"غزة الحرة" تستعيد سفينتين من إسرائيل

الصورة الثالثة للسفينة من الأمام
undefined
شادي الأيوبي-أثينا 
 
بعد احتجاز استمر عامين في ميناء حيفا الإسرائيلي، وبعد محاولات دؤوبة على عدة جبهات، استطاعت حركة غزة الحرة استرجاع سفينتين لها كانتا اشتركتا في أسطول الحرية الذي انطلق إلى غزة عام 2010 لفك الحصار عنها.
 
ونظراً لبقاء السفينتين في حالة توقف مدة طويلة، إضافة إلى التخريب المتعمد الذي قام به الإسرائيليون، فقد أصيبت السفينتان بأضرار بالغة، حيث إن سفينة الشحن التي كانت تحمل اسم "المتوسط الحر" لم تعد صالحة للملاحة، مما اضطر حركة غزة الحرة إلى بيعها في سوق الخردة، أما سفينة الركاب "سفيندونا" فقد أصيبت بأضرار كبيرة لكن إصلاحها ممكن.

وكانت سفينة "المتوسط الحر" تحمل مواد بناء ومقاعد طبية ومساعدات أخرى إلى غزة، فيما كانت "سفيندونا" تحمل متطوعين من بلاد مختلفة حينما فاجأها جنود البحرية الإسرائيلية بهجوم ليلي في المياه الدولية نهاية شهر مايو/أيار عام 2010، وأسفر عن ذلك الهجوم مقتل تسعة ناشطين أتراك في سفينة "مافي مرمرة" التركية التي كانت ضمن الأسطول.

وتم قطر "سفيندونا" عبر سفينة من ميناء حيفا، في رحلة استمرت عدة أيام تعرضت فيها لعدة مخاطر بسبب الطقس وسرعة الرياح، حتى وصلت إلى ميناء بيراما الصغير القريب من ميناء بيريوس المعروف.

أحداث صعبة
وفي خطوة رمزية، اجتمع بعض النشطاء الذين شاركوا في تلك الرحلة مع إعلاميين ومهتمين على متن السفينة، حيث تحدث بعضهم عن الأحداث التي عاشها في تلك الليلة، وعن هجوم الجنود الإسرائيليين الذين كانوا يرتعدون من الخوف، رغم أنهم يواجهون ناشطين مدنيين غير مسلحين، وفيهم عدد من النساء وكبار السن.

الناشط اليوناني فاغيليس بيساياس أعرب عن أسفه لمقدار الخراب الذي لحق بالباخرة، مذكراً بأنه تمّ تجهيزها قبل انطلاقها بمعدات ملاحية حديثة تمّ تدميرها بكل همجية من قبل الجنود الإسرائيليين.

وقال بيساياس للجزيرة نت إن 55 ناشطاً كانوا على متن السفينة تعرضوا لهجوم الإسرائيليين، واليوم تمّت استعادة السفينة، وطالما هناك مشكلة احتلال في فلسطين فسوف تبقى حركة الناشطين مستمرة، حتى تحقيق الحرية لهذا البلد.

واتهم بيساياس وزارة الخارجية اليونانية بأنها على مدى عامين لم تقدم أي مساعدة لاسترجاع السفينتين اليونانيتين، مضيفا أن الاتفاقيات الأخيرة بين اليونان وإسرائيل كانت قاسية جدا على أثينا، لكن في الأشهر الأخيرة حصل تغيير واهتمام، مما ساعد الناشطين على المطالبة بالسفينتين واسترجاعهما، وهذه العملية استغرقت بدورها أشهراً طويلة وعقبات بيروقراطية عديدة.

‪الناشط بيساياس داخل حجرة قيادة السفينة مستذكرا الهجوم الإسرائيلي عليها‬ (الجزيرة نت)
‪الناشط بيساياس داخل حجرة قيادة السفينة مستذكرا الهجوم الإسرائيلي عليها‬ (الجزيرة نت)

وأشار إلى أن عودة السفينتين تدل على ما يمكن أن تحققه الإرادة والتصميم الإنسانيان، موضحاً أن استرجاع السفينتين كلف الناشطين ما يقارب 100 ألف يورو، وفيما تم الاستغناء عن سفينة الشحن لحجم الأضرار التي لحقت بها، سيتم إصلاح سفينة الركاب لتعود لمهماتها من جديد.

وقال بيساياس -وهو في داخل برج القيادة الصغير- إن الجنود الإسرائيليين دخلوا الحجرة وجرحوا أذن الربان بشكل بالغ، وحينها حاول أحد النشطاء ويدعى "بيتروس" أن يحمي الربان، فوجه الجنود فوهة المسدس إلى رأسه مهددين بإطلاق النار، لكنه بقي يتحداهم ولم يتراجع.

وتحدث نشطاء كانوا شاركوا في الرحلة عن الخوف الذي كان يشعر به الجنود الإسرائيليون الذين كان معظمهم في سن العشرين من عمره، وقال نيكولاوس فالكانوس إن الجنود ألقوا ثلاث قنابل مدمعة داخل غرفة القيادة الصغيرة، مما جعل الأوضاع في غاية الصعوبة، وجعل الكثيرين يشعرون بالاختناق والدوار.

وقال إن الجنود الذين هاجموا سفينتهم وصلتهم أخبار عن المجزرة التي وقعت في سفينة "مافي مرمرة"، مما دفعهم للتصرف بحذر، ومحاولة تجنب المزيد من الدماء لعدم التعرض لغضب الرأي العام العالمي، وربما لو لم يكونوا على علم بما جرى في "مافي مرمرة" لكانوا قتلوا بعض النشطاء في السفينة اليونانية كذلك.

وتحدث النشطاء عن محاولة جديدة لفك حصار غزة تنطلق قريبا من إحدى الدول الإسكندنافية، دون إعطاء المزيد من التفاصيل بشأنها.

المصدر : الجزيرة