تفاعل فلسطينيي48 مع استحقاق الدولة

مظاهرة بقلنديا لدعم قرار السلطة بالتوجه للأمم المتحدة

مظاهرة بقلنديا لدعم قرار السلطة بالتوجه للأمم المتحدة

محمد محسن وتد-أم الفحم

تترقب الفعاليات السياسية والشعبية بأراضي 48 ما سيفرزه طرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتوجه للأمم المتحدة لانتزاع الاعتراف بدولة فلسطين.

وبالرغم من الإجماع السياسي والشعبي لدعم أي خطوة تؤدي إلى تحرر واستقلال الشعب الفلسطيني، فإن ثمة تباينا في المواقف حول جدوى هذه الخطوة والتعويل على المنظمة الدولية.

وانعكست استحقاقات سبتمبر والنقاشات الدائرة بين الفصائل والأحزاب الفلسطينية أيضا على فلسطيني 48، إذ لم يصدر موقف رسمي موحد.

وتتطلع المؤسسة الإسرائيلية إلى حظر مسيرات ومظاهرات فلسطينيي 48 الداعمة لتوجه عباس، خشية اندلاع المواجهات.

عبد الحكيم مفيد: الحركة الإسلامية تتحفظ على خطوة عباس في الأمم المتحدة (الجزيرة نت)
عبد الحكيم مفيد: الحركة الإسلامية تتحفظ على خطوة عباس في الأمم المتحدة (الجزيرة نت)

مخاوف وتخبط
وقال منسق اللجان الشعبية سميح أبو مخ، إن منع التظاهر يشير إلى حالة التخبط التي تعيشها المؤسسة الإسرائيلية في هذه المرحلة، وهي التي باتت تخشى من أي تحرك شبابي في ظل ثورات الربيع العربي.

ولفت في حديثه للجزيرة نت إلى أن الداخل الفلسطيني على المستوى الشعبي يدعم أي خطوة تساهم في تحرر واستقلال فلسطين، لكنه لم يتخذ قرارا رسميا داعما لخطوة عباس.

وعزا أبو مخ ذلك، لتردد السلطة الفلسطينية والخلاف بين الفصائل حول هذه الخطوة، مؤكدا أنه لا يمكن دعم قرار وتوجه غير مبلور وغير واضح، منعا للتحيز لأي تيار فلسطيني.


الخطأ الإستراتيجي
وأبدت الحركة الإسلامية تحفظاتها، مؤكدة ترحيبها بأي خطوة من شأنها أن تساهم في التحرر والاستقلال، ولكنها قالت "كان الأجدر الإقدام على ذلك بعد التنسيق مع مختلف الأحزاب وأطياف الشعب الفلسطيني بكل أماكن تواجده".

ووجه عضو المكتب السياسي للحركة عبد الحكيم مفيد انتقادات شديدة اللهجة للسلطة الفلسطينية، معتبرا توجهها إلى الأمم المتحدة خطأ إستراتيجيا، وتغطية على فشلها في مشروع أوسلو، والسعي لمشروع تفاوضي جديد.

وذكر أن الشعب الفلسطيني نال الكثير من الاعترافات الدولية التي بقيت مجرد حبر على ورق، وأن أي اعتراف مستقبلي غير مدعوم على أرض الواقع لن يكون له أي معنى.

وأكد للجزيرة نت أن هذه الخطوة تأتي لإشغال الشعب الفلسطيني بالمفاوضات التي وصفها بالوهمية والعبثية، وقال "من يراهن على الأمم المتحدة وأوسلو يسقط كافة الخيارات والبدائل، من مقاومة ميدانية وشعبية".

وخلص قائلا إن الإسرائيليين يحاولون استغلال حالة التوتر في المنطقة، بغية خلق اصطفاف قومي صهيوني لتصفية القضية الفلسطينية.


عوض عبد الفتاح: حزب التجمع يدعم التوجهات الفلسطينية (الجزيرة)
عوض عبد الفتاح: حزب التجمع يدعم التوجهات الفلسطينية (الجزيرة)

الثوابت الوطنية
ودعا حزب التجمع الوطني السلطة الفلسطينية إلى عدم الرضوخ للضغوطات الأميركية والأوروبية، داعما توجهها للأمم المتحدة مع التأكيد على الثوابت الوطنية وحق العودة والحق في مقاومة الاحتلال.

وقال الأمين العام للحزب عوض عبد الفتاح إن القرار الفلسطيني يجب أن يكون واضحا ومستندا إلى الثوابت الوطنية بعيدا عن المفاوضات العبثية، معتبرا أن أي تراجع أو مساومة يعني تكريس حالة التطبيع مع الاحتلال.

وبين للجزيرة نت بأن الضغوط الدولية التي تمارس على السلطة الفلسطينية تهدف لمنع تفجر الأوضاع، وحماية إسرائيل والحفاظ على مصالح الدول العظمى، منعا لهيكلة الشرق الأوسط بوحي رياح الثورات العربية.

وشدد على ضرورة تدعيم مكانة منظمة التحرير وهيكلتها لتضم مختلف الأطياف، معتبرا إعادة ملف فلسطين للأمم المتحدة وسيلة لحشد الشعب الفلسطيني لمواجهة إسرائيل وعزلها وتجريدها من الحصانة الدولية.


اللهجة العدائية
وتوجهت جمعية "حقوق المواطن" ومركز "عدالة" برسالة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وقيادة الشرطة، للسماح لفلسطينيي 48 بتنظيم مظاهرات سلمية أثناء التصويت المتوقع للأمم المتحدة على الاعتراف بدولة فلسطين.

وحذرت المحامية أورنا كوهين المؤسسة الإسرائيلية من مغبة قمع المظاهرات بقوة السلاح، مثلما حدث بهبة الأقصى في أكتوبر/تشرين الأول عام 2000 حين سقط 13 شهيدا.

وأكدت وجود توجه معاد من قبل الشرطة الإسرائيلية لفلسطينيي 48، مشيرة إلى اللهجة الحربية لقيادة الشرطة وسيناريوهات المواجهات والتحضيرات لقمع أحداث ومظاهرات لم تنظم بعد.

المصدر : الجزيرة