مشاركة دولية في محاربة تنظيم الدولة بليبيا
أضحى تنظيم الدولة الإسلامية هاجسا لا يؤرق الليبيين وحدهم على تنوع حكوماتهم وبرلماناتهم ورئاسات أركانهم، بل يستفز الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحتى روسيا.
وينتظر العالم تتويج اتفاق الصخيرات الليبي التي تم تحت رعاية أممية، بحكومة وفاق وطني لها صلاحية طلب توجيه ضربات جوية على مواقع التنظيم، بالتزامن مع عمليات برية ضده.
قصف أميركي وغربي
وعن الجهود الأميركية في محاربة الإرهاب بليبيا، أوضح أشرف الشح مستشار فريق المؤتمر الوطني العام -الموقع على اتفاق الصخيرات- أن الولايات المتحدة تنفذ ضربات جوية من حين لآخر على مواقع التنظيم، كما توفر معلومات استخبارية عن تحركات قياداته أو أرتاله المسلحة.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية أعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عن مقتل القيادي بتنظيم الدولة أبو نبيل العراقي في غارة جوية نفذتها طائرات على موقع شرق مدينة درنة الليبية.
وأضاف الشح في تصريح للجزيرة نت أن الأطراف الدولية تسعى -في إطار خطة شاملة لإلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة- للحصول على طلب رسمي من حكومة الوفاق الوطني بعد تشكليها، لتوجيه ضربات لمعاقل التنظيم بالتنسيق مع القوات الليبية على الأرض.
وأشار إلى الجهود الدولية الساعية لإقناع من وصفهم بالمعوقين لتنفيذ اتفاق الصخيرات، متمثلة في عقد جلسات للبعثة الأممية مع بعض أعضاء المؤتمر من غير الموقعين بتونس. واعتبر أن مؤتمر روما المزمع عقده يوم 19 يناير/كانون الثاني الجاري سيوحد مواقف دول جوار ليبيا المتناقضة -حسب وصفه- على المستوى الفني والسياسي ضد تنظيم الدولة.
من جانبه أكد رئيس لجنة الأمن العليا بمدينة سرت إسماعيل عبد العالي أن طائرات غربية -لم يحدد مصدرها- قصفت مواقع للتنظيم في النوفلية (115 كلم شرق سرت) والقرضابية وشركة النهر بضواحي المدينة.
وقال عبد العالي في تصريح للجزيرة نت إن هذه الطائرات تقوم باستطلاع مكثف من علو منخفض فوق سرت منذ قرابة الشهر لرصد تحركات عناصر التنظيم.
وشرح رئيس اللجنة الأمنية أن أسلحة متوسطة وثقيلة ومقاتلين نقلها التنظيم إلى خارج مدينة سرت تحسبا لهجمات جوية على مواقعه.
وأضاف أن أعمال الاستطلاع الجوي والقصف لم تكن بتنسيق مع رئاسة أركان المؤتمر الوطني العام أو مجلس النواب الليبي في طبرق.
جوار ليبيا
في مقابل ذلك، قال المحلل السياسي صلاح الشلوي إن الدول الغربية تبحث عن شركاء محليين لمواجهة الإرهاب في ليبيا، وإن حالة الانقسام السياسي والأمني تمنع رهان المجتمع الدولي على طرف ليبي بعينه.
وأضاف الشلوي أن الدول الكبرى دعمت حكومة الوفاق الوطني لاعتقادها بأنها ستوحد مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية، وبأن الأجدى لها التعامل مع جهة واحدة ممثلة لليبيا.
وأكد أن دول جوار ليبيا -مثل مصر وتونس والجزائر– أبدت استعدادها للتعاون مع حكومة الوفاق الوطني باعتباره ممثلا شرعيا لليبيا في محاربة الإرهاب، مبينا أن السلطات المصرية باستقبالها لرئيس حكومة الوفاق فائز السراج تهدف إلى فتح صفحة جديدة مع ليبيا قائمة على حسن الجوار والتعاون في مكافحة الإرهاب.
يشار إلى أن مسؤولين بوزارة الدفاع الأميركية أعلنوا في يونيو/حزيران الماضي، استهدافهم في غارة جوية على مدينة أجدابيا شرق ليبيا زعيم تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي مختار بلمختار.