رياضة بطعم الأزمة السياسية في أوكرانيا

مشجعون رموا قنابل دخانية ومفرقعات باتجاه الملعب
مشجعون رموا قنابل دخانية ومفرقعات باتجاه الملعب (الجزيرة)

محمد صفوان جولاق-كييف

تلقي الأزمة السياسية بظلالها على ملاعب الرياضة في أوكرانيا، وتجسد ذلك في المباراة الأخيرة ضمن بطولة الدوري المحلي لكرة القدم والتي جمعت أول أمس بين فريقي دينامو كييف وشاختار القادم من دونيتسك، حيث يدور الحراك الانفصالي.
 
وغلب الطابع السياسي على هتافات عشرات آلاف المشجعين في الملعب الأولمبي بالعاصمة إذ رددوا "المجد لأوكرانيا.. المجد للأبطال.. المجد للأمة.. الموت للأعداء.. أوكرانيا فوق الجميع".

وأكدت الهتافات أن "دونيتسك هي أوكرانيا"، وأن "أوكرانيا واحدة موحدة"، وحملت بشدة على روسيا التي ضمت إقليم شبه جزيرة القرم إليها أواسط مارس/آذار الماضي، وتغذي الحراك الانفصالي في منطقتي دونيتسك ولوغانسك جنوب شرق البلاد. ولم تخل الهتافات من سباب بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي بات شخصه عدوا لأوكرانيا، بحسب الكثير من الساسة والعامة.

‪تحذيرات إدارة الملعب لم تفلح في‬ (الجزيرة)
‪تحذيرات إدارة الملعب لم تفلح في‬ (الجزيرة)

وبالإضافة إلى الهتافات، استخدم مشجعون الألعاب النارية تعبيرا عن حماستهم، ورموا مفرقعات وقنابل صوتية ودخانية باتجاه أرض الملعب، خاصة عندما كان مهاجمو شاختار يقتربون ويهددون مرمى دينامو، في مشهد يذكّر بتعامل بعض المحتجين قبل أشهر مع قوات الأمن في ميدان الاستقلال وسط العاصمة كييف.

ولم تفلح نداءات إدارة الملعب وتحذيراتها بوقف أسلوب التشجيع والتخويف هذا، واستمرت المباراة دون توقف، ليفوز المضيف على الضيف بهدف نظيف. وانتقد مدرب شاختار مارتشا لوتشيسكو المشجعين، معتبرا أن "سلبية الجماهير وتواطؤ الحكام سببا الهزيمة"، وقال يبدو أن المنظمين "لا يريدون لدونيتسك أن تربح البطولة مجددا".

تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عاقب المنتخب الأوكراني بالحرمان من الجمهور ودفع غرامة 49.6 ألف دولار بسبب طريقة التشجيع هذه، وعنصرية بعض جماهيره.

تباين
وانقسمت مقاعد الجماهير بين مؤيدة ومنتقدة لإقحام السياسة في الرياضة، ولطريقة التشجيع هذه بين من اعتبرها "ابتكارا" ومن يراها "فوضى". وقال سيرهي أحد مشجعي "دينامو" -وهو من أنصار حركة "القطاع اليميني"- للجزيرة نت إن الأوكرانيين "ابتكروا طريقة فريدة للتشجيع لا تعود بالضرر على المشجعين والملعب، بينما يحطم المشجعون المقاعد في دول أخرى دون أن ينتقدهم أحد".

وأضاف "لسنا ضد نادي شاختار ولم نكن، ولكننا أردنا أن نري جماهيره موقفنا الرافض لانفصال دونيتسك، لكي يعلم الانفصاليون منهم أن الأوكرانيين مستعدون لإشعال الأرض دفاعا عن أراضيهم".

وفي المقابل اعتبر الشاب تارس أن ما يحدث فوضى قد تتطور يوما إلى إطلاق النار الحي ورمي القنابل اليدوية ووقوع قتلى، منتقدا تساهل أجهزة الأمن والحراسة مع "مشجعين مجانين"، وقال للجزيرة نت "أتيت لأستمتع بمباراة الأبطال لا لأستحضر الأزمة السياسية في الملعب أيضا، فهذا تحول عن هدف اللعبة، ويجب إيقافه قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة ونصبح محل سخرية العالم".

المصدر : الجزيرة