مدينة باقة الغربية

معبر عسكري بمحاذاة جدار الفصل العنصري في مساره بالقرب من باقة الغربية وباقة الشرقية

 الجدار العازل فصل المدينة عن محيطها العربي (الجزيرة نت)

مدينة فلسطينية، تعتبر إحدى المدن المركزية بمنطقة المثلث ذات الغالبية العربية، ضمت للأراضي الإسرائيلية بموجب اتفاقية رودس عام 1949 بين الأردن وإسرائيل.

موقع المدينة
تقع باقة الغربية إلى الشمال من طولكرم على مسافة 12 كلم منها، وتحيط بها قرى قفين، ونزلة عيسى وباقة الشرقية التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية وميسروجت من الجانب الإسرائيلي.

أصل التسمية
اختلف المؤرخون في تأصيل تسمية المدينة، فمنهم من قال إنها الحزمة من الزهر أو البقل، وجمعها باقات. ومنهم من انتصر لرواية الأديب الفلسطيني فاروق مواسي (ابن باقة الغربية) التي قالت إن التسمية أخذت من كلمة "باخوس" عند الرومان وهو ما يزعم أنه إله الخمر.

تاريخ المدينة
يعود تاريخ باقة الغربية وفق المعلومات الموثقة إلى القرن الـ12 الميلادي، حيث ذكرها المقريزي في كتابه "السلوك في معرفة دول الملوك".

وفي عام 663 هـ/ 1265م، قطع الظاهر بيبرس هذه القرية مناصفة بين الأميريْن علم الدين الظاهري وعلاء الدين التنكزي، عندما تم تقسيم القرى والمدن بفلسطين وإهداؤها للمجاهدين الذين حاربوا ووقفوا بوجه الغزاة الصليبيين والبيزنطيين.

وتعود أولى الوثائق الرسمية العثمانية متعلقة بباقة إلى عام 1841، حيث وثق عدد سكان القرية آنذاك بـ380 نسمة، وفي نفس السنة تم بناء أول مسجد بالقرية ولا يزال قائما إلى يومنا هذا ويسمى المسجد القديم.

 مسيرة الخيول استضافتها بلدة باقة الغربية خلال تخليد ذكرى النكبة (الجزيرة نت-أرشيف)
 مسيرة الخيول استضافتها بلدة باقة الغربية خلال تخليد ذكرى النكبة (الجزيرة نت-أرشيف)

بعد هزيمة الإمبراطورية العثمانية بالحرب العالمية الثانية، ووقوع المنطقة تحت الهيمنة الأجنبية، فرض الانتداب البريطاني 1936 إلى 1939 حكما عسكريا مشددا على القرية.

وبموجب اتفاقية رودس عام 1949 بين الأردن وإسرائيل، سلمت القرية لإسرائيل لتصبح ضمن الأراضي الإسرائيلية.

يُشار هنا إلى أن القرية كانت تسمى "باقة" إلا أن تغيير الاسم لتصبح "باقة الغربية" جاء بعد قرار التقسيم ضمن الاتفاقية. وكان الخط الأخضر لوقف إطلاق النار يمر عبر باقة مما أدى إلى تقسيمها إلى قسمين:

القسم الشرقي وسمي بـ"باقة الشرقية" تحت الحكم الأردني (حاليا تحت إدارة السلطة الفلسطينية) والقسم الغربي وسمي بـ"باقة الغربية" تحت الحكم الإسرائيلي.

وقد فصل جدار الفصل العنصري الذي بنته إسرائيل باقة الغربية عن الشرقية، وأصبحت التنقل بين أرجائهما أمرا صعبا يتطلب ساعات بعد أن كان دقائق.

في عام 2003، وحدت الداخلية الإسرائيلية بلدية باقة الغربية مع المجلس المحلي "جت المثلث" تحت سقف بلدية واحدة وقد أطلق عليها اسم باقة-جت.

مناخ متوسطي
تعرف المدينة مناخا متوسطيا على العموم،  فهي حارة صيفاً وباردة شتاءً. ويبلغ معدل الأمطار فيها من 500 إلى 600 ملم سنويا.

اقتصاد المدينة
تلعب باقة الغربية دورا اقتصاديا مهما بالنسبة لمحيطها الجغرافي القريب، فهي تحتوى على عدد كبير من ورشات العمل والمصانع التي تختص بعدة مجالات.

وهي تضم أكثر من أربعمائة ورشة متنوعة ما بين إنتاج مواد البناء والزجاج والطباعة.

كما تزدهر في موسم جني الزيتون أنشطة عديدة حيث تعود معاصر زيت الزيتون المنتشرة للعمل بعد شهور من الركود.

الجدار العازل
شكل الجدار الذي بنته إسرائيل ضمن خطة الانفصال التي أسسها رئيس الوزراء السابق أرييل شارون سنة 2002 عائقا اجتماعيا واقتصاديا على باقة الغربية والقرى الفلسطينية المجاورة خاصة قريتي باقا الشرقية ونزلة عيسى.

وقد سبب الجدار حالة ركود اقتصادي وتجاري كبيرين أبرز مظاهره انضمام مئات العمال لصفوف العاطلين عن العمل بسبب الجدار الذي غير من جغرافية المكان، وهو ما أضر أيضا بحرية تنقل البضائع بين المناطق القريبة.

المصدر : الجزيرة