القمل والجرب يجتاحان حلب

توزيع شامبو للقمل على أطفال المدارس في حلب
توزيع شامبو للقمل على أطفال المدارس في حلب (الجزيرة)

حسن قطان-حلب

تسأل السيدة السورية أم أحمد -أرملة لديها خمسة أطفال- "كيف لا نصاب بالقمل والجرب ونحن لا نستطيع أن نستحم؟" وتشكو بحرقة معاناتها في الحصول على الماء والمازوت لغسل أطفالها.

ندخل منزلها في منطقة الطم بحلب، فنجده يتكون من غرفتين ملئت إحداهما بقطع البلاستيك والحطب التي جمعتها أم أحمد، من أثاث المنازل المدمرة بغية إيقاد النار للطهي وتسخين المياه لتغسيل أطفالها، وفي غرفة أخرى تجلس الأرملة مع أطفالها وهي تعد لهم وجبة الغداء في ظل انعدام أي مقومات العناية الصحية بالمنزل.

وضع سيئ
ويتحدث خالد -أحد سكان المنطقة- عن عدم مواجهة الجهات المعنية في مجلس المدينة هذه الأمراض، ويقول إن القمل والجرب أصبحا أمرا اعتياديا لدى السكان هنا، فالمجالس المحلية لا تُقدم أي مساعدة لهؤلاء المصابين، الذين في غالبيتهم لا يدركون طبيعتها.

‪الفقر والبؤس يلفان شوارع منطقة الطم بحلب‬ (الجزيرة)
‪الفقر والبؤس يلفان شوارع منطقة الطم بحلب‬ (الجزيرة)

ويزداد الوضع الصحي تدهورا في أحياء عدة من حلب، والتي ينحدر فيها مستوى الخدمات الصحية والخدمية إلى وضع يرثى له، الأمر الذي صعب على سكان المدينة مواجهة هذا الوباء بمفردهم، ودفع نشطاء لإطلاق نداءات لمواجهته والحد من انتشاره.

فالقمل ومرض الجرب ينتشران بشكل كبير في الأحياء الشعبية وبين طلاب المدارس ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، حيث بدأ المصابون يتقاطرون للنقاط الطبية في أحياء السكري والفردوس وبستان القصر وغيرها من المناطق التي يعيش فيها السكان في فقر شديد.

مدينة موبوءة
ويؤكد أحد الأطباء في حلب -الدكتور زياد أبو الحسنين- أن مدينة حلب أصبحت موبوءة بالقمل والجرب، مشيرا إلى ارتفاع ملحوظ في نسبة المصابين من كافة الفئات العمرية ليعلن أنهما أصبحا وباء.

وتأتي خطورة القمل ومرض الجرب حسب الدكتور أبو الحسنين، كونهما يعكسان بصورة متزايدة الوضع الصحي المريع الذي آلت إليه أحوال سكان المناطق. ويعزو الطبيب ازدياد عدد الإصابات إلى انقطاع المياه عن عدد كبير من الأحياء الفقيرة والمزدحمة.

وفي مبادرة للحد من انتشار القمل بين طلاب المدارس، تنظم جمعية "فسحة أمل" حملة لتوزيع الشامبو الخاص بالقمل على بعض المدارس كخطوة أولى تعتبرها سمر -إحدى القائمات على الحملة- محركا للدفع نحو حملة واسعة تستهدف جميع الأطفال في مدارس حلب.

وتضيف سمر -في حديث للجزيرة نت- "تزداد الإصابات يوميا بالقمل بين الأطفال في المدارس، وهو أمر لا يمكننا منع حدوثه، إلا عبر حملة شاملة تستهدف طلاب المدارس لتوزيع الأدوية، إضافة إلى إعطاء إرشادات خاصة بتوعية الأطفال وذويهم في العناية الشخصية، وهو أمر يجب على وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة الإشراف عليه ودعمه للحد من انتشار هذه الأوبئة والقضاء عليها".

المصدر : الجزيرة