تباين بالسعودية إزاء دوافع اتهامات نصر الله

من تفجير السفارة الايرانية في بيروت
undefined
ياسر باعامر-جدة

لم يقدم الوسط الإعلامي السعودي تفسيرا موحدا لدوافع الهجوم الذي شنه الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله على المملكة العربية السعودية، التي اتهمها بالوقوف خلف تفجير مزدوج استهدف السفارة الإيرانية في بيروت الشهر الماضي.

واعتبر نصر الله في مقابلة مع إحدى القنوات اللبنانية أول أمس أن "كتائب عبد الله عزام" التي أعلنت المسؤولة عن تنفيذ الهجوم متربطة بالاستخبارات السعودية.

ويرى بعض المحللين أن تصريحات نصر الله جاءت بعد تقارب ملحوظ بين إيران والسعودية، مما يعكس خشية حزب الله من التهميش في المرحلة المقبلة وخسارة أوراقه الداخلية.

لكن البعض اعتبر أن الاتهام، الذي جاء بصيغة مباشرة، يهدف أساسا لتعزيز موقف المحور الإيراني السوري على طاولة مؤتمر جنيف 2 المقرر عقده في يناير/كانون الثاني المقبل.

تخبط سياسي
ويقول رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والأبحاث اللواء الدكتور أنور بن ماجد عشقي إن توقيت هجوم نصر الله على السعودية لا يمت بأية علاقة لتداعيات الاتفاق النووي بين طهران والغرب.

عشقي:
حزب الله يعيش مرحلة تخبط سياسي بعد مؤشرات على تقارب إيران ودول الخليج

ويضيف أن حزب الله يعيش مرحلة "تخبط سياسي" بعد المؤشرات الإقليمية الجديدة واتجاه إيران نحو "الاعتدال" في التعامل مع دول الخليج عموما والسعودية خصوصا، حسب تقديره.

ويعتبر عشقي أن حزب الله "يصارع من أجل البقاء بعد أن فقد مصداقيته بشكل واضح في الأراضي السورية بمساندته نظاما قمعياً قاتلا".

وأضاف أن السعودية شجبت تفجيرات بيروت، وأن رئيس استخباراتها الأمير بندر بن سلطان "لديه موقف ثابت ضد العمليات الإرهابية، رغم وجود أجنحة ضمن الحرس الثوري الإيراني وقيادة حزب الله الأمنية تتهمه بالضلوع في التفجير".

مؤتمر جنيف
لكن الباحث في العلوم السياسية والمختص بالشأن الإيراني الدكتور توفيق السيف ربط بين توقيت الهجوم وتهيئة أجواء المصالحة السياسية في سوريا قبل انعقاد مؤتمر جنيف 2.

‪السيف قال إن اتهام نصر الله للرياض يهدف لتعزيز موقف دمشق بجنيف 2‬ (الجزيرة)
‪السيف قال إن اتهام نصر الله للرياض يهدف لتعزيز موقف دمشق بجنيف 2‬ (الجزيرة)

وحسب السيف فإن نصر الله يريد القول إن محور دمشق وطهران يملك أدوات ضغط كثيرة ويجب على الرياض والمعارضة السورية القبول بشروطه لعقد المؤتمر.

وأضاف السيف أن اتهامات نصر الله تأتي لتعزز موقف محور إيران وسوريا في جنيف 2، واضعا ذلك في خانة "الحرب غير المباشرة".

وتتزامن هذه القراءة مع زيارة رئيس الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان لموسكو الثلاثاء بغرض التفاوض المباشر بشأن الوضع السوري في مؤتمر جنيف 2.

وتصر السعودية على تمثيل قوى للمعارضة السورية وتسعى لتحسين شروط التفاوض لصالحها، في حين يريد الأميركيون والروس أي تمثيل للمعارضة حتى ولو كان ضعيفاً.

وإذا ما نجحت موسكو وواشنطن في الدفع باتجاه عقد مؤتمر بمشاركة ضعيفة من المعارضة السورية، فإن ذلك سيضع الرياض في موقف محرج، بحسب السيف.

يشار إلى أن الرئيس اللبناني ميشال سليمان استنكر هجوم نصر الله على الرياض، وقال إنه لا يجوز إفساد علاقات بلاده التاريخية مع السعودية عن طريق توجيه التهم لها جزافا من دون أي سند ملموس، حسب تعبيره، كما أدان فريق 14 آذار -الذي تدعمه الرياض- اتهامات حسن نصر الله للمخابرات السعودية.

المصدر : الجزيرة