مبادرة قطرية لتطوير العمل الإنساني بآسيا

مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله القطرية راف تدشن برنامجا تنسيقيا في ماليزيا
مؤسسات من 14 دولة آسيوية شاركت في البرنامج التنسيقي (الجزيرة نت)

سامر علاوي-كوالالمبور

دشنت مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله للخدمات الإنسانية "راف" برنامجا موسعا للتنسيق بين المنظمات غير الحكومية العاملة في آسيا ورفع مستواها، وبدأ البرنامج من العاصمة الماليزية كوالالمبور بلقاء تنسيقي وتدريبي ضم ممثلين عن مؤسسات في 14 دولة آسيوية يهدف إلى تبادل الأفكار والخبرات في مجالي العمل الإغاثي والإنساني.

ويعتبر الملتقى الإقليمي لشركاء راف للعمل الإنساني في كوالالمبور بداية لتنسيق إقليمي ودولي بين شركاء العمل الخيري الذي تقوده راف في آسيا، وحضر الافتتاح منظور خوسو -ممثل مكتب الأمم المتحدة للتنسيق الإنساني "أوتشا"- وسفير دولة قطر في كوالالمبور عيسى محمد المناعي.

وقد شدد المناعي على أهمية التنسيق والتدريب لرفع كفاءة العاملين في الحقل الإنساني والإغاثي، وقال في حديثه للجزيرة نت إن ملتقى كوالالمبور لشركاء راف يحمل بعدا دوليا ويفتح آفاق واسعة لإيصال المساعدات للمحتاجين أيا كانوا وأينما كانوا، ولا سيما أنه يضم عشرات المؤسسات من دول مختلفة لم يجمعها سوى الرغبة في خدمة الإنسانية وحب عمل الخير، بما يساهم في إيجاد قاعدة عريضة من العاملين المدربين وذوي الخبرة والمعرفة والدراية في تقديم الخدمات الإنسانية على أحسن وجه.

‪المناعي: قطر رائدة بالعمل الإنساني‬ (الجزيرة)
‪المناعي: قطر رائدة بالعمل الإنساني‬ (الجزيرة)

قيمة مضافة
وأشار المناعي إلى أن تزامن الاجتماع التنسيقي لشركاء راف مع كوارث طبيعية في آسيا مثل زلزال نيبال وفيضانات شمالي ماليزيا منحه قيمة مضافة.

من ناحيته أشار المدير التنفيذي لراف محمد صالح الإبراهيم إلى أن مؤسسته شكلت شبكة شركاء إقليميين ودوليين واعتبر لقاء كوالالمبور خطوة في التنسيق الإقليمي بدأ في آسيا وسينتقل قريبا إلى أفريقيا، يضاف ذلك إلى التواصل مع وكالات الأمم المتحدة.

وقال إن هذا التنسيق أثبت جدواه في مناطق مختلفة مثل مساعدة اللاجئين السوريين في مناطق مختلفة من العالم ولا سيما في مخيم الزعتري في الأردن.
 
ريادة قطرية
وبشأن مساهمات دولة قطر في العمل الإنساني قال السفير القطري لدى ماليزيا إن بلاده رائدة في مجال العمل الإنساني حيث تضاعفت مساهمتها في العون الإنمائي والإنساني بنسبة 183% خلال السنوات العشر الأخيرة لتصل إلى 6.5 مليارات ريال قطري (1.78 مليار دولار) عام 2013، بما نسبته 0.58% من الناتج المحلي الإجمالي، وهي نسبة تتخطى نظيراتها من دول لجنة المساعدات التنموية البالغة 0.22% من الناتج المحلي الإجمالي لها.

وعن تجربة راف في توسيع دائرة التطوع في العمل الخيري، قال الإبراهيم إنها شكلت وحدة خاصة بالمتطوعين أطلقت عليها اسم "سفراء الخير" تضم ما يزيد عن مائتي متطوع حاليا، وتهدف إلى تعزيز التواصل بين المؤسسة والمتطوعين، وإشراكهم في تنفيذ بعض المشاريع وعمل شبكة تسويقية كبيرة للمشاريع الخيرية، ومن ثم دمج العمل الفردي بالمؤسساتي بما يحقق نتيجة أفضل للجهات المستهدفة وهي الفقراء والمحتاجين والمنكوبين.

وأضاف أن راف أطلقت برنامجا تحفيزيا للمتطوعين على أساس تجميع النقاط، مثل أن يتم إطلاق اسم المتبرع الذي يبلغ عددا معينا من النقاط في جمع التبرعات أو تنفيذ المشاريع على أحد المشاريع الخيرية مثل بناء مسجد باسم المتبرع.

‪الإبراهيم: البيروقراطية في مقدمة العقبات‬ (الجزيرة)
‪الإبراهيم: البيروقراطية في مقدمة العقبات‬ (الجزيرة)

تدريب وتطوير
وأكد الإبراهيم -في حديثه للجزيرة نت- على الحاجة لتطوير التنسيق الميداني بين مؤسسات العمل الإغاثي إلى جانب تطوير كفاءات وقدرات المسؤولين في هذه المؤسسات، موضحا أن كثيرا من العمل التطوعي والإنساني يعاني من الارتجالية والعفوية، وهناك حاجة ماسة لتطوير وتنمية قدرات الشركاء الذين ينفذون المشاريع، لأن الارتقاء بالشركاء يعني ارتقاء بالمشاريع التي تنفذ عن طريقهم.

وعن التحديات والعراقيل التي تواجه العمل الإنساني في جنوب شرقي آسيا، قال الإبراهيم إن البيروقراطية تأتي في المقدمة يليها ضعف البنية التحتية في بعض البلدان مثل ميانمار وكمبوديا، مشيرا إلى أن التعليم والصحة أبرز المشاريع التي تتبناها راف في دول المنطقة.

وختم الإبراهيم بالتأكيد على أهمية مشاريع التنمية الذاتية في القضاء على الفقر وتمكين الفقراء واستشهد بمركز تدريب مهني أقيم في بنغلاديش حيث تم تخريج أول دفعة من الفقراء ولم يعد أحد من الخريجين عاطلا عن العمل.

المصدر : الجزيرة