عائلة "شمالي" تجسد معاناة الغزيين برمضان

عائلة شمالي فقدت أربعة من أفرادها شهداء خلال العدوان على قطاع غزة العام الماضي
ما تبقى من أفراد العائلة يحملون صورة شهدائهم (الجزيرة)

أحمد عبد العال-غزة

 

فقدان الأبناء والعائلة "شهداء" وتدمير المنزل المأوى الوحيد، وتعطل عملية إعادة الإعمار، هي "ثلاثية الوجع" الحاضرة في شهر رمضان الذي تعيشه عائلة شمالي من حي الشجاعية شرق مدينة غزة، والتي فجعت، في رمضان الماضي، بمقتل أربعة من أفرادها في الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلي على القطاع، بعد أن دمر المنزل على رؤوس من فيه.

ولم يكن الفلسطيني سامي شمالي (33 عاماً) يتخيل أن شهر رمضان بدون والده ووالدته واثنين من إخوته الذين استشهدوا جراء قصف المدفعية الإسرائيلية لمنزلهم المكون من خمسة طوابق خلال الحرب.

ويقول شمالي للجزيرة "لا نكاد نشعر بأجواء شهر رمضان الإيمانية والعائلية الجميلة هذا العام، فاستشهاد والدي واثنين من إخوتي آلمنا كثيرا، فهم كانوا يعطون للحياة مذاقها الحلو، وبعد رحيلهم عن الدنيا سُلبت الفرحة من قلوبنا".

‪سامي شمالي استشهد والداه واثنان من إخوته‬ (الجزيرة)
‪سامي شمالي استشهد والداه واثنان من إخوته‬ (الجزيرة)

ويستذكر تلك اللحظات التي كانت تجتمع فيها العائلة خلال شهر رمضان على مائدة إفطار واحدة، في منزلهم الذي قضوا فيه أجمل الأوقات قائلا "لا أكاد أصدق ما يحدث. كنا نفطر معا ونتسامر لساعات طويلة في ليالي رمضان والآن هم شهداء، لقد كان والداي الحضن الدافئ للعائلة، ومؤلم جدا أن نفقدهما من حياتنا الآن".

كما لا ينسى شمالي المواجهات التي خاضها شقيقاه الشهيدان عصام وعرفات وزملاؤهما المقاومون من كتائب عز الدين القسام مع قوات الجيش الإسرائيلي في حي الشجاعية، والتي أسفرت عن قتل جنود إسرائيليين بينهم ضابط كبير في لواء جولاني.

وقال "خاض شقيقاي ومن معهما من مقاتلي القسام عدة عمليات خلال العملية البرية لجيش الاحتلال في حي الشجاعية، فتمكنوا من تفجير عدة آليات عسكرية إسرائيلية، ودخلوا في اشتباكات عنيفة ومباشرة مع جنود إسرائيليين".

ووفق سامي، فقد رفض والداه المسنان الخروج من المنزل في حي الشجاعية، وأصرت والدته على البقاء لصنع الطعام لابنيها وزملائهم من مقاتلي "القسام" إلى أن استشهدت جراء قصف المنزل من المدفعية الإسرائيلية.

وبعد انتهاء العدوان، اضطرت عائلة شمالي لبناء بيت مسقوف بالصفيح بالقرب من أنقاض منزلهم، يسكن فيه حاليا خمس أُسر، إلى حين البدء بإعمار منزلهم.

أما إسلام شمالي (22 عاما) فتقول وهي تقاوم دموعها "رمضان هذا العام بلا طعم بعد أن فقدنا أبي وأمي واثنين من إخوتي، فقد كان والداي بالنسبة لي كل شيء جميل في هذه الدنيا، وبرحيلهما رحلت الفرحة، وما يخفف من ألم فقدهما هو رحيلهما شهيدين، فقد اصطفاهما الله، وكانا صائمين صامدين في أرض المعركة".

‪منزل عائلة شمالي الذي اضطرت لبنائه بعد تدميره من قبل الجيش الإسرائيلي‬ (الجزيرة)
‪منزل عائلة شمالي الذي اضطرت لبنائه بعد تدميره من قبل الجيش الإسرائيلي‬ (الجزيرة)

من جهتها، قالت أم محمد شمالي (36 عاماً) إن أجواء رمضان هذا العام صعبة عليها، فقد كان والداها يدخلان عليها في كل عام لزيارتها.

وتضيف في حديثها للجزيرة نت "بناتي الصغيرات فقدن جدهن وجدتهن، ويتساءلن لماذا لم يأت جدنا في رمضان ككل عام. في رمضان هذا العام فقدنا أغلى ما نملك، فالأجواء الرمضانية الجميلة وجمعة الإخوة والأخوات والأحفاد في منزل العائلة غاب عنها الشهداء ولم تعد كما سبق".

وبعد انتهاء العدوان، اضطرت عائلة شمالي لبناء بيت مسقوف بألواح الصفيح بالقرب من أنقاض المنزل، يسكن فيه حاليا خمس أُسر، إلى حين البدء بالإعمار.

يُذكر أن إسرائيل شنت عدواناً برياً وجوياً وبحرياً على قطاع غزة يوم 7 يوليو/ تموز 2014 أسفر عن استشهاد 2147 فلسطينيا من بينهم 578 طفلا، و489 امرأة، و102 مسن، وإصابة 11 ألفا، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. وتسببت  العدوان في هدم 12 ألف وحدة سكنية كلياً، و160 ألفا جزئياً، وفق وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية.

المصدر : الجزيرة