أهالي جدة يطالبون بالتصدي للفاسدين

إحدى المرافق المتضررة جراء المقاولات الغير سليمة
 
الجزيرة نت-خاص
 
يسود قلق في جدة من تكرار السيول الأخيرة، في ظل توقعات للأرصاد الجوية بهطول أمطار غزيرة على "المدينة المنكوبة" مطلع الشهر المقبل.
 
ويتزايد القلق بينما ترتفع أصوات المطالبة بمحاسبة المسؤولين الحكوميين عن تنفيذ مشروعات البنية التحتية لجدة, وتندد بما تسميه "فسادا ماليا وإداريا واسعا".
 
وكان العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز قد أصدر إثر السيول الأخيرة في أواخر يناير/كانون الثاني الماضي قرارا بتشكيل "لجنة تقصي حقائق عن المشروعات المتعثرة ومحاسبة المقصرين".
 
بيد أن ذلك لم يمنع أهالي المدينة من إصدار بيان رفع للجهات الرسمية العليا، وحصلت الجزيرة نت على نسخة منه، فيما اعتذر عدد من المسؤولين وأعضاء من المجلس البلدي عن التعليق.
 
ودعت مدونة "الانعتاق" -التي تعد المدونة الأشهر المتابعة لتداعيات كارثة السيول الأخيرة- إلى محاسبة "الكبار وليس تقديم صغار الفاسدين أكباش فداء"، حسب تعبير المدونة.
 
مطالب
وبدت لغة بيان الأهالي حادة، فقد تحدث عن "حماية الفاسدين والتستر عليهم", وشدد على جملة من المطالب.
 

"
بيان أهالي جدة يتهم السلطات بالتستر على الفاسدين وحمايتهم, ويستشهد بأن التحقيق في كارثة السيول الأخيرة لم يفض إلى إدانة أي من المسؤولين المحليين 
"

وجاء فيه أن السيول كشفت عن فساد كبير، وعجز إداري تجلى أثناء الكارثة وبعدها, مطالبا بإقالة ومحاسبة من أثبتت الأحداث عجزهم أيا كانت درجاتهم الوظيفية, و"تعيين مسؤولين يحملون همَّ المنطقة، ويطالبون بحقوقها المالية والإدارية".

 
وانتقد البيان -الذي تجاهله الإعلام المحلي والرسمي- ما سماه التستر على الفاسدين وحمايتهم بدليل أنه لم يحاسب أحد، ولم تعلن نتائج مقنعة للتحقيق السابق، معتبرا أن في ذلك إشارة إلى عدم الاكتراث برأي الناس أو بالمصيبة التي نزلت بهم.
 
وطالب البيان بتشكيل لجنة عليا مستقلة عن جميع الدوائر الرسمية في منطقة مكة المكرمة لتقوم بتحقيق مستقل ونزيه ومعلن، وإفساح المجال لإنشاء جمعيات المجتمع المدني، وإزالة العوائق التي تمنع أداء مهامها، ودعمها لتقوم بدورها الاجتماعي.
 
ورفع سقف المطالب حين دعا إلى تمثيل مدينة جدة في مجلس الشورى بأعضاء يتم انتخابهم بحرية من المواطنين انتخابا حرا, وطالب بتطوير هيئة عليا لتطوير المدينة تتولى استكمال بنيتها التحتية بما في ذلك وسائل الحماية من السيول.
 
ودعا أيضا إلى ضع خطط وبرامج التطويرية في كل الجوانب مع صلاحية متابعة التنفيذ، وإعطاء الإمكانيات الكاملة الكفيلة بإنجاز حقيقي وملموس في مدة محددة.
 
غضب
في مخطط "أم الخير" السكني شرق جدة الأكثر تضررا جراء السيول، ناشدت إحدى السيدات الملك عبد الله وأمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل أن "يضربوا بيد من حديد على هؤلاء الظلمة".
 
وقالت السيدة الخمسينية للجزيرة نت "ذهبت ثروة عمرنا هباء منثورا، حينما اشترينا فيلا سكنية في هذا المخطط الذي خدعونا فيه بأنه مؤهل للسكنى، واتضح فيما بعد أنه يقف على مجرى سيل".
 
ورفعت السيدة -التي فضلت عدم اسمها- دعوى قضائية على أمانة المحافظة(الجهة المسؤولة عن اعتماد المخططات السكنية).
 
بيد أنها خسرت قضيتها في ديوان المظالم لتنهار بعدها، وتصرخ "لم أشعر بالعدل ولو لثانية واحدة".
المصدر : الجزيرة