مغارات ريف حماة.. ملجأ السكان من القصف

المغارات المجاورة للمنازل في بلدة اللطامنة بريف حماة
المغارات المجاورة للمنازل ببلدة اللطامنة باتت ملجأ للسكان من القصف (الجزيرة نت)

محمد الناعوري-ريف حماة

في ظل الحملة العنيفة التي يشنها النظام السوري على ريف حماة الشمالي وما يعانيه السكان من قصف بالبراميل المتفجرة والطيران الحربي، لم يجد الأهالي بدا من الاحتماء بالكهوف والمغارات.

وتعد بلدة اللطامنة من أكثر البلدات التي تحتوي على المغارات بسبب وقوعها بين الكتل الجبلية. وقد أصبح الناس يتوجهون لمغارات معينة عند اشتداد القصف أو عند تحذير المراصد من وجود طائرة في الأجواء.

وتقع اللطامنة بين تكتلات صخرية ضخمة تحيط بأغلب بيوت القرية وتحوي الكثير من المغارات. وكان السكان يستخدمونها في الماضي مخازن لمؤونة البيوت أو مستودعات لأدوات المنزل أو غرفا إضافية يقضون فيها الصيف لانخفاض حرارتها.

تجهيز المغارات
أما الآن فتحولت اللطامنة إلى ملجأ يحتمي فيه المدنيون من القصف بالبراميل المتفجرة وغارات الطيران الحربي، وأصبحت كل عائلة تسعى لحفر مغارة في الجبل للاحتماء بها.

وقال توفيق الصطوف -وهو أحد أعضاء تنسيقية قرية اللطامنة- إن الناس يقومون بحفر المغارات ليجعلوها ملجأ لهم عند قصف المدينة، رغم أنهم لا يملكون سوى أدوات حفر تقليدية.

‪العديد من أهالي بلدة اللطامنة‬ (الجزيرة نت)
‪العديد من أهالي بلدة اللطامنة‬ (الجزيرة نت)

ويضيف للجزيرة نت أنه بعد تحديد مكان المغارة التي تكون على أطراف القرية غالبا، تبدأ العائلات بحفر مغارات جديدة وأغلبها يكون بمساحة 20-25 مترا ويتسع لأسرة كاملة.

وتكلف عملية الحفر والتجهيز حدود 100 ألف ليرة سورية (600 دولار تقريبا)، ثم يقوم الأهالي بتجهيزها بما يحتاجونه من الداخل من فرش وبطانيات في حال اضطروا للنوم فيها.

حياة المغارات
وهناك الكثير من العائلات اتخذت المغارات ملجأ دائما لها بعد أن بقيت دون مأوى بسبب قصف بيوتها وعدم قدرتها على اللجوء ومغادرة قراها.

أم محمد إحدى اللاتي يسكن المغارات في الجبل مع ابنتها وأولادها، وقد لجأت إليها بعد أن قصف بيتها في القرية، على حد قولها.

وتقول للجزيرة نت إنه تم تدمير بيتها في القصف فلجأت للمغارة ونقلت إليها ما تبقى من المتاع، لتضيف "نعيش هنا في ظروف سيئة جدا، فحجم المغارة صغير جدا ولا ماء ولا كهرباء.

وتوضح أم محمد أنها لا تستطيع العودة إلى القرية بسبب القصف المتواصل ودمار منزلها. وتتساءل: إلى أين سنذهب؟ الحال سيئ في كل مكان سواء في المخيمات أو في بلداتنا وحتى هنا يطالنا قصف النظام؟

أم محمد التي غادرت قريتها هربا من الموت بات همها الوحيد الحصول على بطانيات تتقي بها البرد وحاجز تضعه عند باب المغارة ليقيها من المطر.

المصدر : الجزيرة