجزيرة نت)
‪حويلي: دول الجوار يمكن أن تساعد في‬ (الجزيرة نت)

وقال حويلي للجزيرة نت إن دول الجوار لن تكون جزءا من حل الأزمة الليبي٬ "إلا إذا ساعدت جميع الأطراف بقدر متساوٍ ولم تنحز إلى أي طرف٬ كما أن عليها أن تتبنى أي مبادرة جدية لحل الأزمة٬ لا أن تقبل مبادرات أطراف دون غيرها".

وبشأن دور دول الجوار منفردة٬ انتقد حويلي تونس ومصر بسبب ما وصفها بأفكار البلدين "السيئة" تجاه ليبيا وكيفية تعاملهما مع الأزمة. واعتبر أن تونس "تسيء إلى ليبيا" باستضافتها ما سماها "اجتماعات تصب في غير مصالح الليبيين".

أما مصر فرأى حويلي أنها تتبنى اللواء المتقاعد خليفة حفتر وتدعمه٬ كما أنها تؤوي رموز النظام الليبي السابق, وهو ما تقوم به النيجر أيضا. أما السودان، فيرى أنه لا يملك موقفا واضحا من الأزمة الليبية.

في السياق نفسه, يرى وزير الصناعة الليبي الأسبق محمود الفطيسي أن اجتماع دول الجوار مجرد اجتماع روتين، وأن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (أميركا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين) هي من يقرر في الأخير٬ وتتبعها دول الجوار.

وقال الفطيسي للجزيرة نت إن بعض هذه الدول متسبب في الأزمة بشكل أساسي٬ مثل مصر التي تلعب دورا كبيرا في الملف الليبي٬ وتقف مع طرف بكل وضوح, حسب تعبيره.

السيناريو المصري
واتهم الفطيسي القاهرة بمحاولة إرساء "السيناريو المصري" في ليبيا عبر التمكين للعسكر الليبيين, وإجهاض ثورة فبراير كما أجهضت ثورة يناير٬ وفق قوله.

ويرى صلاح البكوش أنه لا يمكن لدول الجوار أن تفعل أكثر, وقال إن تشاد والنيجر على سبيل المثال مستفيدتان من الوضع الحالي في ليبيا٬ بينما تلعب الجزائر دورا مهما عبر إيجاد توازن أمام دور مصر.

كما يرى أن القاهرة تظهر في العلن بمظهر الداعم للحوار السياسي وحكومة الوفاق الوطني٬ بينما تدعم بشكل كبير حفتر شرقي البلاد. وعلى النقيض من مصر٬ أشاد الفطيسي بدور الجزائر, وهو يعتبر أنها تقف على الحياد, وتدعم ما يقرره الليبيون دون أي تدخل خارجي.

المصدر : الجزيرة