التهديدات الأمنية تُخيم على أولمبياد "سوتشي" بروسيا

epa03572351 Russian President Vladimir Putin visits the Ice Cube Curling Centre to be used in the 2014 Winter Olympics during his visit to Olympic facilities in the Black Sea resort of Sochi, Russia, 07 February 2013. The 22nd Olympic Winter Games will take place in Sochi from 07 February until 23 February 2014. EPA/SERGEI KARPUKHIN - POOL
undefined

أشرف رشيد-موسكو

بينما تتهيأ روسيا لاستضافة دورة الألعاب الشتوية في سوتشي، وتستعد لاستقبال الوفود الرياضية المشاركة، ظهرت تهديدات أمنية جديدة من جماعة انفصالية تتوعد بإفساد هذه التظاهرة الرياضية العالمية.

وبثت جماعة مرتبطة بفصيل عراقي يطلق عليه اسم "أنصار السنة" تسجيلا مصورا على شبكة الإنترنت أعلنت فيه مسؤوليتها عن التفجيرين اللذين وقعا الشهر الماضي في مدينة فولغوغراد وأديا إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى. وهددت بمهاجمة دورة الألعاب الأولمبية التي تُفتتح في منتجع سوتشي الشهر القادم.

الشريط المسجل تضمن تحذيرا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين جاء فيه "إذا نظمتم دورة الألعاب الأولمبية فسوف تتلقون هدية لكم ولجميع السياح الذين سيأتون إليها". وجاء في الرسالة التي تلاها شاب غير معروف في الأوساط الجهادية، أن "هذا من أجل دماء المسلمين التي تراق كل يوم في أفغانستان والصومال وسوريا، وفي كل مكان، سيكون هذا انتقامنا".

‪فلاسوف: الخطورة الحقيقية تكمن في الانسياق وراء الحرب‬ (الجزيرة)
‪فلاسوف: الخطورة الحقيقية تكمن في الانسياق وراء الحرب‬ (الجزيرة)

حرب إعلامية
ويقول أليكسيه فلاسوف المتخصص في شؤون منطقة القوقاز تعليقا على التسجيل، "إن هذه التهديدات يجب أن تؤخذ في سياقها الطبيعي فلا يمكن التقليل من شأنها، وفي نفس الوقت لا داعي للقلق والتوتر، ذلك أنه من الطبيعي أن تتزايد الاستفزازات مع اقتراب موعد الأولمبياد، سواء من هذه المجموعة أو غيرها".

وأضاف فلاسوف في حديثة للجزيرة نت، أنه زار المرافق الرياضية الأولمبية في سوتشي، وأن الإجراءات الأمنية المتوفرة هناك غير مسبوقة، لكنه استدرك القول إن الخطورة الحقيقية تكمن في الانسياق وراء الحرب الإعلامية، والتهويل في قدرات هذه الجماعات أي أن "الخطر النفسي من الحرب الإعلامية يفوق الأخطار الفعلية".

واعتبر فلاسوف أن ظهور الفيديو في هذا التوقيت ليس مستغربا، فهذا كله يدخل ضمن الحرب الإعلامية ضد الأولمبياد وضد الجهود التي تبذلها روسيا لإنجاحه. وخلص إلى أنه خلال المرحلة المقبلة "علينا أن نكون مستعدين لظهور مثل هذه التهديدات".

أندريه أريشيف: هناك "مناطق تصدر الإرهاب من بينها العراق وسوريا"، ومن غير المستبعد أن تكون هذه الجماعة موجودة بالفعل

لفت الأنظار
ويتفق مع هذا الرأي الخبير في مركز أبحاث آسيا الوسطى والقوقاز، أندريه أريشيف، الذي أكد عدم إمكانية الجزم في جدية هذه التهديدات، فهناك شكوك نظرا لأن هذه الجماعة غير معروفة ولم يسبق أن قامت بأنشطة في روسيا وربما كانت وهمية، خصوصا وأن فعالية كبيرة بمستوى الأولمبياد عادة ما تكون مصحوبة بتهديدات أمنية.

وأوضح أريشيف للجزيرة نت، أن الأولمبياد حدث عالمي وأنظار العالم أجمع تتجه إلى سوتشي خلال الأيام القادمة، بالتالي من الطبيعي أن تصعد الجماعات الانفصالية من أنشطتها لتلفت أنظار العالم اليها، فلو عدنا بالذاكرة إلى الأولمبياد الذي نظم في بكين لوجدنا أنه كان مصحوبا بتهديدات أمنية مماثلة من جماعات انفصالية صينية لكن الأولمبياد استكمل فعالياته وكان ناجحا.

وأوضح أن هناك "مناطق تصدر الإرهاب من بينها العراق وسوريا"، ومن غير المستبعد أن تكون هذه الجماعة -يتابع أريشيف- موجودة بالفعل خصوصا أن منطقة القوقاز غير مستقرة ولديها قابلية عالية لاستقطاب الأفكار التي تروجها الجماعات الجهادية، في ظل المواقف السياسية التي تتبناها موسكو حيال سوريا.

ويختم أنه مهما كانت جدية هذه التهديدات فهي غير قادرة على أن تحدث تأثيرا كبيرا على سير الأولمبياد. 

وكان الرئيس الروسي أعلن في وقت سابق خلال مقابلة تلفزيونية أجراها مع عدد من القنوات التلفزيونية، أن نحو أربعين ألفا من رجال الأمن والأجهزة الخاصة ستنتشر خلال الأولمبياد.

وكرد على التهديدات الأمنية، اعتبر بوتين أنه "إذا سمحنا لأنفسنا بأن نُظهر الضعف والخوف، فإننا بذلك نساعد الإرهابيين على تحقيق أهدافهم" وأكد التزام روسيا بضمان أمن الأولمبياد قائلا "مهمتنا كمنظمين أن نضمن سلامة الرياضيين والضيوف في هذا الحدث الرياضي الكبير وسنبذل قصارى جهدنا".

المصدر : الجزيرة