القمة الخليجية البريطانية.. دلالات ونتائج

British Prime Minister Theresa May (C) Saudi King Salman bin Abulaziz Al-Saud (L) and Bahrain's King Hamad biin Isa Al Khalifa walk out togeter after a group photo with the Gulf Cooporative Council's (GCC) leaders during the first GCC British Summit, in Sakhir Palace Bahrain, December 7, 2016. REUTERS/Hamad I Mohammed
ماي تتوسط الملك السعودي (يسار) وملك البحرين (رويترز)
مينا حربلو-لندن

"أمن الخليج من أمن بريطانيا ". هكذا صرحت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي خلال زيارتها للقوات البحرية الملكية في بريطانيا في قاعدة ميناء خليفة بن سلمان (شرق البحرين).

فرئيسة الوزراء البريطانية التي حضرت ضيفة شرف لقمة مجلس التعاون الخليجي في المنامة يومي السادس والسابع من الشهر الجاري، عبرت عن سعيها لتعزيز التعاون في مجالات الأمن والدفاع مع دول الخليج.  

يأتي لقاء القمة الخليجية البريطانية في وقت تستعد فيه رئيسة الوزراء البريطانية لسحب عضوية بلادها من الاتحاد الأوروبي.

فحكومة ماي حددت مارس/آذار المقبل موعدا لبدء المفاوضات الرسمية مع الاتحاد بشأن الخروج من هذه الكتلة الأوروبية، وتجد نفسها مضطرة للتفاوض من جديد مع دول العالم، وعلى رأسها دول الخليج، بهدف إبرام اتفاقات تجارية منفردة.

‪ماي عبرت عن سعيها لتعزيز التعاون في مجالات الأمن والدفاع مع دول الخليج‬ (رويترز)
‪ماي عبرت عن سعيها لتعزيز التعاون في مجالات الأمن والدفاع مع دول الخليج‬ (رويترز)

فرصة للشراكة
فدول الخليج هي ثاني أكبر مستورد غير أوروبي للبضائع والخدمات البريطانية، بينما تبلغ قيمة الاستثمارات الخليجية في بريطانيا 150 مليار جنيه إسترليني (الجنيه يساوي 1.26 دولار).  

وتعد هذه القمة الخليجية البريطانية فرصة للزعيمة البريطانية للتعبير عن رغبة بلادها في توطيد شراكتها التجارية وعلاقاتها التاريخية مع هذه الدول، لا سيما أن بلادها تبدو في حاجة ماسة إلى منافذ تجارية بعد خروجها من اتحاد يتفاوض نيابة عن أعضائه.

وبحسب كيث بويفيلد المستشار في شؤون اقتصاديات ما بات يعرف بالبريكست (الخروج من الاتحاد الأوروبي)، فإن هذه المبادرة البريطانية ترتبط بدور بريطانيا المتنامي في البحرين، لا سيما بعد إنشاء أول قاعدة عسكرية للبحرية الملكية البريطانية في البحرين.

ويقول بويفيلد إن بريطانيا تبحث تعزيز علاقات تجارية أقوى مع دول الخليج بعيدا عن الاتحاد الأوروبي، وأضاف أن وزير التجارة الدولية البريطاني ليام فوكس "لديه اهتمام كبير بدول الخليج"، التي تعد من أهم مصادر الطاقة العالمية، مشيرا إلى أنه من المثير للاهتمام أن هذه الحكومة تدافع عن بيع الأسلحة للمملكة العربية السعودية".

undefined

التجارة والاستثمار
وفي بيان مشترك صدر عن لقاء قمة مجلس التعاون والمملكة المتحدة، قرر القادة البناء على تعاونهما طويل الأمد لفتح الإمكانات الكاملة لعلاقاتهما التجارية والاستثمارية، سواءً على المستوى الثنائي أو مع المنطقة ككل، بما في ذلك المحافظة على مركز المملكة المتحدة كأكبر مستثمر أجنبي في المنطقة. 

وبلغ حجم التجارة الثنائية بين مجلس التعاون والمملكة المتحدة أكثر من ثلاثين مليار جنيه إسترليني العام الماضي، كما شهدت هذه القمة إعلانات تشمل عدداً من القطاعات الرئيسية، بما في ذلك الرعاية الصحية واقتصاد الإبداع والمعرفة والتعليم والمال والدفاع والأمن.

وأضاف البيان المشترك أن بريطانيا لدى خروجها من الاتحاد الأوروبي "ستكون إحدى أولوياتها العمل مع مجلس التعاون لبناء أوثق العلاقات التجارية والاقتصادية الممكنة، وسيتم العمل بشكل أوثق مع قطاع الأعمال بهدف تشجيع النشاط الاقتصادي بين مجلس التعاون والمملكة المتحدة ورفعه لمستويات أكبر".

كما تعهد الجانبان بالعمل على تحديد العوائق أمام التجارة والاستثمار وإزالتها، وخلق الظروف التي تزدهر من خلالها التجارة والاستثمار، وتمكين وتعزيز حياة مواطنيهما. 

واتفق الجانبان أيضا على تشكيل مجموعة عمل مشتركة تناقش تفاصيل علاقاتهما التجارية، وتساعد في الدفع نحو مزيد من التقدم، وعقد مؤتمر خليجي بريطاني العام المقبل في لندن.

الخطر الإيراني
من جهة أخرى، ورغم كون بريطانيا لعبت دورا حيويا في مفاوضات رفع الحظر على إيران هذا العام، فإن رئيسة وزرائها أكدت "الخطر الذي تشكله طهران على الخليج والشرق الأوسط الكبير"، وذلك في خطابها أمام القمة.

وشددت تيريزا ماي على ضرورة الوقوف أمام تصرفات إيران السلبية في سوريا واليمن ومنطقة الخليج، من أجل تحقيق الأمن والاستقرار فيها.

واتفق القادة المجتمعون في المنامة في بيانهم المشترك على إطلاق الشراكة الإستراتيجية بين الجانبين الخليجي والبريطاني لتعزيز علاقات أوثق في كافة المجالات، بما في ذلك السياسية والدفاعية والأمنية والتجارية، وكذلك تعزيز العلاقات الثقافية والاجتماعية، ووضع حلول جماعية للقضايا الإقليمية لتحقيق مصالحهما المشتركة في الاستقرار والازدهار. 

المصدر : الجزيرة