غزة تتجاهل استمالة وتحريض تنظيم الدولة
أحمد فياض-غزة
وفي غزة لم تلق الفصائل الفلسطينية بالا لإصدارات تنظيم الدولة، وفضلت حركة حماس عدم التعقيب على ما كاله لها من اتهامات، وجاءت مواقف الشارع مناوئة لتنظيم الدولة، وبدا مشدودا صوب متابعة تطورات الأحداث الدائرة رحاها في القدس والضفة الغربية وداخل الخط الأخضر.
وقال الطالب الجامعي جبريل محمد إن أبناء الشعب الفلسطيني "انتفضوا من تلقاء أنفسهم بعد أن تملكهم الغضب حيال حرق الأطفال والمساجد وضرب النساء في الأقصى، ولم يعيروا اهتماما لحركة فتح أو حماس، ولن يعيروا اهتمامهم كذلك لتنظيم الدولة أو غيره".
ورجح محمد "استمرار الانتفاضة نتيجة زيادة الضغط الإسرائيلي على السكان وحملة التنكيل بالأطفال والنساء"، مستبعدا "التفات المنتفضين حول تنظيم الدولة الذي يدعو إلى عسكرة الانتفاضة"، وقال "إن اعتماد منفذي عمليات المقاومة على التخطيط الفردي في اختيار أهدافهم منحهم تأييدا شعبيا كبيرا، ولا تجد دعوات تنظيم الدولة إلى تأجيج الانتفاضة وعسكرتها وترك الفصائل آذانا صاغية في غزة لأن التنظيم يناقض نفسه، فهو يدعو الناس إلى ترك الفصائل في حين هي ذاتها من تمتلك أدوات العسكرة وديمومة الانتفاضة".
الوقت الضائع
ويرى المختص في متابعة شؤون الحركات الإسلامية خضر محجز أن تنظيم الدولة لم يلتفت إلى فلسطين وما يقع فيها إلا بعد شعوره بأنه يمر في مرحلة صعبة وخطيرة قد تودي به بعد تدخل روسيا، وقال إن "مناداة التنظيم أبناء الشعب الفلسطيني إلى الالتفاف حوله من أجل تحرير فلسطين جاءت في الوقت الضائع".
وأضاف محجز أن الشارع الغزي لن يستجيب لدعوات التنظيم نظرا لعدم القبول به في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة، و"رغم عدم رضا الشعب الفلسطيني عن فصائله السياسية، فإن أعينه وأفئدته متجهة صوب قضية تحرير فلسطين".
من جانبه قال المحلل والكاتب إبراهيم المدهون إن تصدير تنظيم الدولة لأربعة تسجيلات مصورة تتحدث عن الانتفاضة وعن الشعب الفلسطيني ويهاجم من خلالها حركة حماس، "لم تأت عفويا أو اعتباطيا، فخروج الإصدارات الأربعة في وقت متزامن يدلل أن حركة حماس على وجه التحديد باتت في دائرة استهداف التنظيم، ودعوة التسجيلات إلى الالتفاف حول زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي محاولة لاستقطاب عناصر من المقاومة الفلسطينية وخصوصا من حركة حماس لكونها أكبر التنظيمات الفلسطينية المسلحة الفاعلة على الأرض".
ونبه المدهون في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت إلى أن استقطاب التنظيم لعناصر من المقاومة "كان ولا يزال محدودا جدا ولم يصل إلى مرحلة يمكن الإشارة إليها على أنها ظاهرة، وذلك لخلو الأراضي الفلسطينية المحتلة من الصراعات الطائفية والتوترات العرقية، وهو ما يحول دون التأثر بخطاب تنظيم الدولة الإسلامية المرتكز على حساسية الاختلافات المذهبية".