هجمات إسطنبول.. أجندة المنفذين ودلالات التوقيت
خليل مبروك-إسطنبول
وقتل في هجوم الثلاثاء -الذي وقع بمنطقة السلطان أحمد السياحية- ضابط شرطة وأصيب آخر، وذكرت مصادر رسمية تركية أن منفذة الهجوم -التي قتلت أيضا- تدعى إليف سلطان كالسين.
وأوضحت المصادر أن منفذي الهجومين ينتميان لحزب "جبهة التحرير الشعبية الكردية" اليسارية التي سبق أن نفذت هجوما آخر على مخفر في منطقة سلطان غازي بإسطنبول أدى إلى مقتل شرطي آخر.
ويربط باحثون ومحللون سياسيون تلك الهجمات بالتطورات السياسية المرتبطة بعملية السلام مع الأكراد وقرب الانتخابات البرلمانية، كذلك دور تركيا في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية.
قوائم الإرهاب
وذكر الباحث في مركز البحوث الإستراتيجية بأنقرة جاهد توز أن كثيرا من المنظمات "التي تمارس أنشطة إرهابية في تركيا ما زالت تحمل السلاح، ومن بينها حزب العمال الكردستاني والجبهة الكردية اليسارية المسؤولة عن الهجومين".
وأوضح أن هذه المنظمات "مدرجة على قائمة الإرهاب منذ عدة عقود في تركيا، ومن قبل وصول حزب العدالة والتنمية للحكم".
واعتبر أن تقدم عملية المصالحة الداخلية للسلام مع الأكراد وما ترتب عليها من وقف لإطلاق النار بين الحكومة وحزب العمال الكردستاني "قطع الطريق على كثير من الجهات التي تحاول العبث باستقرار تركيا، فلجأت إلى جهات أخرى لتنفيذ أجندتها ومن ضمنها الجهة التي نفذت الهجومين".
وأشار توز إلى أن الشرطة التركية تتلقى باستمرار بلاغات من جهاز الاستخبارات بشأن نوايا جهات تنفيذ هجمات في البلاد وتعمل على منعها، لكنها لم تتمكن في هذه المرة من تجنب الهجوم.
وأشار إلى أن منفذة الهجوم الأخير سبق اعتقالها خلال مشاركتها في أحداث "غيزي بارك" بميدان تقسيم، وقد اعترضت كثير من الجهات التركية المعارضة على ذلك بدعوى أنها طالبة جامعية فتم الإفراج عنها دون أن تقدم للمحاكمة.
تطرف
بدوره، قال الكاتب المتخصص في الشأن التركي سعيد الحاج إن المنظمة التي نفذت هجوما انتحاريا وفشلت في تنفيذ آخر "تعد من المنظمات الماركسية شديدة التطرف، وتناهض مشروع الحكومة التركية بشدة وتدعو لإقامة دولة ماركسية في البلاد".
ورأى المحلل السياسي أن منفذي الهجوم اختاروا مناطق ذات طبيعة رمزية لتنفيذ هجماتهم كمنطقة سلطان أحمد التي تعد من أهم المناطق السياحية، حيث يقع مسجد سلطان أحمد ومتحف أيا صوفيا، وقرب قصر دولما بهجة الذي يضم مكتبا لرئاسة الوزراء إلى جانب كونه مزارا للسياح.
وقال الحاج للجزيرة نت إن المهاجمين يسعون إلى إحراج الحكومة التركية والضغط عليها لرفع درجة التأهب واتخاذ إجراءات أمنية مشددة قبيل الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في يونيو/حزيران المقبل.
كما أشار إلى أن الحرب على تنظيم الدولة "ساهمت في إضعاف التحكم الأمني بالحدود التركية، الأمر الذي سهل وصول المهاجمين والسلاح إلى الداخل التركي".
ورأى الحاج أن نشاط المنظمة -التي نفذت الهجوم- لا يشكل تهديدا بعيد المدى لاستقرار تركيا بالنظر لإمكاناتها المحدودة في العدة والعتاد والتسليح، ولعدم انتشار فكرها الأيديولوجي بين الأتراك بمن فيهم أحزاب المعارضة.
وكان بضعة نشطاء مناصرين لجبهة التحرير الشعبية الكردستانية قد تجمعوا أمام مبنى الطب العدلي بمدينة إسطنبول، حيث نقلت جثة منفذة الهجوم كالسين، ورددوا شعارات داعمة للجبهة قبل أن تقوم الشرطة باحتجازهم.