الخوف والدمار يمنعان عودة المشردين لمنازلهم بغزة

مشرد مسن ينام على بالقرب من فناء مدرسة الأمل للأونروا
مدارس الأونروا لا تزال تؤوي الهاربين من العدوان الإسرائيلي على غزة (الجزيرة)

أحمد فياض-غزة

لم يعد أمام الجريح شحدة النجار سوى البقاء بالقرب من فناء مدرسة للأونروا بعد دمار منزله ببلدة خزاعة بقطاع غزة، واضطرار المشفى لإخراجه قبل أن يتعافى لإتاحة الفرصة لعلاج من هو أشد منه تضررا.

ومثل النجار لا يزال الآلاف يقيمون في مدارس الأونروا لأن منازلهم دمرت بالكامل وباتوا مشردين حتى في ظل سريان التهدئة بين المقاومة والاحتلال.

ويقول النجار إنه لم يغادر المدرسة لأن منزله دمر بالكامل ولم يعد في حيه أثر للحياة، متسائلا عن المكان الذي يمكن أن يقيم فيه بعد أن تحولت بلدة خزاعة إلى أكوام من الركام.

فظائع ومذابح
وأضاف للجزيرة نت أنه في ضوء عدم التيقن من استمرار التهدئة فإن العودة إلى الحي تظل محفوفة بالمخاطر، قائلا "شاهدنا فظائع ومذابح تعجز الكلمات عن وصف هولها".

‪‬ شحدة لم يتعافَ من جرحه ولجأ للأونروا لأن القصف دمر منزله بالكامل(الجزيرة)
‪‬ شحدة لم يتعافَ من جرحه ولجأ للأونروا لأن القصف دمر منزله بالكامل(الجزيرة)

وغير بعيد عن مكان الجريح النجار يتواجد المسن سليمان العماوي، وهو مشرد من بلدة القرارة بجنوب شرق القطاع.

ويرفض العماوي هو وأفراد أسرته العودة إلى منزلهم المدمر لعدم توافر المياه بعد أن هدمت قوات الاحتلال كافة الآبار وخرّبت شبكات المياه في البلدة.

ولا يخفي العماوي خشيته أيضا من عودة قوات الاحتلال إلى مهاجمة البلدة في ضوء عدم وضوح الرؤيا بالنسبة للمفاوضات المتعلقة بالتهدئة الدائمة في القاهرة.

وأضاف للجزيرة نت أن الذين غادروا المدارس وعادوا إلى منازلهم يسكنون في مناطق بعيدة عن نقاط الاحتكاك مع قوات الاحتلال.

ويلاحظ يوسف خليفة -وهو مسؤول عن التثقيف النفسي للمتواجدين بمدرسة الأمل التابعة للأونروا- أن معظم المشردين يرفضون العودة لمنازلهم رغم تدكس كل ثمانين شخصا منهم في غرفة دراسية واحدة، قائلا إن مشاعر الخوف ما زالت تسيطر عليهم.

‪خليفة: المشردون يعانون توترا وضغطا بسبب هول المشاهد‬ (الجزيرة)
‪خليفة: المشردون يعانون توترا وضغطا بسبب هول المشاهد‬ (الجزيرة)

صدمة الحرب
وأكد خليفة أن صدمة الحرب تعصف بالكبار والصغار بفعل التوتر والضغط الناجمين عن هول المشاهد وقسوة الظروف.

وشدد للجزيرة نت على أن المتواجدين في المدارس هم ممن تعرضوا للقصف المباشر وعاشوا تفاصيل الأحداث المروعة المتعلقة بتناثر الجثث والأشلاء وتساقطها على الأرض وتحت الركام.

وقال إن هذه المشاهد جعلت الفارين من جحيم القصف يفضلون عدم العودة لمنازلهم لحين تأكدهم من توقف العدوان على غزة.

ودعا المنظمات الإنسانية للتحرك العاجل للتخفيف عن المشردين وتجنيبهم تداعيات الصدمات النفسية الناجمة عن القتل والتدمير وفقدان كافة مقومات الحياة.

من جانبه، أكد المستشار الإعلامي للأونروا عدنان أبو حسنة أن مدارس الوكالة ما زالت تحتضن 170 ألف مشرد من أصل 270 ألفا احتموا بها من العدوان الإسرائيلي.

وأوضح للجزيرة نت أن الأونروا ما زالت تفتح مدراسها أمام المشردين وتقدم خدماتها لهم. وقال إن عودة المواطنين لمناطقهم مرهونة بتثبيت وقف إطلاق النار.

المصدر : الجزيرة