الاحتفال بذكرى الاستقلال يعود للبنان بعد غياب سنتين

اركان الحكم خلال احياء عيد الاستقلال
أركان الحكم خلال إحياء عيد الاستقلال (الجزيرة)

وسيم الزهيري-بيروت

عاد لبنان لإحياء الاحتفال بعيد الاستقلال بعد غياب سنتين فرضه فراغ منصب رئيس الجمهورية, اختلف المشهد هذا العام عما سبقه، وشكلت الذكرى 73 لاستقلال البلاد مناسبة جمعت أركان الدولة لحضور العرض العسكري للقوات المسلحة.
 
لكن صورة المشهد الجامع لأركان الحكم برئاسة رئيس الجمهورية وما سبقها من رياح تفاؤل يقابلها كمّ كبير من التحديات تنتظر العهد الجديد، فداخليا تبرز التعقيدات المرافقة لتشكيل الحكومة الجديدة، والاتفاق لاحقا على البيان الوزاري، ثم التوصل إلى قانون انتخاب يرضي الجميع، إضافة إلى معالجة الكثير من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والحياتية للمواطن.
 
غير أن المعضلات الكبرى أمام ما يعرف في لبنان بالعهد الجديد تكمن في تعاطيه مع الملفات الخارجية والموقف اللبناني من الاشتباك الإقليمي المتصاعد وسياسات المحاور المعقدة.
 
جامعة الدول
وكان الرئيس اللبناني ميشال عون قال في خطاب القسم إن لبنان ملتزم بميثاق جامعة الدول العربية وما يتفق عليه أعضاؤها.

‪من العرض العسكري في إحياء عيد استقلال لبنان‬ (الجزيرة)
‪من العرض العسكري في إحياء عيد استقلال لبنان‬ (الجزيرة)

ويرى الكاتب السياسي سمير منصور أن هذا الموقف أصبح ضمن البرنامج الرئاسي، وبالتالي يلغي المواقف السابقة التي اتخذها وزير الخارجية جبران باسيل واتهم فيها بالانحياز أحيانا إلى جانب إيران.
 
وعن التعاطي اللبناني في الشأن السوري لم يتوقع منصور أي تغيير في المواقف والتموضعات السياسية، وقال للجزيرة نت إن حزب الله سيبقي تدخله العسكري في سوريا، لكن منصور أكد أن العهد الجديد سيجد نفسه يوما في مواجهة هذا التحدي الكبير المتمثل بتدخل حزب الله في سوريا، حسب تعبيره.

في السياق تساءل منصور عن موقف رئيس الجمهورية من مسألة الاستراتيجية الدفاعية عند استئناف الحوار الداخلي، خاصة أنه ألمح في خطاب القسم إلى رفضه تدخل أي طرف لبناني في الحرب الدائرة في سوريا.

في المقابل رأى المحلل السياسي إبراهيم بيرم أن بين كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري اتفاقا ضمنيا بإبعاد الوضع في لبنان عن الصراعات في المنطقة.

تسببت الأزمات وحروب المنطقة باحتقان سياسي داخلي على مدى السنوات الماضية وأدى الانقسام بين القوى السياسية اللبنانية إلى تداعيات على صعيد العلاقات بين بيروت وعدد من العواصم الخليجية تجلت خاصة بتعليق السعودية هبة مالية كبيرة كانت مخصصة للجيش وقوات الأمن اللبنانية

القوى السياسية
وقال بيرم للجزيرة نت إن هذه الصيغة تعني المساكنة بين القوى السياسية على مساحة واحدة وبالحد الأدنى من الصراعات, على حد تعبيره.
 
ويشار إلى أن الأزمات وحروب المنطقة تسببت باحتقان سياسي داخلي على مدى السنوات الماضية، وأدى الانقسام بين القوى السياسية اللبنانية إلى تداعيات على صعيد العلاقات بين بيروت وعدد من العواصم الخليجية، تجلت خاصة بتعليق السعودية هبة مالية كبيرة كانت مخصصة للجيش وقوات الأمن اللبنانية.

ومع العهد الجديد يبدو أن علاقات لبنان مع محيطه العربي بدأت بالتحسن، وقد رأى الصحافي وائل نجم أن التحدي الأساسي يكمن في الحفاظ على علاقات لبنان الجيدة مع عمقه العربي دون أن يعني ذلك توتير علاقاته مع الدول الأخرى.

وذكر نجم للجزيرة نت أن العلاقة مع سوريا يجب أن تقوم على تحييد لبنان عن الصراع الدائر هناك، معتبرا أن العرض العسكري الذي نفذه حزب الله في القصير مؤخرا شكل رسالة واضحة إلى العهد الجديد بأن الحزب باق في سوريا.

وتوقع نجم أن تبقى العلاقة مع النظام السوري كما كانت من دون تطوير, ورأى أنه إذا تمكن الرئيس عون من إقناع حزب الله بالخروج مما سماه الورطة في سوريا فإنه يكون قد قام بإنجاز كبير للحزب وللبنان كما قال، لكنه اعتبر أن هذا القرار إيراني في النهاية لا يملكه لا حزب الله ولا الرئيس اللبناني عون، على حد قوله.

المصدر : الجزيرة