رزان السورية.. "أميرة حالمة" بمقاومة السرطان

ناريمان عثمان-عمّان

الأميرة الحالمة التي كانت ترسم أوجاع أطفال سوريا في مسرحية "طلعنا على الضو"، لن تقف على خشبة المسرح في العرض القادم لأن أوجاع مرض السرطان باغتتها مجددا. إنها رزان خوجة "11 سنة"، طفلة سورية أصيبت بسرطان الدم قبل أكثر من سنتين، ونظرا لصعوبة علاجها في بلادها بسبب الحرب غادرت أسرتها إلى الأردن

بدأت بالعلاج على نفقة مفوضية شؤون اللاجئين، وفعلا استطاعت الانتصار على المرض في البداية، وأظهرت الطفلة نشاطا اجتماعيا وتطوعيا واضحا خلال السنة الماضية، قبل أن يعاودها المرض مجددا وبشكل أقوى من السابق.

والدة رزان:
 ابنتي تعالجت لمدة سنتين وشهرين على نفقة  مفوضية اللاجئين وعندما توقف الدعم الطبي لهم  أصبح الأمر فوق طاقتنا بكثير، مهما حاولنا تأمين التكاليف 

تكاليف عالية
تحدثت والدة رزان للجزيرة نت عن التحدي الذي يواجههم موضحة أنها تعالجت لمدة سنتين وشهرين على نفقة المفوضية، "وعندما توقف الدعم الطبي للاجئين أصبح الأمر فوق طاقتنا بكثير، مهما حاولنا تأمين التكاليف تبقى فوق طاقتنا، مركز الحسين للسرطان قدرها بقرابة 150 ألف دينار أردني (210 آلاف دولار) بين جرعات وعملية زرع نخاع".

خلال الشهرين الماضيين استطاع "فريق ملهم" التطوعي تأمين دفعات بلغت حوالي سبعة آلاف دولار لكل جرعة أسبوعية، لكن الاستمرار في ذلك وتأمين تكاليف عملية زرع النخاع كانت فوق طاقة الفريق والمتبرعين، وكانوا بحاجة لمنظمة تكفل حالة رزان وذلك ما لم يتحقق.

وعندما علمت برجوع المرض كانت رزان متوترة من تجربة العلاج المؤلمة من جديد ومن تساقط شعرها كذلك، وفي محاولة لدعمها بادر شبان من فريق ملهم بتصوير فيديو ظهروا فيه وهم يحلقون رؤوسهم تضامنا معها، الأمر الذي لقي رواجا على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ كرر عشرات الشبان السوريين حلاقة رؤوسهم من أجل رزان، ما ساعد في انتشار حالتها أكثر.

وقال أحمد أبو شعر من "فريق ملهم" التطوعي للجزيرة نت إن رزان كانت المتطوعة الأصغر في الفريق وشاركت في معظم "الكرنفالات" التي نظموها، وكانت أيضا بطلة مسرحية "طلعنا على الضو".

مشيرا إلى أن تلك النشاطات انعكست إيجابا على معنوياتها وجعلت منها نجمة معروفة في محيطها، وكسبت أيضا عددا كبيرا من الأصدقاء الذين وقفوا إلى جانبها في محنة مرضها.

وتقول أسماء وهي إحدى المتطوعات "نحن في فريق ملهم التطوعي أصدقاء لرزان حاولنا أن نقدم لها الدعم الكامل ونقف إلى جانبها في مرضها حتى تعود لنا كما عرفناها قوية وذكية".

رزان أثناء التجهيز لعرض مسرحية
رزان أثناء التجهيز لعرض مسرحية "طلعنا على الضو" (الجزيرة)

حلم الشفاء
رفضت رزان الظهور أو التحدث للجزيرة نت في الوقت الحالي، وفضلت إظهارها خلال تدريبات المسرحية قبل سنة من الآن، على أمل أن تشفى وتعود لها صحتها وشعرها وتستأنف نشاطها، وزاد من أملها بالشفاء أنها وأسرتها حصلوا مؤخرا على موافقة من السفارة الفرنسية بعمّان للسفر إلى فرنسا من أجل العلاج في سياق لجوء إنساني.

بعد عناء طويل حصلت رزان على فرصة للعلاج من مرض السرطان في أوروبا، لكن بقية الأطفال السوريين المصابين بالمرض نفسه لا تنتهي قصص آلامهم بالحصول على علاج.

وقالت بيان عدوية -المتطوعة في "فريق ملهم"- إن طفلا سوريا في الثالثة من عمره اسمه نصر تعاملوا مع حالته، توفي قبل فترة بسبب السرطان، بعد أن أصبح المرض في مرحلة متقدمة، فيما يساعدون طفلا آخر اسمه أحمد لتأمين نفقات العلاج الشهري التي تبلغ 1500 دولار.

وفي محاولة لمساعدة أطفال السرطان السوريين فإن الفريق بصدد إطلاق صندوق لجمع التبرعات لصالحهم تحت اسم صندوق رزان.

المصدر : الجزيرة + منظمة المجتمع العلمي العربي