مقاطعة المنتجات الإيرانية.. الشعوب تدخل المواجهة

تغريدة عن مقاطعة البضائع الإيرانية
صورة نشرها ناشطون تدعو لمقاطعة المنتجات الإيرانية

أحمد السباعي

لم تعد المواجهة بين إيران ودول عربية حكرا على الأنظمة والحكومات، أو على السياسة والأمن والحدود، حيث دخل الشعب العربي على خط المواجهة، رافعا شعارا اقتصاديا عنوانه "قاطعوا المنتجات الإيرانية".

ولجأ هؤلاء إلى الفضاء الإلكتروني، مستخدمين أسلحته عبر وسم (هاشتاغ) #حملة_مقاطعة_المنتجات_الإيرانية، حيث جاء الأعلى تداولا في قطر، وتضمن أكثر من 19 ألف تغريدة.

شرارة إطلاق هذا الوسم كانت مقاطع صوتية وصورا تم تداولها أمس بمواقع التواصل الاجتماعي لأحد الأشخاص يتحدث بلهجة خليجية يحذر من شراء أو تناول الجح (البطيخ) الإيراني الموجود في الأسواق وخاصة السوق العماني في قطر.

وأكد صاحب المقاطع في التسجيلات أن هذا النوع من البطيخ محقون بمادة سامة تسبب الوفاة لكل من يتناوله، زاعما أن نتائج فحص البطيخ كشفت حقنه بمادة سامة.

هذه المقاطع دفعت مسؤولين في بلدية الدوحة إلى التحفظ على شحنات البطيخ الإيراني، وأرسلت عينات لفحصها في المختبرات المركزية، وكانت الكويت تحفظت أيضا على كميات من البطيخ بعد التشكك في عدم صلاحيتها للاستهلاك الآدمي.

undefined

اقتصاد ينهار
ويبدو لمتابع هذا الوسم حجم الغضب الكبير في الشارع العربي من ممارسات إيران، فالمغردون بحثوا عن مختلف المنتجات التي تصدرها إيران وشهّروا بها، ونشروا "الرمز الدال على المنتج الإيراني"، وبشروا بأن انتشار هذه الحملة سيؤدي إلى انهيار الاقتصاد الإيراني.

حيث قال حساب "محمد المنصور" إن إيران "دولة جاهزة للانهيار، ادعموا الحملة"، وفي السياق يدعو الحقوقي الجزائري أنور مالك إلى أن ذلك "واجب على كل الشعوب لأنه سيؤثر كثيرا على اقتصادها ويدفع الشركات الكبرى المستوردة لتفادي منتجاتها. فلا تترددوا".

ويعتبر "أحمد الظفيري" أن "المقاطعة من واجب الحكومات، فكلما قاطعت الاستيراد والتصدير طبيعي الشعب كامل يقاطع". ويلفت "أحمد العجلان" إلى أن "الحرب الاقتصادية ﻻ تقل عن الحرب العسكرية والإعلامية. لذلك وجب علينا مقاطعة المنتجات الإيرانية بجميع أنواعها". ويشرح حساب "فقيه البادية" أنواع الحرب، ويقول إن "الحرب بالسلاح وتارة بالإعلام وتارة بالاقتصاد والأخير هو الموت البطيء".

ويلفت حساب "علي الهاملي أبو سفيان" إلى أن "حرب الاقتصاد نوع من الجهاد لمن حسنت نيته، وفي منتجات غيرهم غنوة عن منتجاتهم". ويذهب حساب "أبو عبد المحسن" أبعد من مقاطعة المنتجات ليدعو إلى "منع العمالة الإيرانية. اللي ما يجي منه خير فراقه خير".

ويسأل حساب "ابن العرب": "هل تتوقع من دولة تحاربك أن تكون أمينة على ما يصلك من منتجات هي تصدرها لك؟" الجواب يأتي من حساب "خطر إيران" الذي يغرد "إيران تعاملنا بكل حقد وضغينة وتصدر لنا كل ما يضرنا كالمخدرات والمنتجات الغذائية المحقونة بمواد سامة".

undefined

حرب باردة
ويشير السياسي العراقي "عوض العبدان" في تغريدة إلى أن إيران "لا تصدر إلا السموم للمنطقة.. في العراق تم اكتشاف أدوية مصنوعة في إيران تنقل الإيدز للمريض"، ودعا في تغريدة أخرى إلى "ألا تستخدموا ولا تشتروا أي منتج إيراني إضراره كثيرة ولا فائدة منه".

ويوافق حساب "أبو زايد-الأحوز العبدان" على ذلك، ويغرد أن "إيران لا تصدر للعرب والمسلمين إلا السموم فاحذر المنتجات الإيرانية".

ويبدو أن لهذه المقاطعة مبرراتها السياسية، وعن هذا يقول الأكاديمي والكاتب الكويتي عبد الله الشايجي إن "هذا الهاشتاغ تطور شعبي يؤكد عمق الحرب الباردة بيننا". بينما دعا حساب "صلاح المطوع" إلى ما أسماه "عاصفة المقاطعة الإيرانية" في إشارة إلى عملية "عاصفة الحزم".

وغرد حساب "سيهُزم الجميع" قائلا "لماذا لا نقاطع؟ هل ندفع ثمن الرصاص الذي يقتل إخواننا في سوريا والعراق واليمن؟ قاطعوا الجمعية التي لا تقاطع".

ويؤكد حساب "سيدة قطر" أنه "لو الجميع التزم بها (المقاطعة) لانهارت إيران بسهولة.. فالشعب الإيراني يعاني الفقر وسينقلب عليهم.. ادعموا الأحواز بالسلاح".

المصدر : الجزيرة