مسلمو بريطانيا يخشون جرائم الكراهية

صورة خارجية لمسجد فيزي بيري بارك - شمال لندن.JPG
مجهولون حاولوا إحراق مسجد "فينزبيري بارك" شمال لندن (الجزيرة نت)

محمد أمين-لندن

تفاجأ القائمون على مسجد "فينزبيري بارك" (شمال لندن) بجالون محروقات على باب المسجد محاطا بقماش عليه آثار نيران، في محاولة مدبرة لإحراقه عقب تهديدات متكررة وصلتهم في الأسابيع التي أعقبت هجمات باريس.

وأصدرت إدارة المسجد بيانا حول الواقعة، وصلت الجزيرة نت نسخة منه، قالت فيه إن "أحد الأشخاص حاول إحراق المسجد بعد صلاة العشاء، عن طريق جالون محروقات على شكل مولوتوف، لكن بحمد الله لم يشتعل ولم يُصب أحد بأذى".

وبحسب البيان، فإن القائمين على المسجد عقب اكتشاف الأمر اتصلوا بالشرطة فورا، حيث أغلقت مكان الحادث وبدأت تحقيقاتها مباشرة.

وكانت إدارة المسجد كشفت للجزيرة نت الجمعة الماضي عن تلقيها تهديدات عبر رسائل متعددة وصفتها بالخطيرة، ومن الملفت أيضا في هذه الحادثة أنها تأتي عقب أسبوع من زيارة زعيم حزب العمال المعارض جيرمي كوربن للمسجد ذاته رفقة رئيس بلدية المنطقة وعدد من أعضاء المجلس البلدي الذين ألقوا كلمات طمأنوا فيها مسلمي الحي.

 ملثم مجهول حاول إحراق مسجد
 ملثم مجهول حاول إحراق مسجد "فينزبيري بارك" باستخدام جالون وقود (الجزيرة نت)

جريمة كراهية
وحول تفاصيل الواقعة، أكد رئيس مجلس إدارة المسجد محمد كزبر أنه تم إلقاء جالون معبأ بمحروقات على شكل "مولوتوف" على المسجد مساء الجمعة عقب انتهاء الصلاة وإغلاق المسجد.

وبيّن -في حديث للجزيرة نت- أن هذه العبوة لم يشعر بها حارس المسجد ولا السكان لأنها لم تشتعل، لكن في الصباح عندما فتح المسجد أبوابه تم اكتشافها، وتم الاتصال بالشرطة التي بدأت على الفور تحقيقاتها وأخذت العينات والبصمات عقب تأكدها أن العبوة غير قابلة للانفجار.

وأوضح كزبر أن كاميرات المراقبة التي فرغتها الشرطة أظهرت رجلا أبيض جاء مستقلا دراجة نارية ومغطى الرأس، وغادر فورا من المكان عقب محاولات متعددة لإشعال النار، مشددا على أن هذه الهجمات تعزز مخاوف المسلمين من الخطر.

وفي الوقت الذي أشاد فيه رئيس مجلس إدارة المسجد بموقف زعيم حزب العمال جيرمي كوربن ورئيس البلدية ورجال الدين المسيحيين والكنائس وغيرهم من الذين تضامنوا مع المسجد واتصلوا فورا به، ألقى باللوم على الإعلام الذي يحرّض على الجالية المسلمة، بحسب رأيه، محملا إياه جزءا من المسؤولية عن هذه الحادثة، وخص بالذكر صحيفة "صن" واسعة الانتشار.

الجريمة جاءت بعد أسبوع من زيارة زعيم حزب العمال جيرمي كوربن للمسجد (الجزيرة نت)
الجريمة جاءت بعد أسبوع من زيارة زعيم حزب العمال جيرمي كوربن للمسجد (الجزيرة نت)

تحريض إعلامي
وكانت جريدة "صن" الشعبية أثارت موجة غضب عقب نشرها عنوانا رئيسيا بصفحتها الأولى الأسبوع الماضي مفاده أنها أجرت دراسة خاصة خلصت إلى أن "واحدا من كل خمسة مسلمين بريطانيين يتعاطفون مع الجهاديين"، وهو العنوان الذي عدّته الجالية تحريضا مباشرا، فضلا عن تشكيك صحف أخرى في الدراسة التي عدّتها "مضللة".

وتواصل الشرطة البريطانية تحقيقاتها في الاعتداء على مسجد "فينزبيري بارك" الذي عدّته "جريمة كراهية"، كما نشرت على موقعها على الإنترنت جانبا من التفاصيل التي أكدت فيها وجود شخص بجوار المسجد مساء الجمعة كان يتصرف بشكل مريب في الموقع ويحاول إشعال النار، وحددت ملامحه بأنه رجل "أبيض"، ويرتدي قبعة بيضاء ومقنع، مؤكدة أنه وصل مكان الحادث على دراجته النارية الساعة 8:25 مساء، قبل أن يغادره عقب محاولات متعددة لإشعال النار، داعية كل من لديه معلومات للاتصال بها فورا.

وكان مسجد "فينزبيري بارك" مثارا للجدل وقت أن كان أبو حمزة المصري إمامه وخطيبه، حيث وجهت الشرطة اتهامات عديدة له وقتها بأنه يثير الكراهية، وعقب تحذيرات حكومية متعددة اقتحمت المسجد عام 2003، وعزلت "المصري" الذي سجن في ما بعد وتم تغيير إدارة المسجد.

وتؤكد إدارة المسجد الحالية أن تاريخ المسجد وما ارتبط بعقل الناس عنه، حوله لرمز للانتقام من المسلمين، رغم تغيره التام وتحوله لمنارة إشعاع حضاري، ونجاحه في التواصل مع المجتمع البريطاني وبناء علاقات ممتازة مع المؤسسات المحلية وفتح أبوابه للمجتمع المحلي.

المصدر : الجزيرة