اختتام الدورة الثالثة للمعرض الإسلامي في بروكسل

جانب من فعاليات الدورة الثالثة للمعرض الإسلامي في بروكسل
عدد الحضور في الدورة الثالثة للمعرض الإسلامي في بروكسل تجاوز مثاله في الدورتين السابقتين (الجزيرة)

لبيب فهمي-بروكسل

أنهى المعرض الإسلامي في بروكسل دورته الثالثة مساء اليوم الاثنين، وقال المنظمون إن عدد الحاضرين بلغ أكثر من ألفي شخص، وهو رقم يفوق الحضور في الدورتين السابقتين بفارق كبير.

وبالإضافة إلى الجانب التجاري، كان المعرض -الذي أقيم تحت شعار "فلنتحدث عن الإسلام"- مناسبة للنقاش والحوار حول عدة مواضيع تهم الجالية المسلمة في بلجيكا وفي الغرب عموما.  

ولا يبدو أن الجدل بخصوص منع السلطات البلجيكية حضور الداعية الكويتي طارق السويدان المعرض بسبب اتهامه بتصريحات معادية للسامية قد أثر على سير هذا المعرض الذي أصبح يشكل جزءا من الأحداث الإسلامية المهمة التي تشهدها بلجيكا منذ سنوات.

وقد ندد الحاضرون بمنع السويدان، وكان في مقدمة هؤلاء المفكر الإسلامي طارق رمضان، الأستاذ بجامعة أوكسفورد والشخصية الأكثر انتظارا من قبل زوار المعرض، وأعرب قبل مشاركته في ندوة حول "أوروبا تواجه تصاعد التطرف"، عن رغبته في التعليق على الجدل قائلا "عندما استمعت في الصيف الماضي لطارق السويدان فهمت أن تلك التصريحات نابعة من تأثير الوضع آنذاك على الشخص، مواقف لا أستطيع دعمها". مشيرا إلى أن الداعية الكويتي قد اعتذر عن تصريحاته.

‪رمضان شجب ما سماه‬ (الجزيرة)
‪رمضان شجب ما سماه‬ (الجزيرة)

المنع الانتقائي
وأعرب طارق رمضان عن أسفه للمنع الذي فرضته الدولة البلجيكية قائلا "عندما نسمع بعض التصريحات للفاعلين السياسيين أو حتى الأوروبيين، فإنه يجب منع الكثيرين". وقد شجب ما سماه "المنع الانتقائي".

وقال معلقا إنه في هذه الحالة "يجب علينا أيضا منع إيريك زمور وبرنار هنري ليفي وكارولين فوريست"، وهم من المفكرين الفرنسيين الذين لا يترددون في الدفاع عن السياسة الإسرائيلية وإطلاق تصريحات متشددة ضد العرب والمسلمين بل والأجانب عموما.

وقال كريم شملال -الذي يعد من أهم الساهرين على تنظيم المعرض- في حديثه مع الجزيرة نت إن "الجدل حول منع الداعية الكويتي ربما ساهم أيضا في الدفع بالكثيرين إلى زيارة المعرض سواء من المسلمين أو غير المسلمين.

وأضاف أن "ملاحظة عينية فقط تؤكد لنا حضور العديد من غير المسلمين، وهذا أمر مهم جدا". فإذا كانت المنتجات التجارية المعروضة يمكن الحصول عليها في بعض المحلات في المدينة، فإن النقاشات والحوارات التي تمت في الندوات المختلفة تمنح فرصة مغايرة للتعرف على الإسلام والمسلمين.

وقد خيم موضوع التطرف على المعرض، وشدد طارق رمضان على ضرورة نبذ كل أنواع التطرف، ولكنه لفت أن ذلك لا يمنع من ضرورة "مواصلة طرح بعض التساؤلات".

وأضاف "إذا كنا نريد حقا محاربة التطرف فيجب التركيز بالطبع على العمل التربوي، ولكن أيضا على ضرورة إعادة نظر السياسيين في خطبهم وتصريحاتهم حول الإسلام".

رافاييل ليووجيير:

يغذي هذا الشعور بالتهديد تصريحات الأحزاب الشعبوية. إضافة إلى ما يفرزه الإحباط لدى الجالية المسلمة وشبابها من ظواهر من المحتمل أن تؤدي إلى العنف

أسلمة أوروبا
وندد المتحدث بما وصفه "التنديد الانتقائي، وعدم الاكتراث ببعض المحرومين على المستوى الدولي"، والاضطرابات التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط التي "تنفع أكثر مما تضر السلطات" تفسر جزئيا التطرف.

أما الخبير الفرنسي في شؤون الإسلام، مؤلف كتاب أسطورة أسلمة المجتمعات الأوروبية، رافاييل ليووجيير، فاعتبر أن أوروبا التي لا تعثر حاليا على أي مواضيع مثيرة، تنمي خيال المواطنين بغزو من قبل المسلمين.

وشدد الباحث الفرنسي على أن الإحصائيات تشير إلى أن عدد المسلمين في فرنسا ليس في ارتفاع، ولكن هناك شعور بالتهديد يغذي تصريحات الأحزاب الشعبوية، إضافة إلى ما يفرزه الإحباط لدى الجالية المسلمة وشبابها من ظواهر من المحتمل أن تؤدي إلى العنف. 

أما بريجيت مارشال، الأستاذة المتخصصة في الإسلام بالجامعة الكاثوليكية بلوفان، فقالت للجزيرة نت إن "المعرض الإسلامي أصبح الآن بالفعل جزءا من واقع بروكسل، إذ يسمح للمسلمين في هذا البلد بالتجمع وتبادل وجهات النظر حول جوانب يختارونها بأنفسهم. والمنظمون يشددون على الترويج لإسلام بلجيكي مع تعزيز العلاقات المجتمعية والانفتاح على الآخر عبر قيم مشتركة. وهذا شيء مهم في الوقت الحاضر".

المصدر : الجزيرة