أزمة المعارضة الماليزية.. وغزل أمنو وباس

أخفقت المعارضة في حشد الجماهير لمناصرة زعيمها أنور إبراهيم بعد إدانته مقارنة بالحشود الجماعهيرية التي أعتقبت الحكم
المعارضة الماليزية تتعهد بمواصلة مواجهة الحكومة بعد الحكم بسجن زعيمها أنور إبراهيم (الجزيرة نت)

 سامر علاوي-كوالالمبور

تسبب فقدان المعارضة الماليزية لاثنين من أبرز قادتها الأسبوع الثاني من شهر فبراير/شباط الجاري في تعميق أزمتها المتفاعلة منذ أشهر عدة.

وبدخول زعيم "التحالف الشعبي" أنور إبراهيم السجن بعد إدانته بقضية شذوذ جنسي فقدَ عضوية البرلمان تلقائيا لعدم أهليته لتقلد أي منصب عام بموجب الحكم.

وبعد الحكم بأيام غيّب الموت المرشد العام للحزب الإسلامي (باس) نك عزيز نك أحد أركان التحالف، إلى جانب حزب العمل الديمقراطي (داب) -لذوي أصول صينية- في المعارضة وحزب "عدالة الشعب" بقيادة أنور إبراهيم.

إسماعيل أحمد لا يستبعد تحول الحزب الإسلامي عن تحالف المعارضة (الجزيرة نت)
إسماعيل أحمد لا يستبعد تحول الحزب الإسلامي عن تحالف المعارضة (الجزيرة نت)

أسباب الأزمة
الحفاظ على التحالف أبرز الشعارات التي ترفعها المعارضة في برامجها الجماهيرية لمناصرة زعيمها أنور إبراهيم بعد الحكم بسجنه خمس سنوات، وهو ما اعتبر مؤشرا على عمق أزمة المعارضة.

وعزز هذا الانطباع غياب رئيس الحزب الإسلامي عبد الهادي أوانغ عن أول اجتماع لقادة المعارضة بعد الحكم بسجن زعيمها، وضعف الحضور الجماهيري في حشود المعارضة لمناصرته مقارنة بالمظاهرات والمسيرات الضخمة التي نظمتها المعارضة عقب الحكم على إبراهيم عام 1998.

ويلخص عضو البرلمان ومستشار حزب "داب" ليم كيت سيانغ الأزمة في نقطتين رئيسيتين هما: الخلاف بشأن خطة الانتخابات المحلية كما يقترحها داب، ومشروع تطبيق الحدود في ولاية كلانتان التي يهيمن عليها باس منذ 25 عاما.

خريطة طريق
ويرى سيانغ أن الأزمة التي تعصف بالتحالف الشعبي هي الأخطر منذ تأسيسه عام 2008 حيث تهدد بانفراطه.

وكان قد عرض على المعارضة -في بيان نشره في مدونته- خريطة طريق مدتها 8 سنوات تشمل الدورتين المقبلتين للانتخابات العامة.

ويشير مستشار ما يعرف بحزب الصينيين الماليزيين في المعارضة إلى أن سر استمرار تحالفها يكمن في التزام أعضائها بمبدأين: الالتزام بإطار سياسة عامة مشتركة، والتوافق في مجلس قيادة التحالف، وهما ما يتم تجاوزهما في ظل غياب أنور إبراهيم ونك عزيز.

تكتيك أمنو
وبعد وفاة زعيم الحزب الإسلامي نك عزيز، سارع حزب المنظمة الملاوية الوطنية المتحدة (أمنو) -الذي يقود "التحالف الوطني" الحاكم- إلى مد يد العون لإعادة إعمار المناطق التي ضربتها الفيضانات في ولاية كلانتان، معقل الحزب من جهة، وعدم منافسته في الانتخابات التكميلية لملء مقعد عزيز في البرلمان، مقابل التركيز على منافسة نور النهى ابنة أنور إبراهيم على مقعده الشاغر في ولاية بيننانغ التي يحكمها حزب داب.

وضمن سعيهم لتجسير العلاقة مع الحزب الإسلامي واستثمار الخلافات بين أحزاب المعارضة، دأب قادة أمنو على القول "إن تأهيل وإعمار مناطق الفيضانات في ولاية كلانتان أكثر أهمية من الانتخابات".

ويفهم من هذا القول عدم منافسة الحزب الإسلامي في معاقله والاستعاضة عنه بتعاون وتنسيق مشترك قد يشمل الانتخابات لملء مقعد أنور إبراهيم، وينذر ذلك بانتهاء التحالف المعارض.

موسى: أزمة الثقة بين باس وأمنو قائمة والرهان على التحالف قد يخسر (الجزيرة نت)
موسى: أزمة الثقة بين باس وأمنو قائمة والرهان على التحالف قد يخسر (الجزيرة نت)

الوحدة والحدود
ولم يستبعد إسماعيل أحمد -أحد نشطاء الحزب الإسلامي المخضرمين- حصول تحول جذري في سياسة الحزب تجاه العلاقة مع التحالف المعارض في مؤتمر الحزب السنوي المتوقع في يونيو/حزيران المقبل.

وقال في حديث للجزيرة نت إن هناك توجها عاما للتنسيق مع أمنو والابتعاد عن التحالف المعارض لخدمة قضيتين هما وحدة الملاويين والحفاظ على مصالحهم، وتطبيق مشروع الحدود.

ولكن حسام موسى -ممثل الحزب الإسلامي في برلمان كلانتان المحلي- فضّل عدم التسرع بالتحول عن تحالف المعارضة بسبب استمرار أزمة الثقة بين حزبي باس وأمنو، وتراجع شعبية التحالف الحاكم بقيادة أمنو والذي برز جليا في انتخابات عام 2013، حيث تفوقت المعارضة من حيث الأصوات بينما تفوقت الحكومة من حيث المقاعد البرلمانية.

المصدر : الجزيرة