الحرب على تنظيم الدولة فرصة لعصابات الخطف بالعراق

A picture made available on 22 November 2014 shows members of Iraqi Shiite militia al-Abbas brigades, who are fighting with Iraqi forces against Islamic State militants, patrolling an area at Kitba village near Tikrit, northern Iraq, 21 November 2014. According to local media sources and security officials, the Iraqi military had retaken several areas from the Islamic State militants in a northern enclave as part of a major counter-attack against the jihadists. The sources said Iraqi security forces have secured a key route between the northern towns of Tikrit and Biji and killed 'tens of terrorists'.
المواطن العراقي لم يعد يستطيع التمييز بين أجهزة الدولة والعصابات المسلحة (الأوروبية)

علاء يوسف-بغداد

يقول محمد الربيعي إن "مجموعة تتمتع بنفوذ سياسي استطاعت خطف شقيقي علي في منطقة شارع فلسطين في بغداد، وكانت تستقل سيارات حكومية وبزي عسكري، وبعد مفاوضات مع الخاطفين اتفقنا على إعطائهم أربعين ألف دولار مقابل إرجاع أخي لأطفاله سالما". بهذه العبارات تحدث للجزيرة نت المواطن محمد الربيعي، شقيق المختطف علي الربيعي.

وانتشرت في العاصمة العراقية بغداد -بعد سقوط محافظة نينوى بيد تنظيم الدولة الإسلامية– حالات خطف أشخاص مدنيين مقابل مبالغ مالية كبيرة.

ويضيف الربيعي أن "العصابات الإرهابية انتشرت في بغداد، بعد انتشار المجموعات المسلحة التي تساند القوات الأمنية في حربها الحالية ضد تنظيم الدولة الإسلامية، الأمر الذي ولّد رعبا لدى المواطن لعدم قدرته على التمييز بين أجهزة الدولة والعصابات".

ولفت إلى أن "المواطنين الذين يمتلكون مبالغ مالية كبيرة يفضلون الجلوس في منازلهم وتشديد الرقابة الأمنية على أنفسهم، أو السفر إلى دول مجاورة وإدارة أعمالهم عن طريق أقاربهم".

الشمري: هناك عمليات خطف للحصول على المال وأخرى أسبابها طائفية (الجزيرة)
الشمري: هناك عمليات خطف للحصول على المال وأخرى أسبابها طائفية (الجزيرة)

مادي وطائفي
من جانبه، قال قائد عمليات بغداد الفريق عبد الأمير الشمري في حديث للجزيرة نت، "إن "القيادة استطاعت بجهود أمنية واستخبارية تفكيك عصابات إجرامية تقوم بخطف المواطنين وابتزازهم ماليا".

وحدد الشمري نوعين من عصابات الخطف: الأولى هدفها الحصول على المال، والثانية أسبابها طائفية.

وأشار إلى أن عدد عصابات الخطف في بغداد تجاوز تسع عصابات، وتم عرض اعترافات لهم عبر وسائل الإعلام، مبينا أن القضاء العراقي تعاون كثيرا من خلال حصر قضايا الخطف في مكان واحد وتحديد قضاة مختصين.

وأضاف الشمري أن قيادة عمليات بغداد حددت رقما ساخنا للاتصال في حالات الخطف بعد قيامها بتشكيل خلية مكافحة الاختطاف.

ولفت إلى أن "الفوج الأول من اللواء 4 أفشل قبل أيام محاولة اختطاف مواطن في منطقة الأعظمية، وتمكن من إلقاء القبض على الخاطفين الذين يمتلكون سيارات ذات دفع رباعي وملابس عسكرية".

المطلبي: عمليات الخطف تستغل الوضع الراهن لأجهزة الأمن (الجزيرة)
المطلبي: عمليات الخطف تستغل الوضع الراهن لأجهزة الأمن (الجزيرة)

تراجع
ويقول سعد المطلبي نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس محافظة بغداد إن لجنة الخلية الخاصة بعملية الخطف التي تضم وزارتي الداخلية والدفاع وجهاز المخابرات قدمت تقريرها الذي بيّن التقدم الكبير في العمل للحد من هذه الظاهرة.

وبيّن المطلبي في حديث للجزيرة نت أن أجهزة الأمن ألقت القبض على ثلاث عصابات متخصصة في الخطف الأسبوع الماضي فقط.

ويرى المطلبي أن "نسبة عمليات الخطف انخفضت كثيرا، وهي ليست سياسية بحتة وتستغل الوضع الراهن لأجهزة الأمن.

من جانبه، يرى الخبير الأمني أمير جبار الساعدي أن هناك أسبابا سياسية وأمنية وعسكرية واجتماعية أدت إلى بروز ظاهرة خطف المواطنين، وأن "الأسباب السياسية تعود إلى عدم الانسجام والتوافق بين الأطراف الفاعلة في العملية السياسية، وقد استغلت "المافيات" ذلك للحصول على الأموال".

ويضيف -في حديث للجزيرة نت- أن "الثغرة الأمنية التي حصلت بعد يونيو/حزيران الماضي وأشغلت القوات الأمنية على أكثر من عشرين جبهة قتال، وضعت على عاتق هذه القوات أعباء إضافية، وأضعفت جهودها بشأن العمليات الداخلية، وأعطت العصابات والجريمة المنظمة مجالا للقيام بمثل هذه العمليات".

وأكد الساعدي أن الظرف السياسي والأمني القائم استغل من قبل فصائل مسلحة، وهي مليشيات تدعي الجهاد والمقاومة، أو منظمات نشأت حديثا تحت عنوان محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

وختم حديثه بالقول إن "حالات الخطف التي حدثت في الآونة الأخيرة كانت ذات صبغة مؤسساتية، حيث كانت تدار بملابس وسيارات الدولة، وهناك قوى سياسية تشارك فيها أو تشرف عليها".

المصدر : الجزيرة