مانديلا رمز للحرية والتسامح

(FILES) -- A file photo taken on June 14, 2005 shows former South African President Nelson Mandela giving in Johannesburg a press conference voicing his support for President Thabo Mbeki after he fired his corruption-tainted deputy, saying he stood by him during "these testing times" for the leadership of the ruling party. AFP PHOTO / ALEXANDER JOE
undefined

نيلسون مانديلا الذي توفي عن 95 عاما الخميس في جوهانسبيرغ، انتقل من ناشط ضد سياسة الفصل العنصري إلى سجين سياسي كان الأشهر في العالم ثم رئيس جنوب أفريقيا حيث كان يتمتع بشعبية واحترام كبيرين.

أمضى زعيم نضال السود ضد النظام العنصري في جنوب أفريقيا، 27 عاما في السجن من 1964 إلى 1990.

وقد أضحى رمزا عالميا للحرية ثم للمصالحة منذ خرج من سجون نظام الفصل العنصري في
11 فبراير/شباط 1990. ويعرف مانديلا باسم "ماديبا" نسبة إلى اسم قبيلته.

وقد ساهم الإفراج عنه في 1990 في تسريع سقوط نظام الفصل العنصري. وبعد أربع سنوات أصبح أول رئيس أسود ينتخب ديمقراطيا في جنوب أفريقيا.

ولخص الأسقف الأنجليكاني ديزموند توتو إرث مانديلا بالقول إنه نجح في أن يحول جنوب أفريقيا دون حقد، ديمقراطية مستقرة متعددة الأعراق، ووصفه قائلا "إنه أضحى رمزا عالميا للمصالحة".

‪مانديلا‬ مانديلا كان يتمتع شعبية واحترام كبيرين (الفرنسية)
‪مانديلا‬ مانديلا كان يتمتع شعبية واحترام كبيرين (الفرنسية)

الحقيقة والمصالحة
شكل مانديلا لجنة الحقيقة والمصالحة التي تولى رئاستها توتو وأصبحت نموذجا يطبق في الدول التي تشهد أعمال عنف رغم الانتقادات بأنها غير مثالية لدى نشر تقريرها في 1998 بعد المئات من جلسات الاستماع. 

ولد مانديلا في 18 يوليو/تموز 1918 في منطقة ترانسكاي جنوب شرق جنوب أفريقيا في قبيلة ملكية وأطلق عليه والده اسم "روليهلاهلا" أي المشاكس الذي يجلب المشاكل. 

وفي سن مبكرة بدا مانديلا فتى متمردا وأقصي من جامعة فورت هار للسود بسبب خلاف حول انتخاب ممثلي الطلاب. 

وفي جوهانسبرغ التحق المحامي الصاعد الذي يعشق النساء والملاكمة بحزب المؤتمر الوطني الأفريقي وأسس مع أشخاص آخرين رابطة الشباب في الحزب. 

وأمام السلطة التي تطبق نظام الفصل العنصري في 1948 تولى مانديلا رئاسة الحزب. واعتقل مرارا وحوكم مرة أولى بتهمة الخيانة قبل تبرئته في 1956. 

النضال المسلح
وبعد عام قاد مانديلا النضال المسلح واعتقل وحوكم بتهمة التخريب والتآمر ضد الدولة في إطار محاكمة ريفونيا (1963-1964). 

وصدر على مانديلا حكم بالسجن المؤبد، لكنه أعلن مبدأه بالقول "إن مثلي الأعلى كان مجتمعا حرا وديمقراطيا يعيش فيه الجميع مع فرص متساوية، إني مستعد لأن أضحي بحياتي في سبيل ذلك". 

وألهم مانديلا رفاقه في سجن روبن آيلاند قبالة سواحل الكاب أو سجون أخرى. واعتبارا من 1985 أطلق نظام الفصل العنصري الخاضع لعقوبات دولية والنضال الداخلي المتواصل، مناورات سرية.

ففي 11 فبراير/شباط 1990 كان "المعتقل الذي يحمل رقم 46664" رجلا حرا إلى جانب زوجته الثانية ويني. وعلى الفور تواصلت المفاوضات. 

مانديلا ودوكليرك (يمين) نالا جائزة نوبل للسلام عام 1993 (الفرنسية-أرشيف)
مانديلا ودوكليرك (يمين) نالا جائزة نوبل للسلام عام 1993 (الفرنسية-أرشيف)

جائزة نوبل
وبفضل نجاح المفاوضات مع آخر رئيس لنظام الفصل العنصري فريديريك دو كليرك، حاز الرجلان جائزة نوبل للسلام في 1993.

وفي 27 أبريل/نيسان 1994 انتخب مانديلا في الدورة الأولى من الانتخابات المتعددة الأعراق وأعلن عزمه على بناء "أمة تعيش بسلام في الداخل ومع العالم". 

ونجح مانديلا في أن يكسب مودة البيض، لأنه لم يظهر مرارة لكل السنوات التي أمضاها خلف القضبان. 

وفي 1998، في اليوم الذي احتفل فيه بعيد ميلاده الثمانين تزوج مانديلا غراسا ماشيل أرملة رئيس موزمبيق السابق التي تصغره بـ27 سنة. وبعد سنة استقال من الرئاسة واعتزل السياسة. 

ولأنه بقي مخلصا للمؤتمر الوطني الأفريقي، رفض اتخاذ مواقف سياسية باستثناء ما يتعلق بمكافحة الإيدز. 

وبينما كان الحديث عن الإيدز محرما، نظم مانديلا في 2003 أول حفلة في سلسلة حفلات موسيقية وأعلن بعد عامين أن ابنه توفي جراء هذا المرض.

المصدر : الفرنسية