الاعتقالات.. سلاح الاحتلال لمحاصرة الانتفاضة

عملية اعتقال الشيخ حسن يوسف الليلة الماضية (الصورة من فيديو نشره جيش الاحتلال لاعتقال حسن يوسف اليوم)
عملية اعتقال الشيخ حسن يوسف في صور بثها جيش الاحتلال

عوض الرجوب-رام الله

في محاولة منها لمحاصرة المقاومة ومنع تحول المواجهات الدائرة في الضفة الغربية إلى انتفاضة، تلجأ سلطات الاحتلال إلى تنفيذ اعتقالات جماعية تطال أحيانا قيادات فاعلة ومن كل الفصائل.

وطالت الاعتقالات الليلة الماضية أكثر من أربعين فلسطينيا من الأراضي المحتلة، بما فيها القدس وداخل الخط الأخضر، وكان أبرزهم النائب والقيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حسن يوسف الذي اعتقل من بلدة بيتونيا غرب رام الله، ونقل إلى التحقيق.

ومع أن الفصائل الفلسطينية تتجنب السجال في هذه المرحلة، ورغم أن الاحتلال هو المنفذ للاعتقالات، لا تخفي حركة حماس اتهامها للسلطة الفلسطينية بالمسؤولية عن بعضها من خلال التنسيق الأمني مع الاحتلال، رغم نفي حركة التحرير الوطني (فتح) -التي تمسك بزمام السلطة- وجود التنسيق.

‪أبو عون: الاعتقالات شملت عددا من أعضاء وقيادات الحركة ذات التأثير الشعبي‬ (الجزيرة)
‪أبو عون: الاعتقالات شملت عددا من أعضاء وقيادات الحركة ذات التأثير الشعبي‬ (الجزيرة)

كبح الانتفاضة
ولا تلقي السلطات الإسرائيلية أي اعتبار للمناطق التابعة للسلطة الفلسطينية حيث تنفذ الاعتقالات في كل الأوقات، كما يجري في المناطق الخاضعة للاحتلال وأراضي 48 التي لعبت دورا بارزا في الانتفاضة الحالية.

ويقول القيادي في حركة حماس بالضفة الغربية نزيه أبو عون إن الاعتقالات التي نفذتها سلطات الاحتلال تأتي "لكبح جماح الانتفاضة المتصاعدة والرافضة لاستمرار الاحتلال وعربدة المستوطنين في الضفة".

ويضيف متحدثا للجزيرة نت أن الاعتقالات تأتي أيضا استكمالا لإجراءات إغلاق الأحياء العربية والقرى في محيط القدس وعزلها في "كانتونات" منفردة لتسهيل السيطرة عليها، تزامنا مع استمرار اقتحامات المسجد الأقصى.

ويقول أبو عون إن الاحتلال يتهم حماس بالتحريض على العنف، حيث هدد رئيس حكومته بنيامين نتنياهو بمعاقبة الحركة، لافتا إلى أن الاعتقالات الأخيرة شملت عددا من أعضاء وقيادات الحركة ذات التأثير الشعبي.

ولا يستبعد القيادي في حماس أن يكون للسلطة الفلسطينية دور في هذه الاعتقالات, مرجحا استمرارها "عبر التنسيق الأمني، ظنا من إسرائيل والسلطة أن هذا الأمر سيهدئ الأجواء المشتعلة"، مؤكدا أن العديد من المسيرات المساندة للمسجد الأقصى التي دعت لها حماس قمعتها أجهزة الأمن الفلسطينية في الضفة.

وكانت الإذاعة الإسرائيلية نسبت أمس إلى مصدر أمني فلسطيني أن الأمن الفلسطيني اعتقل في الخليل مجموعة ينتمي أفرادها لحماس تتهم "بارتكاب اعتداءات ضد أهداف إسرائيلية"، دون نفي أو تأكيد من الجانب الفلسطيني.

من جهته، اتهم الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي النائب حسن يوسف بأنه "متورط في نشاطات مكثفة محرضة على الإرهاب.. وعنصر مشجع للعنف والقتال ضد إسرائيل في الشارع الفلسطيني". 

‪الاحتلال الإسرائيلي يحاول السيطرة على الهبة الحالية عبر اعتقال الناشطين‬ (الجزيرة)
‪الاحتلال الإسرائيلي يحاول السيطرة على الهبة الحالية عبر اعتقال الناشطين‬ (الجزيرة)

مختلف الفصائل
وفي وقت سابق، نفى عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي للجزيرة نت وجود تنسيق أمني مع إسرائيل واصفا التنسيق بالجريمة، فيما تنفي السلطة الفلسطينية على الدوام تنفيذ اعتقالات سياسية، وتقول إن جميع المعتقلين يعرضون على القضاء وفق لوائح اتهام.

ويقول مدير نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس إن الاعتقالات طالت حتى الآن مناطق الضفة والقدس وأراضي 48، موضحا أن خلفية الاعتقال لها علاقة في أغلب الحالات بالمواجهات مع الاحتلال وإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة والطعن والدهس.

وينفي فارس أن تكون الاعتقالات التي تجاوزت 800 حالة منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري قد تركزت على لون حزبي واحد، مؤكدا أنها طالت عناصر من كل القوى الفلسطينية.

المصدر : الجزيرة