اعتصام بالخليل ضد تحول مبنى للمستوطنين

عوض الرجوب-الخليل

شارك عشرات النشطاء الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب والإسرائيليين ظهر اليوم في اعتصام احتجاجي ضد قرار قضائي إسرائيلي بأحقية المستوطنين في منزل ادعوا شراءه قبل سنوات.

وأقيم الاعتصام الذي دعت إليه القوى الفلسطينية ولجنة الدفاع عن الخليل عقب صلاة الجمعة أمام مبنى الرجبي في منطقة الراس بمدينة الخليل. وشدد المشاركون في الاعتصام على رفض الاستيطان، وطالبوا بالتدخل لمنع تحويل المنزل إلى بؤرة استيطانية جديدة في قلب المدينة.

وأكد نشطاء للجزيرة نت أن تحويل المبنى المكون من عدة طوابق ومساحة إجمالية لا تقل عن ثلاثة آلاف متر مربع يعني ربط البؤر الاستيطانية بمستوطنة كريات أربع، ومزيدا من التهديد والتضييق على السكان.

‪الشرباتي اعتبر قرارات المحاكم‬ (الجزيرة)
‪الشرباتي اعتبر قرارات المحاكم‬ (الجزيرة)

انحياز رغم التزوير
واحتل المستوطنون المبنى المذكور في 19 مارس/آذار 2007 بحجة شرائه، وفي 4 ديسمبر/كانون الأول 2008
تم إخلاؤهم منه بقرار من المحكمة العليا بعد ثبوت استخدام المستوطنين وثائق ملكية مزورة، لكن المحكمة المركزية قضت لاحقا بملكية المبنى للمستوطنين، وأخيرا رفضت المحكمة العليا في 10 مارس/آذار الماضي الاستئناف الفلسطيني وقضت بأحقية المستوطنين في شرائه.

وحسب منسق لجنة الدفاع عن الخليل هشام الشرباتي، فإن الخطوة التالية قبل تسليم المبنى للمستوطنين هي مصادقة وزير الدفاع الإسرائيلي عليه، موضحا أن اعتصاما سينظم غدا السبت بتل أبيب للضغط على وزير الدفاع لرفض تسليم المنزل للمستوطنين.

ووصف الشرباتي في حديثه للجزيرة نت قرار المحكمة العليا الإسرائيلية بأنه غير شرعي، لأن "وجود الاحتلال في الخليل غير قانوني، ووجود استعماري عنصري، معادٍ للإنسانية".

وأضاف أن وقفة اليوم تأتي لمقاومة المشروع الهادف إلى إيجاد تواصل جغرافي بين مستوطنة كريات أربع والبؤر الاستيطانية في مدينة الخليل، مؤكدا أن نقل ملكية البيت للمستوطنين تعني مزيدا من التوتر ومزيدا من الاعتداءات والإرهاب الاستيطاني بحق السكان الفلسطينيين وأملاكهم ومقابرهم ومساجدهم.

من جهته، قال الناشط والمحامي فريد الأطرش إن محاكم الاحتلال تساعد على انتهاك الحقوق الفلسطينية ومصادرة الأراضي بوجه غير قانوني، مطالبا المجتمع الدولي بالوقوف عند مسؤولياته "من أجل وقف انتهاكات الاحتلال وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني".

أما المتضامن الإسرائيلي غادي الغازي -وهو مؤرخ وناشط سياسي في حركة "ترابط"، وهي حركة يهودية عربية معادية للصهيونية- فاعتبر الوجود الاستيطاني في الخليل "خطرا كبيرا على الشعبين"، مطالبا بإخلاء المدينة من المستوطنين.

‪النشطاء تظاهروا ضد قرار محكمة إسرائيلية بأحقية المستوطنين في شراء منزل الرجبي‬  (الجزيرة)
‪النشطاء تظاهروا ضد قرار محكمة إسرائيلية بأحقية المستوطنين في شراء منزل الرجبي‬ (الجزيرة)

جيرة سيئة
أما المواطنة منور الجعبري -التي تقطن قريبا من المبنى المهدد بالتحويل إلى بؤرة استيطانية- فروت للمتضامنين الأجانب والصحفيين بعضا من معاناتها، موضحة أن أكثر من ثمانية آلاف مواطن يتحولون إلى سجناء في بيوتهم بعد مغيب الشمس.

وذكرت من أشكال معاناتها أن مستوطنا أطلق كلبا باتجاه حفيدتها يوم عرسها فمزق بدلة عرسها، مطالبة كل ذي شأن بأن يتحرك لمنع عودة المستوطنين للمنزل.

ووفق "بروتوكول الخليل" عام 1997 تسلمت السلطة الفلسطينية أجزاء من مدينة الخليل أطلق عليها "خ1″، وتشكل 80% من مساحة المدينة ويقطنها نحو 220 ألف نسمة، فيما تواصلت السيطرة الإسرائيلية على القسم المتبقي "خ2" ويقطنه قرابة 45 ألف نسمة، وفيه تقع البلدة القديمة والمسجد الإبراهيمي.

وتنتشر في الجزء الخاضع للاحتلال خمس بؤر استيطانية يقطنها نحو خمسمائة مستوطن، فيما تربط بينها شوارع يحظر على الفلسطينيين سلوكها أو فتح مئات المحلات التجارية الواقعة فيها.

المصدر : الجزيرة