ندوة بروما تبحث الأزمة في سوريا

ندوة حول سوريا أمس واليوم والغد في بلدية روما
undefined
 
غادة دعيبس-روما
 
ناقش باحثون وناشطون خلال ندوة نظمت الأربعاء في بلدية العاصمة الإيطالية روما، الأزمة الراهنة في سوريا والمخاطر التي تتهدد البلد وخاصة منها الحرب الأهلية، في ظل الانتفاضة المستمرة على حكم الرئيس بشار الأسد.

ونظمت الندوة التي كان عنوانها "سوريا أمس واليوم والغد" جمعية "سوريا حرة وديمقراطية" الداعمة للثورة السورية، وشارك فيها أساتذة جامعيون في الأدب العربي المعاصر والتاريخ الإسلامي وكتاب وصحفيون، وكذلك الراهب الإيطالي باولو دالوليو الذي عاش في سوريا أكثر من ثلاثين عاما وطرده النظام مؤخرا لمساندته الثورة.

مخاطر الصراع
وتحدث دالوليو عن حرب أهلية تجري في سوريا, وربطها بأقليات قال إنها ارتبطت بنظام مفرغ من القيم ويعتمد على مواقف متطرفة, وبأطراف أخرى داخلية ناصرت نظام الرئيس الأسد وربطت الثورة بتنظيم القاعدة.

 
دالوليو قال إنه يجب الأخذ في الاعتبارمخاوف كل الأقليات في سوريا
دالوليو قال إنه يجب الأخذ في الاعتبارمخاوف كل الأقليات في سوريا

واعتبر الراهب الإيطالي في حديث للجزيرة نت أن الصراع الحقيقي اليوم يجري بين الأغلبية السنية والأقلية التي تتحكم في البلاد, محذرا من احتمال اندلاع صراع آخر بين المسلمين السوريين وتحديدا بين السنة والشيعة.

وقال إنه لا يمكن لسوريا أن تكون حرة وديمقراطية ناضجة دون الأخذ في الاعتبار مخاوف كل الأقليات واحترام خصوصية القوميات مثل الأكراد, مضيفا أن سوريا أصبحت حلبة لنزاعات إقليمية وجيوستراتيجية روسية غربية وشيعية سنية، المستفيد منها الدولة الصهيونية على حد تعبيره.

ورأى الراهب الإيطالي أن الحظر الجوي ليس الحل المناسب لوقف القمع في سوريا، داعيا إلى إرسال أعداد كبيرة من المراقبين الدوليين, وإلى بذل جهود من أجل مصالحة وطنية يكون مسيحيو سوريا طرفا فاعلا فيها.

من جهته أكد رئيس جمعية "سوريا حرة وديمقراطية" فيصل محمد رفض الثوار لحكومة انتقالية يشارك فيها رموز النظام السابق. وقال فيصل إنه لا يمكن قبول هذا الأمر بعد سقوط 18 ألف شهيد وتشريد مئات الآلاف, مشيدا في الوقت نفسه بالمقاومة التي يبديها الثوار.

وقد وقفت الندوة على أهم مراحل التاريخ السوري من عهد عبد الرحمن الكواكبي حتى الثورة القائمة التي اندلعت منتصف مارس/آذار 2011. وفي استعراض للأهمية التاريخية والإستراتيجية لسوريا، أبرز المؤرخ الإيطالي ماسيمو كمبانيني دور هذا في تشكّل القومية العربية.

المصدر : الجزيرة