"القبة الحديدية" في مواجهة الكاتيوشا

Caption:Israeli soldiers watch as a missile is launched from the Iron Dome defence system in the southern Israeli city of Beer Sheva on March 12, 2012, as a new round of tit-for-tat violence between Gaza militants and Israel has ruptured the calm that was restored after a major flare-up last August.
undefined
اتخذت إسرائيل قرارها بتطوير منظومة "القبة الحديدية" في 2005، لكن الانطلاق في المشروع لم يبدأ إلا في 2007 في عهد وزير الدفاع السابق عمير بيريتس، حين أنيط تنفيذه رسميا بشركة إسرائيلية اسمها "رفائيل لنظم الدفاع المتقدمة"، وبتمويل إسرائيلي أميركي.

صُمم المشروع بهدف التصدي للصواريخ القصيرة المدى التي تُطلَق على شمال إسرائيل وجنوبها من لبنان وقطاع غزة على التوالي.

وتستطيع منظومة "القبة الحديدية" –التي أعلنت إسرائيل تجريبها بنجاح في مارس/آذار 2009 ثم دخولها الخدمة العملياتية رسميا في مارس/آذار 2011- التعامل مع الصواريخ القصيرة التي تطلق من مدى يتراوح بين أربعة كيلومترات وسبعين كيلومترا.

وتعتمد هذه القبة على منظومة من ثلاثة مكوّنات ترصد وتتعقب وتعترض الهدف، بإطلاق صاروخ أطلق عليه اسم "تامير".

وكان أول صاروخ أطلق من غزة وتصدت له المنظومة بنجاح في مارس/آذار 2011.
وتصف إسرائيل منظومة القبة الحديدية بأنها فريدة من نوعها.

وقدّر إعلاميون وعسكريون إسرائيليون في 2012 نسبة نجاح المنظومة في التعامل مع الصواريخ التي تطلق من غزة بما بين 75% و90%.

وتحدثت صحيفة جيروزاليم بوست في نوفمبر/تشرين الثاني 2011 عن اهتمام أميركي بشراء المنظومة لحماية القواعد الأميركية في العراق وأفغانستان من هجمات محتملة بصواريخ الكاتيوشا.

خبراء يرون أن الكلفة الباهظة لصواريخ تامير ستلقي عبئا ماليا كبيرا على إسرائيل
"

القبة الحديدية
لكن بعض الخبراء الأمنيين الإسرائيليين وجهوا بعض الانتقادات إلى المنظومة، لعدم نجاحها في التعامل مع الصواريخ التي تطلق على سديروت بسبب قصر المسافة بين حدود قطاع غزة والمستوطنة وهي نحو 2.5 كلم (بينما المدى الأدنى الذي يبدأ عنده عمل المنظومة هو 4 كلم) وبسبب قصر وقت تحليق الصاروخ.

 

كما يشير خبراء إسرائيليون إلى الثمن الباهظ الذي يكلفه اعتراض صاروخ واحد يطلق من غزة، ينتج غالبا بتكلفة بسيطة وبشكل بدائي.

ويقول خبير شؤون الدفاع الإسرائيلي ريئوفان بيداتسور إن إطلاق عدد كبير من صواريخ القسام سيلقي عبئا ماليا كبيرا على إسرائيل.

ويذكّر بيداتسور بأن صاروخا واحدا من صواريخ "تامير" يكلف بين 35 ألف دولار وخمسين ألفا، مقابل نحو 800 دولار يكلفها تصنيع صاروخ يدوي من صواريخ القسام.

لكن الشركة الإسرائيلية المطوِّرة ردت على الاتهامات بقولها إن المنظومة لا تتصدى إلاّ للصواريخ التي تشكل خطرا (لا تتعامل مع تلك التي يتبين مثلا أنها ستسقط في منطقة خلاء)، وإن نجاحها في حماية المراكز السكانية يبرر الثمن المرتفع.

وقد نقلت وكالة رويترز عن مسؤول إسرائيلي رفيع رفض كشف هويته حديثه في أبريل/نيسان 2012 عن خطط لرفع مدى صواريخ "تامير" لتصل 250 كلم.

التمويل الأميركي
وبلغ التمويل الأميركي للمشروع حتى أبريل/نيسان 2012 نحو مائتي مليون دولار، ويتوقع أن يستمر للأعوام القادمة، كجزء من الالتزام الأميركي بأمن إسرائيل.

ففي مايو/أيار 2010 "أقر الرئيس (باراك أوباما) بالخطر الذي تشكله الصواريخ التي تطلقها حماس (حركة المقاومة الإسلامية) وحزب الله على الإسرائيليين"، كما ذكر بيان للبيت الأبيض.

ونقلت رويترز في أبريل/نيسان 2012 عن عضوين في مجلس النواب الأميركي حديثهما عن خطط أميركية تمتد حتى العام 2015، يُنفَق خلالها 680 مليون دولار على تطوير المنظومة، وهو مبلغ يُصرَف من خارج المعونة الأميركية السنوية لإسرائيل والتي تبلغ 3.1 مليارات دولار.

المصدر : الجزيرة