أسرى 48 ضحايا عنصرية إسرائيل وجنسيتها

أسرى الداخل الفلسطيني ممن مر على أسرهم أكثر من ربع قرن

undefined
محمد محسن وتد-أم الفحم

تنسجم مشاهد العنصرية والتمييز التي يتعرض لها أسرى 48 مع نظرة العداء التي تكنها إسرائيل لهم رغم أنهم يحملون الجنسية الإسرائيلية وانحازوا للقضية الفلسطينية بمواجهة الاحتلال، علما بأن تعدادهم اليوم بلغ نحو 170 أسيرا من أصل قرابة خمسة آلاف أسير فلسطيني بسجون الاحتلال.

ووثق تقرير بعنوان "ظلم مستمر" صادر عن المركز الحقوقي "عدالة" -حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- سياسة التمييز والعنصرية التي تنتهجها إسرائيل ضد الأسرى الأمنيين من فلسطينيي 48 الذين تتم إدانتهم ومقاضاتهم بمحاكم عسكرية.

الردع والعقاب
واستعرضت المحامية فاطمة العجو من مركز عدالة -التي أشرفت على تحضير وإنجاز التقرير- سياسة التمييز والعنصرية التي تعتمدها إسرائيل بحق الأسرى الأمنيين من فلسطينيي 48، حيث تتم مقاضاتهم أمام محاكم احتلال عسكرية ولا يتم التعامل معهم كأسرى حرب مثلما تنص عليه المواثيق والأعراف الدولية، وهذا التعامل ينبع من المشهد العنصري العام والتمييز الذي يتعرض له الداخل الفلسطيني برمته لسلخه عن قضية شعبه.

المحامية العجو: الجنسية الإسرائيلية ضاعفت العقوبات على فلسطينيي 48
المحامية العجو: الجنسية الإسرائيلية ضاعفت العقوبات على فلسطينيي 48

وترى المحامية أن المؤسسة الإسرائيلية بأذرعها القضائية والأمنية وظفت العنصرية والتمييز للتعامل مع أسرى 48 الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية، فهذه الجنسية ضاعفت العقوبات ضدهم، وذلك منذ لحظات الاعتقال والتحقيق المصحوب بالتعذيب والتنكيل في أقبية جهاز الأمن العام (الشاباك)، وصولا إلى أروقة المحاكم العسكرية، لتصدر بحقهم عقوبات صارمة ومضاعفة لعقود من السنوات أو دون تحديد فترة المحكومية.

عفو وإفراج
للذكر وليس للحصر فإن السجين الإسرائيلي عامي بوبر -الذي قتل عام 1990 سبعة فلسطينيين وجرح 11- حصل عام 1999 على عفو من رئيس الدولة وخفف حكمه لـ40 عاما بدلا من سبع مؤبدات وعشرين عاما، وسمح له بالزواج وإقامة عائلة والإنجاب وهو بالسجن، وحصل على أكثر من 170 إجازة.

كما أن السجناء اليهود البالغ تعدادهم 29 متهما أعضاء التنظيم الذين خططوا لتفجير الأقصى عام 1984 ونفذوا تفجيرات بمدن الضفة شملت قيادات فلسطينية قتل فيها ثلاثة طلاب بجامعة الخليل، احتجزوا بظروف ممتازة ومنحت لهم كافة الامتيازات والتسهيلات، وأفرج عن غالبيتهم بعد فرض أحكام مخففة عليهم، وتم الإفراج في العام 1990 بعد أقل من سبع سنوات عن السجناء الثلاثة الذين أدينوا بالقتل.

المحرر برغال أمضى 28 عاما خلف القضبان
المحرر برغال أمضى 28 عاما خلف القضبان

ازدواجية
يجسد ملف الأسير المحرر مخلص برغال الذي عانق الحرية بموجب صفقة "الوفاء للأحرار" بعد أن قضى وراء القضبان 28 عاما، أنموذجا لتعاطي إسرائيل مع أسرى 48 والازدواجية في التعامل بالمقارنة بالسجناء اليهود.

يذكر أن برغال حوكم بالمؤبد مدى الحياة لمجرد انخراطه في المقاومة الفلسطينية وإدانته بإلقاء قنبلة على حافلة جنود لكنها لم تنفجر ولم تصب أحدا بأذى، حيث منع من الزواج وسمح له بمعانقة والدته لأول مرة بعد 18 عاما من الأسر وحرم من الإجازات حتى في الحالات الإنسانية، ومنع من إلقاء نظرة الوداع على والده ومشاركة العائلة العزاء.

وأوضح برغال للجزيرة نت أن اتفاقيات أوسلو والمفاوضات السياسية التي أفرج بموجبها عن الآلاف من الأسرى الفلسطينيين والعرب استثنت الأسرى من فلسطينيي 48 الذين ترفض إسرائيل الاعتراف بهم كجزء من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، واشترطت تل أبيب على المفاوض الفلسطيني عدم الإفراج عنهم باعتبارهم شأنا داخليا، رغم اعتمادها سياسة التمييز الممنهج ضدهم وسلب حقوقهم والتنكيل بعائلاتهم خلال الزيارات.

المصدر : الجزيرة