هل تغير صواريخ "أي تي4" المعادلة في العراق؟
علاء يوسف-بغداد
وأعلنت وزارة الدفاع العراقية عن بدء التحضيرات بقاعدة "بلد" الجوية شمالي البلاد لاستقبال طائرات إف16، ورأت أن "وصولها سيقلب الوضع ضد تنظيم الدولة".
وكان تنظيم الدولة قد ابتكر طريقة جديدة في شن الهجمات على الثكنات العسكرية للقوات العراقية ومليشيا الحشد الشعبي التي تساندها من خلال تصفيح السيارات الكبيرة والشاحنات بشكل يجعل من الصعب استهدافها وتفجيرها.
واستخدم تنظيم الدولة سيارات "الهمر" التي استولى عليها من القوات الحكومية سابقا، ولم يضف لها سوى الدرع الذي صمم لمنع صاروخ "آر بي جي7" من تدميرها.
مضادات للمصفحات
وقال ضابط في الجيش العراقي يقاتل شمالي محافظة صلاح الدين للجزيرة نت إن "سيارات التنظيم المصفحة كانت من أسباب تأخر دخول مدينة تكريت".
وأضاف أنه "لا حلول أمام هذه الفكرة التي استخدمها التنظيم، فعندما تضرب السيارة المصفحة بالقاذفات لا تنفجر، ولا نتمكن عادة من صدها، وعندما زرعنا لها عبوات ناسفة لم تنفجر أيضا ولكنها توقفت".
ويبدو أن تصفيح الصهاريج والشاحنات لم يعد يجدي مع وصول ألفي قطعة من القاذفات المضادة للدروع "أي تي4" المتطورة التي زودت بها الولايات المتحدة العراق.
وحسب صحيفة "داغينس نيهتر" السويدية، فإن "أسلحة صنعتها شركة "ساب" لتصنيع السيارات من شأنها إيقاف تقدم الآليات المدرعة التي يفخخها تنظيم الدولة ويرسلها ضد أهداف الجيش العراقي.
تغيير المعادلة
ويؤكد المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة في العراق العميد سعد معن للجزيرة نت أن "وصول هذا النوع من الصواريخ سيغير المعادلة ويقضي على عنصر أساسي في خطط تنظيم الدولة، مما سيشكل إرباكا وتراجعا في صفوفه".
وأضاف أن "القوات العراقية تتقدم منذ أشهر، وبوجود سلاح فعال مضاد للدروع فإن النتائج ستكون أكثر إيجابية لصالح القوات الأمنية والقوات المساندة لها".
ويعبر العقيد طالب كريم آمر فوج مغاوير الشرطة الاتحادية الذي يقاتل في محافظة صلاح الدين شمالي العراق عن اعتقاده بأن "تلعب صواريخ أي تي4 دورا إيجابيا في مساندة القوات الأمنية بالتصدي لهجمات تنظيم الدولة".
وقال للجزيرة نت إنه "لطالما اعتمد التنظيم على الشاحنات والآليات والجرافات المدرعة بالهجوم على القوات الأمنية، لكنه لن يتمكن مستقبلا بعد وصول القاذفات، وبعد اتخاذ تدابير وخطط جديدة".
ويبث تنظيم الدولة مقاطع فيديو للهجمات التي يستهدف فيها عبر آلياته المدرعة أماكن وجود القوات الحكومية والقوات المساندة لها، ويظهر فيها صعوبة إيقاف الآليات، وتنفجر في أغلب الأحيان رغم إطلاق القذائف لصدها.
خط صد
وقال الخبير الأمني أحمد الشريفي إنه في معادلة التصدي في الميدان هناك خط صد للدفاع عن الأهداف، وهذا ما يريد تنظيم الدولة كسره، ليتمكن عناصره من التقدم أكثر نحو الأماكن التي يريدون السيطرة عليها.
وأضاف للجزيرة نت أن "العجلات والمدرعات التي استولى عليها التنظيم استخدمت لضرب القوات الأمنية العراقية، ولن يتمكن الجيش أو القوات المساندة له من صدها، لكن وجود صواريخ أي تي4 سيغير المعادلة".
وعلى الأرض فإن وصول طائرات إف16 قد لا يضيف شيئا مهما لميزان القوة العسكرية، خاصة أن طيران التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة يجوب الأجواء منذ نحو عام للتصدي لمقاتليه، بينما سيطر التنظيم على مدن جديدة من أبرزها الرمادي.