سكان الضفة يتوقعون تصعيدا إسرائيليا

تعزيزات قبيل مواجهات سابقة في منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية
إسرائيل صعدت من حملتها بمدينة الخليل (الجزيرة نت-أرشيف)

عوض الرجوب-رام الله

استبق الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة بحملة عسكرية واسعة بالضفة الغربية، شملت اعتقالات جماعية وعمليات فصل جغرافي ومنعا من السفر، فضلا عن العودة لسياسة هدم المنازل. وخفت حدة الحملة جزئيا مع بدء العدوان قبل 52 يوما.
 
لكن أوساطا فلسطينية وناشطين يرجحون تصعيدا إسرائيليا في الضفة، في حال نجاح التهدئة المتفق عليها منذ أمس الأول في قطاع غزة.

وتحدث نشطاء عن خطة متكاملة ومدروسة تستهدف أساسا تحويل الضفة الغربية إلى معازل، وسلخها عن بعضها بمجموعة إجراءات على الأرض أبرزها الحواجز العسكرية والمعابر.

وكانت صحيفة هآرتس كشفت عن منع أكثر من 27 ألفا من فلسطينيي الضفة الغربية من السفر خلال الشهور الأخيرة عبر حاجز الكرامة إلى الأردن، دون الإشارة إلى أسباب المنع والمعايير التي خضع لها الممنوعون.

‪جمعة: الاحتلال يسعى لتنفيذ المرحلة الثانية من الفصل العنصري‬ (الجزيرة نت)
‪جمعة: الاحتلال يسعى لتنفيذ المرحلة الثانية من الفصل العنصري‬ (الجزيرة نت)

تحركات عسكرية
ومنذ دخول التهدئة حيز التنفيذ أمس الأول، اعتقلت سلطات الاحتلال قرابة ثلاثين فلسطينيا، فيما شهدت مدينة الخليل تحركات عسكرية ليلية ملحوظة شاركت فيها طائرات مروحية، وذلك ضمن جهود يعتقد أنها تستهدف اعتقال فلسطينيين اثنين اختفت آثارهما منذ شهرين ونصف شهر وتتمهما سلطات الاحتلال بالمسؤولة عن خطف ثلاثة مستوطنين وقتلهم قرب المدينة.

ويقول الناشط في لجنة الدفاع عن الخليل هشام الشرباتي إن الحملة على المدينة "لم تتوقف خلال الحرب على غزة وإن خفت حدتها"، وأضاف أن الساعات التي تلت إعلان التهدئة "شهدت تحركات عسكرية ملحوظة لجيش الاحتلال في الخليل والقرى القريبة منها".

ويضيف الناشط الفلسطيني للجزيرة نت أن غياب الضفة عن اتفاق التهدئة طبيعي، وأنه لم يكن مطلوبا من المقاومة تحمل العبء كله أو إنجاز كل الملفات، لأن المهم في المرحلة الحالية هو وقف نزيف الدم، وفق تصوره.

ومن جهته يقول منسق لجنة مقاومة الجدار والاستيطان في مدينة رام الله جمال جمعة إن الحرب على غزة بدأت بالضفة لهدف إستراتيجي هو "تنفيذ المرحلة التالية من نظام الفصل العنصري، بعد إنهاء مرحلة إقامة الجدار العازل".

وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن الحملة العسكرية في الضفة خلال الاجتياحات تخللها "تقطيع أوصال الوطن وضرب البنى التحتية لخدمة المشروع الاستعماري الكبير وتغيير الخارطة الجيوسياسية للضفة لتمكين السيطرة عليها".

وأوضح جمعة أن الاحتلال استغل اختفاء المستوطنين الثلاثة وسعى خلال الحملة العسكرية التي استبقت العدوان على غزة بمحاولة تطبيق نظام الفصل من خلال التعامل مع مدن الضفة كمناطق، ومنع سكان منطقة بعينها من الحركة أو التنقل أو السفر من خلال الحواجز والمعابر.

وأضاف أن اختطاف وحرق الطفل محمد أبو خضير في القدس وخروج الأمور عن نطاق السيطرة "دفع حكومة الاحتلال للشروع في العدوان على غزة بهدف القضاء على المقاومة وإعادة الفلسطينيين لمفاوضات غير مثمرة، والاستفراد لاحقا بالضفة، لكن النتيجة جاءت معاكسة".

‪دغلس: المستوطنون صعدوا نشاطهم خلال العدوان بشكل ملحوظ‬ (الجزيرة نت)
‪دغلس: المستوطنون صعدوا نشاطهم خلال العدوان بشكل ملحوظ‬ (الجزيرة نت)

تصعيد استيطاني
ويرى جمعة أن إسرائيل لو خرجت من غزة بوجه المنتصر لكان الوضع "أكثر سوءا"، ومع ذلك لم يستبعد إجراءات في الضفة لغرض الضغط النفسي من قبيل تحديد لوائح لمنع السفر، والتنقل ومحاولة الانتقام وإظهار فرض السيادة.

واعتبر أن الرد الأمثل على مثل هذه التصرفات هو التوجه للمجتمع الدولي وطلب إقامة الدولة الفلسطينية ومقاضاة الاحتلال على جرائمه، على حد قوله.

وأكد مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية غسان دغلس أن المستوطنين صعدوا خلال العدوان على غزة بشكل لافت من اعتداءاتهم بالضفة، مشيرا إلى عمليات توسيع ملحوظة للمستوطنات وعمليات استيلاء جماعية على الأرض وفلاحتها وزراعتها في ظل انشغال وسائل الإعلام بالحرب على غزة.

وأضاف دغلس للجزيرة نت أن من بين الاعتداءات التي وقعت "إطلاق الرصاص والاعتداء على الطرقات ورشق السيارات الفلسطينية بالحجارة، فضلا عن اقتحام الجيش لعدد من المدارس ومحاصرتها".

وأشار المسؤول إلى تزايد اقتحامات المسجد الأقصى والاشتباكات الناتجة عنها، معتبرا ذلك بداية لمرحلة مواجهة جديدة محورها المسجد الأقصى والقدس.

وتوقع دغلس مزيدا من التصعيد من قبل الجيش والمستوطنين كردة فعل "انتقامية" على هزيمة غزة، مرجحا في المقابل ردة فعل فلسطينية أكثر قوة من ذي قبل، خاصة مع نشوة النصر في غزة.

المصدر : الجزيرة