رسالتان لأوباما من شباب فلسطين

لوحات عن منع الجيل الثالث من تقنيات الهاتف المحمول بشوارع رام الله
undefined

عوض الرجوب-رام الله

"الرئيس أوباما، لا تحضر هاتفك الذكي إلى رام الله، لن تستطيع استخدام الإنترنت، فليس هناك خدمة G3 في فلسطين" هذه واحدة من رسالتين من شباب فلسطين إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي يزور رام الله غدا الخميس.

أما الرسالة الثانية فهي "الرئيس أوباما، تأكد من أن تأتي مبكرا إلى اجتماعكم في رام الله، قد تحتاج ساعتين لعبور حاجز قلنديا" في إشارة إلى معاناة الفلسطينيين اليومية على حاجز قلنديا الذي يفصل مدينة رام الله عن القدس وجنوب الضفة.

فبعيدا عن السياسة ومتاهاتها، وفي أحد مقاهي مدينة رام الله، التقى ثلاثة أصدقاء وتداولوا في كيفية استغلال زيارة الرئيس الأميركي إلى رام الله الخميس، ومخاطبته برسالة تلامس اهتماماته وتلفت انتباهه.

ماهر علاونة: هدف المجموعة وضع أوباما في صورة معاناة الفلسطينيين (الجزيرة نت)
ماهر علاونة: هدف المجموعة وضع أوباما في صورة معاناة الفلسطينيين (الجزيرة نت)

البداية
وبدأ الأصدقاء الثلاثة في البحث عن أفكار وقضايا يعتقدون أنها ضرورية، ويمكن أن تحظى باهتمام الضيف، فاستقر رأيهم على الفكرتين السابقتين.

ويقول ماهر علاونة -أحد أعضاء الفريق ويعمل مستشارا بالإعلام الحديث- إن هدف المجموعة كان وضع الرئيس الأميركي في صورة تفاصيل المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون، ولم يلتفت إليها أحد.

ويوضح أنه اتفق مع زملائه على مخاطبة أوباما برسالة تجمل تفاصيل الحياة اليومية تحت الاحتلال، في وقت ينشغل فيه العالم في عناوين كبرى مثل الحدود واللاجئين والاستيطان، ويعتقد أن كل ما هو دونها جيد وعلى ما يرام، لكن العكس صحيح.

وأضاف أنهم أرادوا بالرسالة لفت أنظار العالم وجلب عطفه من خلال الحديث عن قضايا يعتبرها العالم من المسلمات والحاجات الضرورية، لكن الشعب الفلسطيني يحرم منها، وبدأت الأفكار والتصميمات تتوالى حتى استقر الرأي على الفكرتين السابقتين.

ويشير إلى أن رؤساء سابقين للولايات المتحدة زاروا الأراضي الفلسطينية ولم يبعث أي فلسطيني برسائل لهم، فأراد مع زملائه أن يخوضوا هذه المرة تجربة مختلفة "رجعنا إلى خطاب أوباما عندما تسلم الفترة الرئاسية الأولى، فوجدنا أنه قال إنه لا يتخلى عن جهازه المحمول (بلاك بيري)".

وهنا، يضيف علاونة "وجدنا ضالتنا.. فما دام أن الهاتف الخلوي ضروري ومن احتياجات أوباما الأساسية، فكيف بملايين الفلسطينيين الذين يحرمون من استخدام هذه التقنية لأن إسرائيل تسيطر عليها".

وذكر أن فكرة الرسالة الأولى تتلخص في منع الاحتلال الجيل الثالث من تكنولوجيا الهاتف المحمول ( جي 3) وهي التقنية التي أصبحت من الضروريات في العالم وبقيت فلسطين الدولة الوحيدة في العالم الممنوعة منها.

رسالة لأوباما عن معاناة الفلسطينيين على حاجز قلنديا (الجزيرة نت)
رسالة لأوباما عن معاناة الفلسطينيين على حاجز قلنديا (الجزيرة نت)

وأضاف "خاطبنا أوباما عبر مواقع التواصل الاجتماعي واللوحات الإعلانية ومختلف وسائل الإعلام بما يعتقد -هو وكل الأميركيين والأوربيين- أنه من حاجاتهم الشخصية الضرورية التي لا يمكن الاستغناء عنها، لكنها ممنوعة في فلسطين فكتبنا له الرسالة".

ويوضح أن منع خدمة موجودة في كافة أنحاء العالم، ومتأخرة عن فلسطين خمس سنوات على الأقل، يعني أن كل ما هو أقل وأكثر من ذلك ممنوع أيضا "فإسرائيل مسيطرة على كل شيء: الهواء، الماء، الحدود، الحركة..إلخ".

وأشار إلى أن أهمية الجيل الثالث تكمن في ضرورة مواكبة تقدم الاتصالات، كما تساعد في دعم الاقتصاد الفلسطيني، والأهم في العمل الإعلامي والتواصل مع العالم بشكل سريع.

يُذكر أن غاضبين قاموا بوضع طلاء على صورة أوباما بعد تعليق الصور، وهو ما اعتبره علاونة تعبيرا عن الرأي أيضا.

لوحة إعلانية تعكس رسائل الشباب برام الله قام مجهولون بالكتابة على وجه أوباما فيها (الجزيرة نت)
لوحة إعلانية تعكس رسائل الشباب برام الله قام مجهولون بالكتابة على وجه أوباما فيها (الجزيرة نت)

ردود واسعة
ويلفت علاونة إلى ردود واسعة لهذه الرسالة، مؤكدا أنه تلقى اتصالات متعاطفة كثيرة، بينما نشرت الرسالة في معظم الدول الأوروبية والأميركية.

ويعتقد جازما أن الرسالة وصلت إلى الرئيس الأميركي وقرأها.

وقال "أردنا من خلال هذه الفكرة مخاطبة الآخر بما يلامس اهتماماته، وبالتالي تحقيق ردة فعل مساندة ومؤيدة لمطلبنا، وهذا ما تم خلال فترة وجيزة".

أما الرسالة الثانية لهذا الشاب وزملائه، فيقول إنها افترضت أن يأتي الرئيس الأميركي إلى مدينة رام الله عن طريق حاجز قلنديا -وهو مستبعد طبعا- الذي يفصل القدس عن مدينة رام الله ويشهد اختناقات وتأخيرا للفلسطينيين.

وأشار إلى أن آلاف الفلسطينيين يعانون التأخير عن جامعاتهم ومصالحهم بفعل إجراءات الاحتلال.

المصدر : الجزيرة