إسرائيل تتفوق عسكريا ومواطنوها يزدادون فقرا

An Israeli homeless man sleeps on a sofa outside his tent where other homeless live for a couple of years, in a public park in the center of Tel Aviv, Israel, Tuesday, June 24, 2014. Israel on Tuesday joined an influential group of rich nations that help poor indebted economies, giving the country an international boost of recognition for its economic accomplishments. The news that Israel had been accepted into the Paris Club of creditor nations was welcomed by Israeli policy makers, who are facing calls to reduce high levels of poverty and inequality even as the country’s economy appears to be humming along. (AP Photo/Oded Balilty)
نوم المشردين في الشوارع الإسرائيلية مؤشر على تفاقم أزمة الفقر (أسوشيتد برس)

أسيل الجندي-القدس المحتلة

تسعى إسرائيل لتحقيق المزيد من التفوق العسكري في الشرق الأوسط مع تسلّمها مؤخرا أول شحنة من طائرات "أف-35" الخمسين التي اشترتها من شركة "لوكهيد مارتن" الأميركية.

وتتميز طائرة الشبح الجديدة بقدرتها على مساعدة الطيارين في تجنب أنظمة الصواريخ المطورة، وتستطيع حمل مجموعة من الأسلحة بسرعة فائقة تبلغ نحو 1900 كلم/ساعة.

وبرر القادة الإسرائيليون شراء تلك الطائرات بتهديد قد يصدر عن إيران، وتصل قيمة الواحدة منها  110 ملايين دولار.

وبينما تتفوق إسرائيل في الجو وتحلق عاليا بصفقات الأسلحة المتتالية، يعاني على الأرض نحو 2.5 مليون من الفقر، بينهم مليون قاصر، حسب آخر المعطيات التي نشرتها منظمة "لاتيت" لمحاربة الفقر. وتبين أن 29% من المواطنين في إسرائيل يعيشون في ظل الفقر والحاجة.

ونشرت المنظمة معطياتها الأخيرة بالتزامن مع نشر مؤسسة التأمين الرسمية تقرير الفقر الذي تعترف فيه بأن 19.5% فقط من الإسرائيليين يعيشون تحت خط الفقر، وأن إسرائيل تحتل المرتبة الأولى في الفقر من بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وحسب تقرير مؤسسة التأمين، فإنه بينما تراجعت نسبة الفقر لدى جمهور المتدينين اليهود "الحريديم" من 54% إلى 49%، تفاقمت نسبة الفقر بين صفوف فلسطينيي 1948 وارتفعت من 52% إلى 53.3%.

معطيات جديدة
وفي قراءته للمعطيات الجديدة، قال المدير العام لجمعية الجليل للأبحاث بكر عواودة إن معظم الفلسطينيين في مناطق عام 1948 يعيشون في أطراف المدن لا في مراكزها، وبالتالي لا تحظى البلدات العربية باهتمام حكومي في مجال الاستثمارات.

ويختلف فقر هؤلاء عن طبيعة فقر اليهود "الحريديم" الذين لا يعملون بطبيعة الحال وتقتصر حياتهم على دراسة التوراة، فهم يصنفون كفقراء ولكن باختيارهم.

وأضاف عواودة في حديث للجزيرة نت أن الفوارق والفجوات في إسرائيل واضحة، فاليهود الذين يعيشون في أطراف المدن يعانون من فوارق بينهم وبين أولئك الذين يعيشون في مراكزها.

وعند مقارنة هؤلاء المهمشين بالفلسطينيين في إسرائيل فإن اليهود يتفوقون على العرب في المجال الصحي والتعليمي، لأن الفلسطينيين يعيشون في هوامش جغرافية، بالإضافة إلى تهميشهم الاجتماعي والإثني حيث لا تنظر إسرائيل إلى احتياجاتهم بتاتا عندما تقرر السياسات المختلفة.

إسرائيل حصلت مؤخرا على دفعة من مقاتلات أف-35 الأميركية بقيمة 110 ملايين دولار للواحدة (رويترز)
إسرائيل حصلت مؤخرا على دفعة من مقاتلات أف-35 الأميركية بقيمة 110 ملايين دولار للواحدة (رويترز)

وأكد عواودة أن تفاقم الفقر في المجتمع العربي أثر بشكل سلبي على الصحة والحياة الاجتماعية، كما أدى إلى ازدياد العنف.

ووفقا للأبحاث التي قامت بها جمعية الجليل منذ العام 2004، لوحظ تضاعف نسبة الأمراض المزمنة لدى الفلسطينيين في الداخل المحتل خلال السنوات العشر الماضية.

وضع مترد
وتابع عواودة أن "الوضع الاقتصادي المتردي للعائلات الفلسطينية الناتج عن الدخل الشحيح، أدى إلى تراجع اهتمام هذه العائلات بالصحة، وبالتالي فإن المتابعة الطبية والعلاج ليسا على سلم أولوياتها".

بدوره، قال المختص بالشأن الإسرائيلي محمد مصالحة إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ما زال يثبت حتى الآن أنه أمهر القادة الإسرائيليين من ناحية إقناع شرائح المجتمع -المتباينة في ظروف عيشها وتحصيلها الاقتصادي- بأولوية التفوق العسكري، ولو كان على حساب القطاعات الأخرى.

وأضاف مصالحة أن قيمة صفقة شراء طائرات الشبح كفيلة بحل مشكلة الفقر، ومع ذلك فإن الأغلبية المتضررة اقتصاديا واجتماعيا هي التي تدعم نتنياهو سياسيا وتمنحه الثقة في الانتخابات، لما له من تأثير وسيطرة على أذهانهم ومشاعرهم عبر الترهيب من الأعداء.

يذكر أن اللجنة المالية في الكنيست الإسرائيلي أقرت مؤخرا بالقراءة الثانية والثالثة مشروع موازنة العامين الماليين المقبلين. وتبلغ قيمة موازنة إسرائيل لعام 2017 أكثر من 446.8 مليار شيكل (نحو 117 مليار دولار)، في حين تبلغ ميزانية العام 2018 قرابة 460 مليار شيكل.

وتخوض مؤسسات وشخصيات اجتماعية وأعضاء كنيست نقاشات عميقة حاليا حول الموازنة التي لا تعطي في العامين المقبلين أولوية للتنمية والصحة والتعليم.

المصدر : الجزيرة