تنظيم الدولة ينقل الحرب لعقر "دار الأعداء"

A woman cries as people place flowers and light candles in tribute to the victims of the 13 November attacks, in front of the Carillon restaurant, in Paris, France, 15 November 2015. At least 132 people were killed in a series of attacks in Paris on 13 November, according to French officials. Eight assailants were killed, seven when they detonated their explosive belts, and one when he was shot by officers, police said. French President Francois Hollande says that the attacks in Paris were an 'act of war' carried out by the Islamic State extremist group.
امرأة تبكي أثناء تجمع للترحم على أرواح على ضحايا هجمات باريس التي تبناها تنظيم الدولة (الأوروبية)

يبدو أن تنظيم الدولة الإسلامية قرر نقل الحرب إلى فرنسا ودول أخرى بعد ما واجهه من انتكاسات على جبهات القتال في سوريا والعراق وكثافة الضربات الجوية التي تقودها ضده قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

وقد هدد تنظيم الدولة مرارا بمهاجمة الدول الغربية في عقر دارها منذ أن رسخ أقدامه وسط الأزمة السورية ثم مد نفوذه إلى شمال العراق في العام الماضي.

ونقلت وكالة رويترز عن مقاتل من تنظيم الدولة -تم الاتصال به داخل سوريا- قوله إن المتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني أصدر تعليمات من أجل التحرك في الخارج.

وأوضح المصدر ذاته عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي "جاء أمر من الشيخ العدناني بالتحرك منذ حوالي شهرين، لقد أرسل الشيخ العدناني أمرا خطيا لكل القواطع -السرايا الأمنية- بالتحرك بما فيها في إدلب وغيرها من الأماكن، ولبنان أيضا".

رسائل ودماء
وأضاف "الذي حصل هو غيض من فيض، لبنان وفرنسا جزء من هذا"، موضحا "رسائلهم إلينا تكون بالدماء والأشلاء ولذلك رسائلنا تكون بالمثل بكل بساطة".

وكان تنظيم الدولة أعلن مسؤوليته عن هجمات باريس يوم الجمعة الماضي التي أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 129 قتيلا، وذلك انتقاما للضربات الجوية التي توجهها فرنسا لتنظيم الدولة، بالإضافة لتبنيه تفجيرين "انتحاريين" سقط فيهما 43 قتيلا يوم الخميس في ضاحية في بيروت تعد معقلا لحزب الله اللبناني الذي يقاتل التنظيم بسوريا.

كما أعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عن حادث تحطم طائرة روسية فوق شبه جزيرة سيناء في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي والذي قتل فيه 224 شخصا وذلك بعد أن بدأت روسيا حملة غارات جوية في سوريا.

وفي الوقت الذي يؤكد فيه أنصار تنظيم الدولة ومقاتلون فيه أن هناك أوامر بالتحرك صدرت لخلايا نائمة في عدة أماكن يقول أحد المقاتلين إنه لا يمكن أن تتصل الخلايا النائمة ببعضها بعضا لكنها كلها على اتصال بجهاز خاص يتولى مسؤولية "العمليات الخارجية" ومنه تتلقى الخلايا أوامرها.

‪رجال شرطة في حالة من الذعر والخوف عقب بلاغ كاذب بوجود قنبلة في ساحة الجمهورية بباريس قبل يوم‬ رجال شرطة في حالة من الذعر والخوف عقب بلاغ كاذب بوجود قنبلة في ساحة الجمهورية بباريس قبل يوم (الأوروبية)
‪رجال شرطة في حالة من الذعر والخوف عقب بلاغ كاذب بوجود قنبلة في ساحة الجمهورية بباريس قبل يوم‬ رجال شرطة في حالة من الذعر والخوف عقب بلاغ كاذب بوجود قنبلة في ساحة الجمهورية بباريس قبل يوم (الأوروبية)

خلايا نائمة
من جهته، قال مصدر "جهادي" على صلة وثيقة بتنظيم الدولة "يوجد الكثير من الإخوة حاليا في الغرب بصفة خلايا نائمة وهم على تواصل مباشر مع الإخوة في القطاع الخارجي وهو جهاز معين مخصص لهذا الأمر".

وأضاف "هو بمثابة فرع استخباراتي قوي، إن مسؤوله أردني وهو يقوم بالتخطيط والتنسيق مع الإخوة في الخارج".

ويعمل تنظيم الدولة بأسلوب في غاية السرية كما أن له هيكلا تنظيميا معقدا، وبصفة عامة فإن صاحب القول الفصل في التنظيم هو أبو بكر البغدادي الذي نصب نفسه خليفة على المسلمين لكن نائبه يتمتع أيضا بنفوذ كبير.

ويستشير الاثنان مجلس الشورى المؤلف من قيادات عسكرية ودينية وغيرها والذي يقدم المشورة للبغدادي في ما يتعلق بالإستراتيجية والخطط العسكرية.

وقد اجتذب تنظيم الدولة آلاف المقاتلين من مختلف أنحاء العالم بما في ذلك أوروبا، لكن تشديد القيود الأمنية التي فرضتها عدة دول أوروبية حال دول سفر الراغبين في الانضمام إلى صفوفه في سوريا والعراق.

‪‬ أثناء عملية مداهمة في العاصمة البلجيكية بروكسل اليوم الاثنين(الأوروبية)
‪‬ أثناء عملية مداهمة في العاصمة البلجيكية بروكسل اليوم الاثنين(الأوروبية)

ذئاب منفردة
وللتغلب على ذلك أنشأ تنظيم الدولة قنوات للاتصال من قواعده في الشرق الأوسط بهؤلاء المقاتلين وشجعهم على العمل "كذئاب منفردة" أو من خلال خلايا صغيرة لتنفيذ هجمات داخل الدول التي يعيشون أو يعملون فيها.

وفي هذا الصدد، يقول أحد مؤيدي التنظيم "ما لا يفهمه العالم أن مناصري الدولة وجنودها يعملون عن عقيدة، والذي لديه مثل هذه العقيدة يمكن أن يفعل أي شيء، هل يظنون أنهم يمكن أن يهزموا عقيدة أو إنسان مؤمن حقيقي؟ كلما زادت هجمتهم على الإسلام.. الإسلام الحقيقي زاد إيماننا واشتد ولاؤنا للخليفة".

وأضاف "أنصار الدولة لا يخافون من التراجع ويتفاءلون بالتقدم، كيف يمكن أن يهزم من يرى أنه من الفرقة الناجية والطائفة المنتصرة، الدولة لا تتحدث عما ستقوم به غدا، ولكنها أخبرت العالم أنه سيأتي الرد والعقاب، إذن سيأتي".

المصدر : رويترز