مسؤولية "مجزرة الدفاع الجوي" بين الأمن والألتراس
عبد الرحمن أبو الغيط-القاهرة
وحمّل مشجعون وأهالي الضحايا وزارة الداخلية المسؤولية عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا، وسط حالة من الغضب والصدمة، بينما اعتبر آخرون أن المسؤولية تقع على روابط المشجعين (ألتراس).
واستهجن مصطفى حسين -أحد مشجعي الزمالك- سقوط هذا العدد من الضحايا، وتساءل "هل دماء الشباب رخيصة لهذه الدرجة حتى يتم قتلهم بدون سبب، ثم تُجرى المباراة في موعدها الطبيعي وكأن مجزرة لم تحدث خارج الملعب".
وفي وصفه تسلسل الأحداث قال في حديث للجزيرة نت "توجهت إلى ملعب الدفاع الجوي لحضور أول مباراة لفريقي الزمالك بعد السماح للجماهير بحضور المباريات، لكن قوات الأمن أجبرت نحو خمسة آلاف مشجع على دخول ممر حديدي ضيق جدا، ثم أغلقت الممر من جهة مدخل الملعب، وأطلقت الغاز المدمع والخرطوش على الجمهور".
وأضاف أنه فور إطلاق الغاز على الجمهور حدثت حالة من الهرج والمرج نتيجة محاولة الجميع الخروج من الممر، مما أدى لمقتل العشرات اختناقا أو دهسا، لتندلع بعدها اشتباكات بين المشجعين وقوات الجيش والشرطة لعدة ساعات، سقط فيها عدد من القتلى، كما اعتقلت قوات الأمن عشرات المتظاهرين.
واتهم جنود الأمن المركزي بتفتيش المصابين والقتلى، وسرقة أموالهم وهواتفهم المحمولة.
إدانة واسعة
من جانبه، عبر المدرس محمود مرسي عن غضبه الشديد لمقتل العشرات من مشجعي الزمالك، بحجة أنهم لا يملكون تذاكر، وقال "العسكر القتلة يواصلون سفك دماء المصريين الرخيصة أمام ملعب الدفاع الجوي".
وأضاف في تصريح للجزيرة نت "ليس غريبا أن يتهم اتحاد الكرة المتواطئ جماعة الإخوان المسلمين بالوقوف وراء الاشتباكات، فالنظام يعلق عادة فشله وجرائمه على الإخوان، لكن الغريب هو وضع الاتحاد حركة 6 أبريل في قفص الاتهام".
من جانبه، تساءل الطالب الجامعي كريم محمود عن الذنب الذي جناه شاب ذهب ليشجع فريقه ليتم قتله بهذه الطريقة الوحشية، وتابع "هل عدم امتلاك بعض المشجعين تذاكر يعد سبب وجيها يعطي الحق لقوات الأمن لقتلهم بهذه الوحشية".
وأضاف في تصريح للجزيرة نت أن توقيت هذه المجزرة التي جاءت في ذكرى مجزرة ملعب بورسعيد التي راح ضحيتها 72 من مشجعي النادي الأهلي يؤكد أن "القاتل واحد ومستمر في القتل بدم بارد ودون عقاب".
بدوره، وجه جمال فتحي جام غضبه على لاعبي الزمالك، لمشاركتهم في المباراة على الرغم من وقوع المجزرة، وقال "ألم يستحق المشجعون الضحايا الذين وقفوا خلف النادي عشر سنوات بدون أن يحقق أي بطولة، وقتلوا أثناء محاولتهم دخول الملعب لتشجيعهم أن ينسحب لاعبو الفريق من المباراة احتراما لدمائهم".
جرائم الألتراس
على الطرف المقابل، برر محمد فوزي مقتل المشجعين بأنهم اشتبكوا مع قوات الأمن، وأحرقوا سيارة تابعة للشرطة، وحاولوا دخول المباراة بدون تذاكر.
وأضاف في تصريح للجزيرة نت أن المجموعة التي اشتبكت مع رجال الأمن وفجرت الأوضاع "ليست من مشجعي الزمالك ولكنها مجموعة تابعة للشيخ حازم أبو إسماعيل اندست في صفوف المشجعين".
أما عمرو محروس فقد وصف روابط المشجعين (الألتراس) "بالمجرمين الذين لا يجب التعاطف معهم، والقضاء عليهم نهائيا، لأنه من غير المعقول أن تتحول جميع المباريات إلى أعمال شغب وعنف".
واتهم في تصريح للجزيرة نت المسؤولين الأمنيين "بالبلادة" وعدم القدرة على تخليص مصر من روابط المشجعين، مشيدا بقرار النائب العام بضبط وإحضار جميع المتورطين في تلك الاشتباكات.