منطقة المثلث بين الاستيطان والتبادل

مسار شارع "عابر إسرائيل" في منطقة المثلث بتخوم حدود الرابع من حزيران الذي يربط جنوب إسرائيل بالشمال

مسار شارع "عابر إسرائيل" بمنطقة المثلث يربط جنوب إسرائيل بشمالها (الجزيرة نت)

عوض الرجوب-الخليل

يقصد بمنطقة المثلث -عند الحديث عن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948- تلك الأجزاء من المثلث الجغرافي الفلسطيني الكبير والذي يشمل مدن نابلس وطولكرم وجنين شمال الضفة الغربية والتي بقيت تحت سيطرة إسرائيل بعد النكبة.

وكجزء من اتفاقية الهدنة مع الأردن في رودس عام 1949، تم سلخ بعض أجزاء المدن الثلاث التي تشكل المثلث الكبير، وألحقت بالسيادة الإسرائيلية. وتنقسم منطقة المثلث بأراضي الـ48 إلى قسمين: جنوبي وشمالي.

ويضمن المثلث الشمالي كلا من أم الفحم، عارة، عرعرة، كفر قرع، معاوية، مصمص، أم القطف، برطعة الغربية، سالم، مشيرفة، زلفة، البياضة، عين السهلة.

 بينما يشمل المثلث الجنوبي: باقة الغربية، الطيبة، الطيرة، قلنسوة، جلجولية، المرجة، بير السكة، إبسان، المرجة الشمالية، مرجة الجنوبية، كفر مندا، جت، كفر قاسم، ميسر، يمّة.

استيطان وتبادل
وتعد منطقة المثلث مصدر قلق ديمغرافي لإسرائيل، إذ يسكنها قرابة ربع مليون فلسطيني، يشكلون ما نسبته 20% من الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، لذلك تتداول الأوساط الإسرائيلية مجموعة حلول للتخلص من هذا العبء الجغرافي.

فقد توالت الدعوات داخل إسرائيل للتخلص من هذا المثلث بتسليمه للسلطة الفلسطينية ضمن تبادل الأراضي مقابل بقاء المستوطنات بالضفة، أو ترحيل سكانه، بالتوازي مع توسيع الاستيطان فيه على حساب القرى والمدن الفلسطينية.

وعندما يجري الحديث عن تبادل أراضي المثلث مع بعض المستوطنات بالمفاوضات بين تل أبيب ومنظمة التحرير الفلسطينية، فإن المقصود هو بعض مناطق المثلث الشمالي أو الجنوبي، وخاصة مدينة أم الفحم.

فقد توالت الدعوات داخل الكنيست وبأكثر من مناسبة بضم منطقة المثلث إلى الضفة مقابل احتفاظ إسرائيل بجميع الكتل الاستيطانية بالضفة، وهو ما دأبت القيادة الفلسطينية على إعلان رفضه وأيضا فلسطينيو 48.

منطقة المثلث
وتضمنت بعض أفكار ضم الأراضي عدم مصادرة كافة حقوق الفلسطينيين بالمثلث، لكن في المقابل عدم إمكانية تغيير أماكن سكناهم إلى أي مكان آخر خارج المثلث وداخل الخط الأخضر.

وكان استطلاع للرأي أجرته قناة الكنيست أواخر مارس/ آذار 2008 أفاد أن 19% من اليهود يؤيدون ترحيل الذين يقطنون بمنطقة المثلث فقط، المتميزة بتجانسها طائفيا نظرا لأن سكانها مسلمون ومتقاربون اجتماعيا، في حين أظهرت استطلاعات أخرى أن أكثر من نصف اليهود يؤيدون تبادلا جغرافيا في إطار الحل النهائي مقابل رفض غالبية العرب.

وتثير فكرة ضم المثلث إلى السلطة الفلسطينية اهتمام اليهود لأنها ستؤدي إلى خفض عدد الفلسطينيين وبالتالي التخفيف من إمكانية تأثيرهم السياسي مستقبلا، وحل قضية المستوطنين بالضفة من خلال المقايضة بالأراضي.

المصادرة والاستيطان
وتعد أراضي المثلث من أهم المناطق المستهدفة بالمصادرة والاستيطان والتهويد داخل الخط الأخضر منذ احتلال المنطقة عام 1948 نظرا للكثافة السكانية العالية فيها تحت أسماء مختلفة أبرزها "تطوير المناطق" التي يرى فيها السكان الفلسطينيون تهويدا.

وتعد مستوطنة حريش المتشعبة أبرز مشاريع الاستيطان بالمنطقة حيث يتم إعدادها منذ سنوات لتستوعب أكثر من 150 ألفا من اليهود المتزمتين، وتشجيع اليهود على التمركز بالمنطقة ذات الأغلبية العربية.

كما أقرت حكومة تل أبيب على مراحل مشاريع لتحريش أكثر من ثلاثين ألف دونم من الأراضي وتحويلها إلى غابات ومنع السكان من الانتفاع بها، وهو ما تعتبره المجالس المحلية العربية إحكاما للحصار على مناطقهم.

المصدر : الجزيرة