طبيب يطلق مبادرة للعلاج المجاني بالسودان

مركز وانا الطبي ... الجزيرة نت (3)
المبادرة بدأت على هيئة عيادة شخصية في منزل الطبيب قرشي، ثم تحولت إلى مركز للعلاج المجاني (الجزيرة نت)
عماد عبد الهادي-الخرطوم

مع انسداد الأفق أمام كثير من المرضى السودانيين في الأرياف والمدن، وتلاشي أمل بعضهم في الحصول على دواء يخفف آلامهم؛ لم تتوقع آمنة ومرضى آخرون الحصول على فحص وأدوية مجانا، ولا سيما بعد إضرابات الأطباء المتكررة والارتفاع الباهظ في أسعار الدواء.

لكن الطبيب قرشي الطيب السماني أوجد فسحة أمل لكثير من المرضى بالعلاج والتداوي مجانا، في بادرة وجدت استحسانا وقبولا وسط الشعب السوداني بجهاته المختلفة.

وعمل قرشي -الذي يصفه البعض بملاك الرحمة- على تحويل منزله وسط الخرطوم بحري -الضلع الثالث من العاصمة- إلى عيادة لعلاج المرضى مجانا تحت اسم مبادرة العلاج المجاني.

ومع ازدياد توافد المرضى على عيادته المنزلية، قرر قرشي نقلها إلى مجمع طبي متكامل بعد تلقيه طلبا من صاحب المجمع ليوالي فيه هو ومن معه من الأطباء تقديم خدماتهم الطبية. 

ويقول قرشي إنه لم يتوقع أن تجد مبادرته رواجا وأصداء عبر وسائل التواصل الاجتماعي حينما أطلقها عبر صفحته على "فيسبوك"، فقد كان يظن أن الأمر لا يعدو كونه مبادرة لسد فراغه، ثم ارتفع سقف طموحه ليشمل إنشاء مستشفى خيري مجاني في المستقبل بعدما حظيت المبادرة بمباركة مئات الأطباء المتطوعين والمتبرعين.

ويضيف أن الدوافع الإنسانية البحتة هي ما قاده لإطلاق مبادرته، وأنه يهدف إلى "خدمة المريض الذي لا ينتظر فك إضراب أو إيجاد بديل قد يكون أكثر تكلفة"، فقرر "إيقاد شمعة بدلا من لعن الظلام".

‪الطبيب قرشي الطيب السماني صاحب مبادرة العلاج المجاني‬ (الجزيرة)
‪الطبيب قرشي الطيب السماني صاحب مبادرة العلاج المجاني‬ (الجزيرة)

تجاوب واحتفاء
ووجدت مبادرة "العلاج المجاني" تجاوبا من كثير من الأطباء الذين أبدوا استعدادهم لتقديم خدماتهم الطبية المجانية للمرضى، كما انخرط آخرون فعليا في ذلك، ومن بينهم الطبيب أحمد يوسف الدسيس الذي يبدي ثقته في التحاق مجموعات أخرى من الأطباء والعاملين في الحقل الصحي بالمبادرة. 

ويعمل الدسيس على تجهيز معمل متكامل وتشغيله مع أطباء آخرين وإكمال ما نقص في المركز الطبي، وهو يرى -أثناء حديثه للجزيرة نت- أنه من واجب أي طبيب مهموم بقضايا المواطنين الالتحاق بهذه المبادرة الإنسانية. 

وبدورهم، أبدى بعض المرضى سعادتهم وارتياحهم لمبادرة العلاج المجاني التي وفرت لهم خدمات كانت "تندرج في خانة المستحيل"، بحسب قول أحدهم.

وتكشف المريضة آمنة محمد التي تعاني من أمراض السكري، أنها توقفت عن مراجعة الطبيب منذ فترة لضيق ذات اليد، وتقول حينما سمعت بالمبادرة المجانية "أتيت إلى هنا لأجد الرعاية والدواء وكل الخير".

وفيما يوالي قرشي وزملاؤه من الأطباء تقديم خدماتهم الطبية للمرضى، تنشط مجموعة أخرى من المتطوعين لتوفير ما يتطلبه ذلك من مستلزمات طبية ومعدات وأدوية.

المصدر : الجزيرة