أصداء تحذير مصر بالعمل العسكري ضد حماس

undefined

حمل التحذير الذي أطلقه وزير الخارجية المصري نبيل فهمي بأن بلاده قد ترد عسكريا إذا حاولت حركة المقاومة (حماس) انتهاك الأمن القومي لمصر، تساؤلات حول سبب هذا التصعيد تجاه الحركة التي طالما أكدت أنها وكل الشعب الفلسطيني بقطاع غزة لا يفكرون في فتح أي صراع مع مصر.

وكان فهمي قد قال لصحيفة الحياة التي تصدر في لندن "بلا شك هناك توتر حاليا" في العلاقة مع حماس المنبثقة عن جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها المعزول محمد مرسي. وألمح إلى أن حماس لا تتعاون بما فيه الكفاية لتأمين الحدود.

وقال "إذا أثبتت حماس بالأفعال وليس بالأقوال -وللأسف هناك مؤشرات كثيرة سلبية- حسن نواياها فإنها ستجد طرفا مصريا يضع الانتماء الفلسطيني في المقام الأول ويحمي الطرف الفلسطيني"، لكنه استطرد "إذا شعرنا بأن هناك أطرافا في حماس أو أطرافا أخرى تحاول المساس بالأمن القومي المصري فسيكون ردنا قاسيا".

وردا على سؤال عما اذا كان أي رد سيتضمن إغلاق معبر رفح الحدودي مع القطاع، قال فهمي إن مصر يمكن ان تلجأ إلى "خيارات عسكرية أمنية وليس خيارات تنتهي إلى معاناة للمواطن الفلسطيني"، من دون أن يذكر تفاصيل بشأن نوع العمل العسكري الذي قد تقدم عليه مصر.

‪القدوسي: حديث فهمي يعني أن حماية إسرائيل هي الأولوية لسلطة الانقلاب‬ (الجزيرة-أرشيف)
‪القدوسي: حديث فهمي يعني أن حماية إسرائيل هي الأولوية لسلطة الانقلاب‬ (الجزيرة-أرشيف)

حماية إسرائيل
من جانبه قال الكاتب الصحفي محمد القدوسي إن نبيل فهمي "يطلق النار على قدمه، حسب التعبير الشائع، إذا اعتبرناه وزيرا فعليا أو شرعيا". وأضاف أن السلطة الحالية في مصر لو كانت تعقل لأدركت أن حماس والمقاومة الإسلامية عموما هي من أهم ضمانات أمن مصر، بينما "الكيان الصهيوني الذي يعمل الانقلابيون لصالحه هو العدو".

وأضاف القدوسي في حديث للجزيرة نت أن "السلطة الانقلابية في مصر تحتاج لرضا أميركا ودعمها، ونظير ذلك مطلوب منها حماية الكيان الصهيوني الذي تشكل حماس وبقية فصائل المقاومة خطرا حقيقيا عليه، وبالتالي لا بد من إيجاد ذريعة للإضرار بالحركة".

وأوضح أن حديث فهمي يعني أن حماية إسرائيل هي الأولوية لسلطة الانقلاب ولو على حساب أمن مصر الذي تهدره السلطة الحالية بالتلويح بالعمل العسكري ضد حماس وقطاع غزة اللذين يمثلان خطا دفاعيا أول عن الأمن القومي المصري.

يأتي ذلك فيما كان المتحدث العسكري المصري العقيد أحمد علي قد قال في آخر مؤتمر صحفي له إن القوات المسلحة وجدت صواريخ تحمل شعار كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس في منطقة سيناء، القريبة من الحدود مع قطاع غزة. كما تتهم وسائل إعلام مصرية حركة حماس بدعم حركات إرهابية في سيناء.

النونو: تصريحات فهمي تناقض تاريخ مصر ودورها في حماية الشعب الفلسطيني (الجزيرة-أرشيف)
النونو: تصريحات فهمي تناقض تاريخ مصر ودورها في حماية الشعب الفلسطيني (الجزيرة-أرشيف)

انتقاد حماس
من جانبها، انتقدت الحركة تصريحات الوزير المصري ووصفتها بالخطيرة، وطالبت حكماء مصر بالتدخل. وعبر المستشار الإعلامي لرئاسة الوزراء بغزة طاهر النونو عن استغرابه للتصريحات التي "تناقض تاريخ مصر ودورها في حماية الشعب الفلسطيني، لأن قيمة فلسطين والقدس والمقاومة وغزة عظيمة لدى مصر"، وطالب كل الحكماء في مصر بتحمل المسؤولية القومية.

وكذلك استهجن الناطق باسمها فوزي برهوم "حماس وكل الشعب الفلسطيني ليس لهم أي تفكير أو أجندة لفتح أي صراع مع مصر". ووصف في تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تصريحات فهمي بأنها "خطيرة جدا وإساءة لسمعة مصر وتاريخها"، معتبرا أنها "تنم عن نوايا سيئة تجاه الفلسطينيين بشكل عام وغزة بشكل خاص".

وقال برهوم إن هذه التصريحات "محاولة لسلخ مصر عن دورها القومي والعربي والإسلامي تجاه القضية الفلسطينية". وأضاف "سنبقى مدافعين عن عزة وكرامة الأمة العربية والإسلامية جمعاء، وصراعنا الرئيسي فقط مع الاحتلال الإسرائيلي الخطر الأكبر على مصر وفلسطين".

وسبق أن نفت حركة حماس أكثر من مرة اتهامات وسائل إعلام مصرية لها بالتدخل في الشأن المصري وبإيواء قيادات مصرية من جماعة الإخوان المسلمين في قطاع غزة، عقب عزل الرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو/تموز الماضي.

المصدر : الجزيرة + وكالات