عائلة منفذ عملية بئر السبع تشكك بالرواية الإسرائيلية
وديع عواودة-حيفا
وداهمت قوة كبيرة من الشرطة الإسرائيلية منزل العائلة فجر أمس الاثنين وحطمت بابه ووجه عناصرها بنادقهم نحو رأس الأب خليل العقبي الذي قال إن الشرطة الإسرائيلية صادرت حاسوب ولده وكافة الهواتف المحمولة، في حين مددت محكمة عسقلان اعتقال ابنه الطالب عمر العقبي (19 عاما) ستة أيام.
واتهم أبو مهند قوات الأمن الإسرائيلي بإعدام ولده، مؤكدا أن "الحقيقة الكاملة لم تظهر بعد" وأنه اضطر لفك بيت العزاء الذي أقامه بساحة منزله المصنوع من القصدير والخشب بعد إعلان شرطة الاحتلال أمس الاثنين أن ولده "قام بالعملية بشكل فردي".
وبدا الأب صابرا على محنته وهو يروي للجزيرة نت أن ولده مهند خرج أمس الأول عند الرابعة فجرا وعاد عند الرابعة عصرا من يوم عمل طويل، مضيفا أن زوجته أخبرته فور عودته من عيادة شقيقته في مستشفى "سوروكا" أن مهند "عاد من العمل واغتسل وخرج إلى بئر السبع" المجاورة.
وقال الأب إنه وأبناءه "يقومون بواجباتهم الدينية مثلهم مثل بقية الناس"، ويرفض ما قام به ولده ويقول "إن واقع فلسطينيي الداخل يحتم عليهم النضال السياسي المدني فقط وبنفس طويل"، ويؤكد أنه لم يلحظ أيضا أي إشارة إحباط لدى مهند "لا سيما أنه يميل إلى الانطوائية"، مرجحا أن طرده من قبل سلطات الهجرة في كندا وحرمانه من العمل والتعلم هناك قد ترك أثره عليه.
ويتابع "ليتني أستطيع أن أدخل إلى أعماق نفسه لأفهم ما مر به، فرب العالمين فقط يعرف ما الذي قاده إلى ذلك، ففي الأيام الأخيرة تصرف مهند بشكل اعتيادي وهو أصلا ليس إنسانا عنيفا".
أما أقارب وجيران مهند فقالوا إنهم دهشوا لسماع نبأ قيامه بتلك العملية من وسائل الإعلام، وقال شيخ عشيرة العقبي سعيد العقبي إنه وكل أقاربه فوجئوا ولم يصدقوا النبأ الذي وقع عليه "كالصاعقة في يوم صيفي"، مؤكدا أنه "يستنكر العنف من كل الجهات" وأنه يشارك والد مهند شكوكه حول ما جرى، ويرى أن هناك جوانب غامضة في العملية.
وأشار الشيخ سعيد إلى أن مهند كان شابا "هادئا ومؤدبا ويقوم بواجباته الدينية"، نافيا وجود صلة له بالحركة الإسلامية أو تحريضها له.
ويحمّل أسامة العقبي ابن عم مهند السلطات الإسرائيلية مسؤولية العملية، قائلا إنه يعارض العنف لكن إسرائيل تمارسه إلى جانب ممارستها التمييز العنصري ضد العرب، مما يدفع شبابهم نحو عمليات كهذه.
وأضاف أسامة أنه يؤيد الاحتجاج الشعبي السلمي لأن "الكفاح المسلح من قبل المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل غير مجدٍ، ويمنحها ذريعة للبطش وربما التهجير".