قرية الطويّل تواجه التهجير الإسرائيلي

أضربت عن الطعام - الطويّل.. قرية تهجير إسرائيلي ممنهج - عاطف دغلس- نابلس- 28-1-2012

قرية الطويّل تعرضت للهدم ثلاث مرات من قبل الاحتلال (الجزيرة نت)

عاطف دغلس-نابلس

رفضا لسياسات الاحتلال وأساليبه القاضية بترحيلهم وتهجيرهم من أرضهم، خاض أهالي قرية الطويّل شرق مدينة نابلس شمال الضفة الغربية إضرابا عن الطعام بدأ أمس السبت وينتهي بانتهاء تحقيق مطالبهم من دعم وتضامن المؤسسات الرسمية والشعبية لهم.


وبدا أهالي القرية مصممين على تحقيق مطالبهم، بعدما أوشكوا على الرحيل منها نتيجة ما سموه انتهاكات الاحتلال وممارساته ضدهم، والتي كان آخرها الأسبوع الماضي إخطارهم بهدم سبعة عشر منزلا من منازل القرية الثمانية عشر، إضافة لمسجدها ومدرستها الوحيدة وشبكة الكهرباء.


وشكا السكان من أساليب الاحتلال التي تمثلت في عمليات الاقتحام والترهيب لهم ولأطفالهم وقتل مواشيهم وسرقتها، واستخدام موطنهم للتدريبات العسكرية الضخمة.


ويقول مختار القرية باسم بني جابر إنهم يبعثون عبر هذا الإضراب برسالة للمسؤولين الفلسطينيين وللمؤسسات الإنسانية والحقوقية بضرورة الالتفات لمعاناتهم، وبذل جهد أكبر بالتصدي لأعمال الاحتلال الممنهجة ضدهم.


وأضاف أن قريته تعرّضت لثلاث عمليات هدم منذ التسعينيات وحتى 2009، مضيفا أنه "وقبل أسبوع أخطرهم الاحتلال بالهدم من جديد والطرد من القرية".


باسم بني جابر قال إن الاعتداءات لا تتوقف عليهم من قبل المستوطنين (الجزيرة نت)
باسم بني جابر قال إن الاعتداءات لا تتوقف عليهم من قبل المستوطنين (الجزيرة نت)

سياسة خطرة
وأشار إلى أن إسرائيل أصبحت تستخدم هذه الإخطارات بشكل أكثر خطورة، حيث لا تُمهل المواطن وقتا كافيا لمراجعة الإخطار ووقفه "وتباشر بعد مدة قصيرة بالهدم، وتدعي أنها سمحت للأهالي بالاعتراض".


غير أنها تعرف سلفا أنه لا نتيجة من أي اعتراض، كما لا يمكن استخراج أوراق تثبت ملكيتهم للأرض بهذه المدة القصيرة أو حتى المقدرة على دفع مبالغ طائلة لتحصيل ذلك.


ووفق محمد الراعي من مؤسسة الحق لحقوق الإنسان، فإن سلطات الاحتلال تلجأ لمثل هذه الوسائل لتبرئة نفسها بطلبها من المواطنين إثبات ملكيتهم للأراضي "وتعلم بنفس الوقت أنهم لن يستطيعوا الحصول عليها لتسهيل السيطرة على هذه الأرض".


وتعمل إسرائيل على تهويد الطويّل كغيرها من مئات القرى والمناطق التي تحيط بها عشرات المستوطنات بهدف ضمها لها، خاصة وأنها تتمتع بأراض خصبة وآبار وينابيع مياه، وتغذي 25% من أهالي الضفة بمنتجات اللحوم والألبان.


حمزة ديرية قال إن الرسالة من الإضراب جلب الدعم المحلي والدولي لنصرة القرية (الجزيرة نت)
حمزة ديرية قال إن الرسالة من الإضراب جلب الدعم المحلي والدولي لنصرة القرية (الجزيرة نت)

حشد التضامن
وتتمثل اعتداءات مستوطنين من أربع مستوطنات محيطة بالقرية هي جيتيت ومحولا وايتمار ومعاليه أفرايم، بالاقتحامات اليومية. ويعتدون على أهلها بتخريب المحاصيل وحرقها وطرد الرعاة وضرب المواشي وسرقتها، إضافة لاقتحامات جنود الاحتلال وتدريباتهم العسكرية التي لا تنتهي.


ويقول المواطن علي زغل (40 عاما) إن المستوطنين سرقوا منه ثمانية رؤوس من البقر بعد تخديرها بأدوات خاصة أثناء وجودها بالمرعى، مشيرا إلى أنهم "يدّعون أحيانا بأنهم فقدوا رأس غنم أو بقر ويقومون بتفتيش القرية بأكملها".


ويقول حمزة ديرية منسق اللجنة الشعبية للدفاع عن الطويّل إن السلطات الإسرائيلية تسعى لمصادرة ستين ألف دونم من أراضي القرية لضمها لمستوطناتها، وعشرة آلاف دونم أخرى خاصة بالرعي.


وقال إن رسالة الإضراب والفعاليات التي ستشهدها القرية لفتت أنظار المؤسسات العالمية الحقوقية والإنسانية إلى معاناة المواطنين، وتقديم كافة وسائل الدعم لهم لتثبيت صمودهم بأرضهم ومراعيهم "بعد أن أصبحت الحياة غير مطاقة".


عدد من أهالي القرية يعتصمون أمام
عدد من أهالي القرية يعتصمون أمام

"ج" وأخواتها
ولا تتذرع إسرائيل –وفق غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان بشمال الضفة الغربية- إلا بكون هذه القرى والمناطق واقعة ضمن مناطق المصنفة "ج" حسب اتفاق أوسلو والتي تصل إلى 60% من مساحة الضفة الغربية، إضافة لاعتبارها مناطق عسكرية مغلقة تصادرها عبر قوانين مجحفة كقانون أملاك الغائب ولا يسمح بالوجود الفلسطيني بها، وتبدأ بمصادرتها تدريجيا
.


وقال إن السلطة تقف أمام هذه الممارسات الإسرائيلية بدعم صمود الأهالي عبر توفير المدارس والمساجد والبنية التحتية والخدماتية، وهذا ما حدث في الطويّل، إلا أن المطلوب أكبر ويتمثل بالحراك الشعبي المتواصل مع الأرض بالوجود فيها وفلاحتها "وهذا ما نقوم به مع الأهالي".

وأشار إلى أن أكثر من خمسمائة إخطار سلمتها إسرائيل خلال الأشهر القليلة الماضية لمثل هذه المناطق لتهجيرها.

المصدر : الجزيرة