فلسطين تلعب الرياضة بروح السياسة

رئيس الفيفا في افتتاح بطولة فلسطين copy.jpg

رئيس الفيفا خلال افتتاح "بطولة فلسطين الأولى" (الجزيرة نت)

ميرفت صادق-رام الله

انتقلت القضية الفلسطينية من أروقة السياسة إلى الملاعب الرياضية مع افتتاح رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) جوزيف بلاتر في ذكرى النكبة "بطولة فلسطين الأولى"، واعدا ببذل الجهد المطلوب لمساندة المنتخب الفلسطيني وضمان حقه في التنقل.

واختتمت البطولة الكروية الودية -التي أقيمت على أرض فلسطين بمشاركة 16 منتخبا وناديا عربيا وأجنبيا- فعالياتها مساء الاثنين بفوز فريق تشيفل الهنغاري على نادي الهلال المقدسي، في مباراة أقيمت على ملعب الشهيد فيصل الحسيني شمال القدس.

وشاركت في البطولة التي امتدت بين 15 و23 مايو/أيار الجاري فرق من فلسطين والأردن وموريتانيا والجولان السوري وجنوب أفريقيا والسنغال والمجر وتشيلي، وذلك بحضور نحو 400 شخصية رياضية وإعلامية وسياسية عربية وأجنبية.

وخلال افتتاح بلاتر أولى مباريات البطولة في الخامس عشر من مايو/أيار الجاري -على شرف ذكرى النكبة- عبر عن التزامه بدعم الرياضة الفلسطينية، وقال إنه يعتبر نفسه سفيرا لها في العالم.

الرجوب: الرياضة تحقق غايات وطنية وسياسية نظرا لظروفنا الاستثنائية (الجزيرة نت)
الرجوب: الرياضة تحقق غايات وطنية وسياسية نظرا لظروفنا الاستثنائية (الجزيرة نت)

وأكد أن الفيفا ملتزم بتقديم دعم استثنائي للكرة الفلسطينية، باعتبارها حالة استثنائية على صعيد العالم، مشددا على حق اللاعبين الفلسطينيين في التحرك بحرية، وحق الفلسطينيين في تنظيم البطولات الودية والرسمية على أرضهم كباقي اتحادات الكرة في العالم.

ووصف رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني جبريل الرجوب البطولة بأنها ناجحة بكل المقاييس، مؤكدا أن الرياضة الفلسطينية حققت إنجازا كبيرا تجلى في الزيارات المتتالية للوفود الرياضية العالمية والعربية التي كان آخرها زيارة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية جاك روغ ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر.


غايات وطنية وسياسية
وأوضح الرجوب في مؤتمر صحفي أن الرياضة الفلسطينية -خلافا لما يحدث في العالم- تسعى لتحقيق أهداف وغايات وطنية وسياسية نظرا للظروف الاستثنائية التي يعيشها الفلسطينيون تحت الاحتلال، و"لذلك جاءت بطولة فلسطين في ذكرى النكبة لتعبر عن منظومة قيمية إنسانية وسياسية معا"، حسب قوله.

وأوضح أن بطولة فلسطين انطلقت لتكون أول حدث رياضي فلسطيني تحت مظلة الاتحاد العربي لكرة القدم، "رغم انكفاء بعض العرب عن المشاركة بدعوى أن زيارة فلسطين تطبيع مع السجان".

ووعد الرجوب –في حديث للجزيرة نت- بأن تتحول بطولة فلسطين إلى مناسبة ثابتة، بمشاركة لجنة دائمة من الدول التي شاركت في البطولة الأولى، وخاصة الأردن ولبنان وسوريا واليمن والعراق وموريتانيا.

وكان الاحتلال الإسرائيلي قد منع عشرات الشخصيات الرياضية والإعلامية من دول عربية من الدخول إلى فلسطين للمشاركة في البطولة وتغطيتها، وأبرزها رئيس اتحاد كرة القدم الموريتاني وعشرة إعلاميين من الكويت والإمارات وسلطنة عمان ولبنان.


عبد القادر: الإعلام العربي سيدعم الرياضة الفلسطينية (الجزيرة نت)
عبد القادر: الإعلام العربي سيدعم الرياضة الفلسطينية (الجزيرة نت)

نشاط إعلامي عربي
من جانبه، قال رئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية محمد جميل عبد القادر -في حديث للجزيرة نت- إن فلسطين أصبحت محجا للرياضيين العرب والأجانب، وسيكون لهم الدور المهم في نقل هذه الصورة للعالم.

وأضاف أن الاتحاد العربي للصحافة الرياضية سيأخذ على عاتقه الشروع في سلسلة أنشطة لخدمة الرياضة الفلسطينية.

كما أشار رئيس الاتحاد الأفريقي للإعلام الرياضي بلعيد بوميض إلى أن اللاعبين الفلسطينيين ينشطون على مستوى عال، مؤكدا أنهم سيحظون بمكانة مميزة عبر بطولات عربية لن تقتصر على كرة القدم وحدها.

وأعرب بوميض للجزيرة نت عن أمله في أن تصبح فلسطين مدرسة ومرجعية عربية، وخاصة في جانب المزج بين السياسة والرياضة من خلال المنظمات الرياضية الدولية واللجنة الدولية الأولمبية والفيفا.


رسائل مهمة
بدورها، قالت الإعلامية القطرية إلهام بدر السادة إن هذا الحدث أتاح توجيه رسائل مهمة للمجتمع الدولي، تمثلت أولاها في دخول رئيس الفيفا عبر معبر اللنبي إلى الضفة لا عن طريق مطار إسرائيلي، ومن ثم الوصول إلى رام الله والقدس عبر حواجز الاحتلال.

إلهام السادة: البطولة وضعتنا في صورة المعاناة الفلسطينية (الجزيرة نت)
إلهام السادة: البطولة وضعتنا في صورة المعاناة الفلسطينية (الجزيرة نت)

وكان بلاتر قد واجه موقفا إسرائيليا متشددا بسبب دعمه للرياضة الفلسطينية عبر تخفيض مستوى استقباله من قبل السلطات الإسرائيلية.

وانتقدت السادة -في حديث للجزيرة نت- مقولة إن "حضور العرب إلى فلسطين إعانة للسجان على السجين أو تطبيع معه"، وقالت إن "ما فعلته الوفود العربية هو استعادة لحضورها في فلسطين ووضع حد لحالة الإقصاء الإسرائيلي للإنسان العربي عن أرض فلسطين".

وأضافت "أصبحنا جزءا من الصورة وعشنا المعاناة على حواجز قلنديا وعند العبور إلى الحرم الإبراهيمي في الخليل، وسجلنا الاستخفاف الإسرائيلي بالإنسان في طريق الوصول إلى نابلس وبيت لحم وطولكرم". 

المصدر : الجزيرة