الحرب على تنظيم الدولة فرصة لعصابات الخطف بالعراق
علاء يوسف-بغداد
يقول محمد الربيعي إن "مجموعة تتمتع بنفوذ سياسي استطاعت خطف شقيقي علي في منطقة شارع فلسطين في بغداد، وكانت تستقل سيارات حكومية وبزي عسكري، وبعد مفاوضات مع الخاطفين اتفقنا على إعطائهم أربعين ألف دولار مقابل إرجاع أخي لأطفاله سالما". بهذه العبارات تحدث للجزيرة نت المواطن محمد الربيعي، شقيق المختطف علي الربيعي.
وانتشرت في العاصمة العراقية بغداد -بعد سقوط محافظة نينوى بيد تنظيم الدولة الإسلامية– حالات خطف أشخاص مدنيين مقابل مبالغ مالية كبيرة.
ويضيف الربيعي أن "العصابات الإرهابية انتشرت في بغداد، بعد انتشار المجموعات المسلحة التي تساند القوات الأمنية في حربها الحالية ضد تنظيم الدولة الإسلامية، الأمر الذي ولّد رعبا لدى المواطن لعدم قدرته على التمييز بين أجهزة الدولة والعصابات".
ولفت إلى أن "المواطنين الذين يمتلكون مبالغ مالية كبيرة يفضلون الجلوس في منازلهم وتشديد الرقابة الأمنية على أنفسهم، أو السفر إلى دول مجاورة وإدارة أعمالهم عن طريق أقاربهم".
مادي وطائفي
من جانبه، قال قائد عمليات بغداد الفريق عبد الأمير الشمري في حديث للجزيرة نت، "إن "القيادة استطاعت بجهود أمنية واستخبارية تفكيك عصابات إجرامية تقوم بخطف المواطنين وابتزازهم ماليا".
وحدد الشمري نوعين من عصابات الخطف: الأولى هدفها الحصول على المال، والثانية أسبابها طائفية.
وأشار إلى أن عدد عصابات الخطف في بغداد تجاوز تسع عصابات، وتم عرض اعترافات لهم عبر وسائل الإعلام، مبينا أن القضاء العراقي تعاون كثيرا من خلال حصر قضايا الخطف في مكان واحد وتحديد قضاة مختصين.
وأضاف الشمري أن قيادة عمليات بغداد حددت رقما ساخنا للاتصال في حالات الخطف بعد قيامها بتشكيل خلية مكافحة الاختطاف.
ولفت إلى أن "الفوج الأول من اللواء 4 أفشل قبل أيام محاولة اختطاف مواطن في منطقة الأعظمية، وتمكن من إلقاء القبض على الخاطفين الذين يمتلكون سيارات ذات دفع رباعي وملابس عسكرية".
تراجع
ويقول سعد المطلبي نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس محافظة بغداد إن لجنة الخلية الخاصة بعملية الخطف التي تضم وزارتي الداخلية والدفاع وجهاز المخابرات قدمت تقريرها الذي بيّن التقدم الكبير في العمل للحد من هذه الظاهرة.
وبيّن المطلبي في حديث للجزيرة نت أن أجهزة الأمن ألقت القبض على ثلاث عصابات متخصصة في الخطف الأسبوع الماضي فقط.
من جانبه، يرى الخبير الأمني أمير جبار الساعدي أن هناك أسبابا سياسية وأمنية وعسكرية واجتماعية أدت إلى بروز ظاهرة خطف المواطنين، وأن "الأسباب السياسية تعود إلى عدم الانسجام والتوافق بين الأطراف الفاعلة في العملية السياسية، وقد استغلت "المافيات" ذلك للحصول على الأموال".
ويضيف -في حديث للجزيرة نت- أن "الثغرة الأمنية التي حصلت بعد يونيو/حزيران الماضي وأشغلت القوات الأمنية على أكثر من عشرين جبهة قتال، وضعت على عاتق هذه القوات أعباء إضافية، وأضعفت جهودها بشأن العمليات الداخلية، وأعطت العصابات والجريمة المنظمة مجالا للقيام بمثل هذه العمليات".
وأكد الساعدي أن الظرف السياسي والأمني القائم استغل من قبل فصائل مسلحة، وهي مليشيات تدعي الجهاد والمقاومة، أو منظمات نشأت حديثا تحت عنوان محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وختم حديثه بالقول إن "حالات الخطف التي حدثت في الآونة الأخيرة كانت ذات صبغة مؤسساتية، حيث كانت تدار بملابس وسيارات الدولة، وهناك قوى سياسية تشارك فيها أو تشرف عليها".