فيتو أميركي على تسليح إيران للجيش اللبناني

المؤيدون لدعم الجيش أنطلقوا من كون المساعدة آتية من دولة صديقة وعبر بوابة مجلس الوزراء
الجيش اللبناني تلقى مؤخرا عروض مساعدة من السعودية وإيران (الجزيرة نت)

جهاد أبو العيس-بيروت

أبدت الإدارة الأميركية رفضها لتقديم طهران هبة عسكرية للجيش اللبناني كان قد أعلن عنها الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني الأسبوع الماضي في بيروت.

ونقلت صحيفة الأخبار المقربة من حزب الله أن الأميركيين بعثوا برسائل عبر قنوات رسمية وغير رسمية إلى لبنان تتضمن "تهديدا بوقف دعم الجيش ووقف تسليم أي هبة في حال قبول" معدات عسكرية من إيران.

وحذّر الأميركيون -حسب معلومات الصحيفة- من أن "خرق لبنان للعقوبات المفروضة على إيران سيعرّض الهبات والتعاون الأمني للخطر".

وأضافت أن الرسائل تناولت موضوع استيراد السلاح من إيران والتبادلات المصرفية والمالية في وقت لم تبلغ فيه الحكومة الجيش اللبناني بالرسائل الأميركية، حسب مصادر الصحيفة.

وكان الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني قد قال إن بلاده ستزود الجيش اللبناني بمعدات لمساعدته في ما وصفها بـ"المعركة البطولية التي يخوضها ضد الإرهاب" على حدوده مع سوريا، مشيرا إلى أنه لا يوجد أي خط أحمر يحول دون ترسيخ العلاقات بين البلدين.

الخطوط الحمر
وزادت الصحيفة أنه في مقابل الخطوط الحمر الأميركية، بعثت إيران برسالة إلى وزارة الخارجية وتم تحويلها إلى رئاسة الحكومة ووزارة الدفاع حول الهبة العسكرية.

وذكرت الرسالة أن إيران مستعدة لتقديم عدد من صواريخ "تاو" مع القواذف المخصصة لها، ومناظير ليلية ومدافع هاون من طراز 120 و60 ملم مع ذخائر ودبابات "ت 55″ و"ت 62" وذخائر مدافع 15 ملم، ورشاشات دوشكا مع ذخائرها.

وجاء العرض الإيراني حسب الصحيفة على ضوء معلومات تملكها طهران حول احتياجات الجيش في المعارك التي يخوضها مع المسلحين في عرسال.

‪الجيش اللبناني يخوض معارك ضد المسلحين الإسلاميين ببلدة عرسال‬  (رويترز)
‪الجيش اللبناني يخوض معارك ضد المسلحين الإسلاميين ببلدة عرسال‬ (رويترز)

ومن شأن التهديد الأميركي الواضح بقطع المساعدات عن الجيش أن يدفع بالحكومة في نهاية المطاف لرفض العرض الإيراني جملة وتفصيلا.

وسبق لواشنطن أن تمكنت من منع تسلم لبنان مساعدات شبيهة مثل هبة عسكرية روسية عرقلها الأميركيون قبل سنوات، حسب مصادر مقربة من حزب الله.

مواقف متباينة
وكان موضوع الهبة الإيرانية قد أثار ردود فعل متباينة بين النخب السياسية داخل البلاد من حيث الفكرة والتوقيت بين مؤيد لها ورافض وقابل بشروط.

ومن بين تلك المواقف ما صرحت به شخصيات داخل قوى 14 آذار للجزيرة نت من قبولها للهبة بشرط عدم معارضتها للقرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي أو تلك المتعلقة بدخول وخروج السلاح من إيران.

أما الحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة النائب وليد جنبلاط فأوضح للجزيرة نت قبوله مبدأ مساعدة الجيش من أي جهة كانت "لكن بشرط عدم ارتباطها بأي مطالب".

واعتبر مراقبون الهبة عند إعلانها مكافأة للجيش اللبناني من طهران بسبب دخوله الرسمي لجانب دمشق في قتال المعارضة المسلحة، بينما رأى آخرون أنها مثل المساعدات التي تقدمها السعودية وواشنطن.

يشار إلى أن قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي سيقوم بزيارة رسمية لواشنطن الأسبوع المقبل، لبحث تسليح الجيش من "هبة المليار دولار الأميركية لمكافحة الإرهاب".

كما سيزور قهوجي السعودية لبحث "هبة المليارات الثلاثة" التي أعلن وزير الدفاع الفرنسي مؤخرا عن اكتمال شروطها.

المصدر : الجزيرة