إيران والربيع العربي سلاح نتنياهو

الليكود بيتنا" أطلق حملته الانتخابية بعنوان" رئيس حكومة قوي.. إسرائيل قوية"
undefined

محمد محسن وتد – القدس المحتلة

وظف حزب "الليكود بيتنا" النووي الإيراني والثورات العربية وما وصفه "بالإرهاب" العربي وما يترتب عنه من مخاطر محدقة بإسرائيل تهدد أمنها ووجودها في دعايته الانتخابية للكنيست والتي ستجرى في 22 يناير/كانون الثاني الجاري، في المقابل غيب الملف الفلسطيني عن الخطاب والأجندة السياسية للحزب وطغت عليه لغة القوة والحرب.

وركزت دعاية الحزب التي أتت تحت عنوان" رئيس حكومة قوي.. إسرائيل قوية" على شخصية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وخطاباته بالمحافل الدولية التي يقول الحزب إنها عززت المكانة الدبلوماسية لإسرائيل بالعالم مع التباهي بأن نتنياهو كان وراء إقناع المجتمع الدولي بفرض عقوبات على طهران.

وروج نتنياهو لأجندة حزبه الأمنية والسياسية من خلال استعراضه لخريطة الشرق الأوسط والتغييرات الحاصلة في ظل الثورات العربية التي وصفها بالخطر الإستراتيجي على دولة إسرائيل، وحذر مما أسماه "الإرهاب" العربي بالإشارة لحزب الله وحماس وصواريخها التي طورت منظومة القبة الحديدية لاعتراضها.

‪عبد الحكيم مفيد: حزب نتنياهو بات أكثر تطرفا من حزب
‪عبد الحكيم مفيد: حزب نتنياهو بات أكثر تطرفا من حزب "البيت اليهودي"‬ (الجزيرة)

الأمن والإرهاب
ويعتقد أستاذ الصحافة والإعلام عبد الحكيم مفيد بأن المركبات الدعائية المثيرة لحزب "الليكود بيتنا" والتي تركز على إيران وحزب الله وحماس بأنها غير مفاجئة كونها تأتي امتدادا للأجندة التي رفعتها حكومة نتنياهو بالسنوات الماضية، كونه لا يوجد للحزب أي مشروع بديل.

ويؤكد مفيد أن نتنياهو وحزبه باتا أكثر تطرفا حتى من حزب "البيت اليهودي" الذي يمثل التيار القومي المتشدد وينافس حزب "الليكود بيتنا" على أصوات الناخبين اليهود بمعسكر اليمين، وذلك سعيا من رئيس الوزراء لتجنب خسارة عشرة مقاعد ستذهب لليمين الكثر تطرفا وفق الاستطلاعات.

ويقول مفيد إن هذا التطرف قابله من ناحية ثانية، تغيب تام للأجندة الاجتماعية والاقتصادية خصوصا وأن نتنياهو يؤمن بالخصخصة والسوق الليبرالي والاقتصاد الحر، وهي أجندة التي لا تمثل ناخبيه ويمتنع عن الخوض بها خوفا من تكبد حزبه المزيد من الخسائر، مع توظيفه للتهديدات الوجودية لإسرائيل و"الإرهاب" بأسلوب يحاكي المشاعر على شاكلة استعطاف بالملف الأمني.

قرار إستراتيجي
بدوره، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة تل أبيب الدكتور أمل جمال بأن التركيز على شخص نتنياهو وأجندته الأمنية والسياسية بالدعاية الانتخابية جزء لا يتجزأ من قرار استراتيجي من قبل الطاقم الانتخابي بحزب "الليكود بيتنا" على اعتبار أن نتنياهو مختص بقضايا الأمن، وفي هذا السياق يتم التركيز على دوره قبالة الدبلوماسية الدولية بالملف النووي الإيراني ونجاح منظومة القبة الحديدية باعتراض صواريخ المقاومة الفلسطينية خلال العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة.

‪أمل جمال: تحالف نتنياهو المستقبلي سيكون أكثر تطرفا بالملف الفلسطيني‬ (الجزيرة)
‪أمل جمال: تحالف نتنياهو المستقبلي سيكون أكثر تطرفا بالملف الفلسطيني‬ (الجزيرة)

وقال جمال إن نتنياهو غيب الملف الفلسطيني عن أجندة حزبه الانتخابية استمرارا لنهجه بتغييب الورقة الفلسطينية عن الساحة السياسية الإسرائيلية مع تأكيده بأن القدس لن تقسم وستبقى موحدة وعاصمة أبدية للشعب اليهودي، بل تعمد حتى عدم ذكر مصطلح مفاوضات بخطابه الانتخابي بناء على المقولة "لا يوجد شريك" مقابل مواصلة تنفيذه سياسات تجاه الفلسطينيين دون أن يكون عليها نقاش واعتراض بالمجتمع الإسرائيلي.

وبناء على وجود إجماع إسرائيلي على شرعية الاستيطان، وأنها خدمة لواقع ديموغرافي إنساني لليهود، فإن نتنياهو وتحالفه الحكومي المستقبلي سيكونان أكثر تطرفا بالملف الفلسطيني الذي قد ينعكس على العلاقات مع دول الجوار، لذا يحصن نتنياهو إسرائيل بالجدران ويعزز لديها قدراتها الدفاعية باعتراض الصواريخ ويواصل تهديداته للنووي الإيراني.

وخلص جمال إلى القول "بغض النظر عن أي ائتلاف سيشكل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، فإن حزب " الليكود بيتنا" سيكون محوره المركزي وبالتالي فإن السياسات الإسرائيلية المحلية والإقليمية وحتى الدولية ستشهد تطرفا أكثر مما كانت عليه، حيث يتجه نتنياهو للحفاظ على وضع قائم بدون مفاوضات سلام وسلب مزيد من الأراضي الفلسطينية وتوظيفها للاستيطان لفرض أمر واقع على الأرض".

المصدر : الجزيرة