يمنيون: تخلي أمير قطر عن السلطة ثورة تغيير

صورة تجمع بين أمير قطر وولي عهده
undefined

عبده عايش- صنعاء

أشاد مسؤولون ونشطاء يمنيون بقرار أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بالتخلي عن السلطة وتسليم الحكم إلى ولي عهده الشيخ تميم، واعتبروا أن هذه الخطوة تاريخية وستحدث تغييرا أعمق في المنطقة العربية.

وقال راجح بادي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء اليمني، في حديث للجزيرة نت، إن هذه الخطوة تاريخية في المنطقة أن يقدم حاكم عربي على التنازل عن السلطة سواء كان رئيسا أو ملكا أو أميرا، وهو ما زال على قيد الحياة، ودون حدوث ثورة شعبية تطالب برحيله أو إسقاط نظامه.

وأضاف "لقد تعودنا على رؤساء وحكام يقتلون شعوبهم ويدكون المدن على سكانها لكي يبقوا على كراسي الحكم، في حين أن أمير قطر أثار بسياسته العالم، وزاد بخطوة التخلي عن السلطة من لفت أنظار العالم".

بادي: خطوة أمير قطر ستكون لها ارتدادات واسعة بالوطن العربي (الجزيرة)
بادي: خطوة أمير قطر ستكون لها ارتدادات واسعة بالوطن العربي (الجزيرة)

ستفتح الباب
واعتبر بادي أن خطوة أمير قطر ستفتح الباب على مصراعيه للتغيير بشكل كبير في المنطقة، خاصة في أوساط الشعوب العربية التي ناصر قضاياها ودعم ثوراتها ضد أنظمة الاستبداد.

وأشار المستشار إلى دعم الشيخ حمد لليمن وثورته، وقبل ذلك وقوفه مؤيدا ومناصرا للوحدة اليمنية، واعتبر أن تلك المواقف مع اليمن ستسطر في صفحات التاريخ، ولن ينسى اليمنيون ما قدمه أمير قطر لليمن، وهم يأملون أن يسلك الأمير تميم درب أبيه في دعم وتعزيز علاقات الأخوة والتعاون مع اليمن.

من جانبه اعتبر فارس السقاف مستشار الرئيس اليمني للشؤون الإستراتيجية أن ما قام به أمير قطر حالة غير مسبوقة، إذ من غير المسبوق أن يقدم حاكم عربي من البلدان الملكية على التخلي بإرادته عن السلطة وهو في كامل صحته وعطائه وإنجازاته المشهودة التي حققها لبلده.

وقال السقاف في حديث للجزيرة نت إن "الأمير حمد عقلية متفتحة ومتقدمة على زمانها، وتخليه عن السلطة يعتبر ثورة في ذاتها، بل ربيعا قطريا وتغييرا للحاكم بإرادة نابعة من الحاكم نفسه، ودونما ضغوط أو عنف، وستحدث تغييرا أعمق في محيطها الخليجي، وستكون لها ارتدادات سياسية واسعة على مستوى الوطن العربي".

وأشار إلى أن أمير قطر أحدث نهضة حقيقية في بلاده منذ تسنمه الحكم قبل 18 عاما، فأحدث نهضة في التعليم والتنمية البشرية، وفي الاقتصاد والسياسة الخارجية، وصارت قطر في عهده دولة فاعلة على المستوى العربي والعالمي برغم صغر جغرافيتها، لكنها أثبتت أنها كبيرة بالانفتاح على العالم.

كما لفت مستشار الرئيس اليمني إلى أن إطلاق قطر قناة الجزيرة التي أحدثت التغيير في المفاهيم والتصورات والإعلام ربما كانت مساهمة في إحداث التغيير بالمنطقة، وصارت علامة وماركة مسجلة باسم قطر.

ومن جانبه رأى القيادي بالثورة اليمنية السلمية المحامي خالد الآنسي في حديث للجزيرة نت أن تخلي أمير قطر عن السلطة يمكن اعتباره نموذجا جديدا للتغيير السلمي في إطار الممالك العربية، ويتجاوز فكرة التخلي الاضطراري عن العرش بسبب الانقلاب أو الموت، للتخلي الاختياري بالتنحي في وقت يكون فيه الحاكم في قمة عطائه وألقه.

التميمي: قرار الأمير حمد يعكس انسجامه مع منظومة القيم التي يؤمن بها (الجزيرة)
التميمي: قرار الأمير حمد يعكس انسجامه مع منظومة القيم التي يؤمن بها (الجزيرة)

حيوية نظام
وقال إن خطوة الأمير تعبر وتعكس أنه ليس متمسكا بالسلطة، كما أن فيها تعبيرا عن مدى سوء بعض الحكام العرب في الأنظمة الجمهورية التي ليس فيها توريث، ومع ذلك حين قرر رؤساؤها توريث أبنائهم والتخلي عن الرئاسة لهم لم يقوموا بذلك فورا بل ظلوا متمسكين بالسلطة حتى الموت مع كونهم قد أعدوا أبناءهم ليكونوا خلفاء لهم.

وأشار الآنسي إلى الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح الذي كان قد قرر عام 2000 أن ينقل الرئاسة لنجله أحمد، الذي كان يتولى منصب قائد الحرس الجمهوري، وكان قد أعلن عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية، إلا أنه حين اقتربت الانتخابات تراجع ورشح نفسه عام 2006، ليظهر مدى تشبثه بالسلطة وطمعه فيها لدرجة عدم التخلي عنها لابنه بعد أن كاد يعلنه مرشحا خلفا له.

أما المحلل السياسي ياسين التميمي فقد رأى أن قرار الأمير حمد نقل السلطة إلى ابنه يعبر عن عافية وحيوية النظام السياسي في قطر، ويعكس انسجامه مع منظومة القيم التي يؤمن بها وفي مقدمتها الإيمان بالتغيير كوسيلة مهمة للتطور وتلبية احتياجات الأجيال الجديدة.

وأضاف التميمي في حديث للجزيرة نت أن قرار أمير قطر الشيخ حمد التخلي عن السلطة يأتي في ذروة الإنجازات التي حققها لبلده الذي حوّله من دولة هامشية إلى دولة فاعلة في المنطقة تتمتع باقتصاد قوي وهي أول منتج للغاز المسال في العالم.

وأشار إلى أن أمير قطر انطلق من الإنجازات الاقتصادية والسياسية التي يتفاخر بها أي نظام حاكم ويعتبرها معيارا لمشروعية بقائه في الحكم، ليحدث التغيير في بلده، وليقدم نموذجا فريدا في المنطقة العربية التي تمضي فيها أنظمة جمهورية في قتل شعوبها وتدمير المدن والقرى على رؤوس السكان عندما يطالبون بالتغيير.

ورأى التميمي أن الشيء الاستثنائي في قرار أمير قطر هو تنحي حاكم وتخليه عن السلطة طواعية، وهي السابقة الأولى في إطار العائلات الملكية، والمحكومة بتقاليد متعارف عليها لتداول السلطة، حيث الانتقال للسلطة لا يتم إلا بوفاة الملك أو الأمير.

المصدر : الجزيرة