إصرار على هدم جسر باب المغاربة

الإحتلال الإسرائيلي يمهّد الطريق لإستكمال هدم طريق باب المغاربة لبناء جسر عسكري"

بلدية الاحتلال بررت هدمها جسر المغاربة بتدابير السلامة (الجزيرة نت)
بلدية الاحتلال بررت هدمها جسر المغاربة بتدابير السلامة (الجزيرة نت)

وديع عواودة-القدس المحتلة

تواصل بلدية الاحتلال بالقدس عمليات التهويد والمساس بالمقدسات وآخرها خطة لهدم باب المغاربة المؤدي للحرم القدسي الشريف، بينما حذرتها جهات عربية وإسرائيلية من "اللعب بالنار".

وأعلنت بلدية القدس عن قرارها هدم الجسر الخشبي المعروف بـ"جسر المغاربة" والذي يشكّل المدخل الوحيد للسائحين واليهود للحرم المبارك.

وبررت مخططها بتدابير السلامة كما يستدل من رسالة صادرة عن مهندسها فيما يعرف بـ "مكتب حاخام حائط المبكى" المسؤول عن منطقة حائط البراق، وفيها تشير إلى أن جسر المغاربة مبنى خطير كونه قابلا للاشتعال.

يُذكر أن سلطات الاحتلال حاولت قبل سبع سنوات بناء بديل لجسر باب المغاربة التاريخي بعدما تداعت أجزاء منه في ظل معارضة عربية وإسلامية ودولية واسعة.

وإزاء الضغوط والانتقادات، اكتفى الاحتلال وقتها ببناء الجسر الخشبي الحالي كي تتيح الفرصة اللوجستية لقوات الأمن اقتحام الحرم القدسي، واليوم تطلب هدمه واستبداله.

وتنذر رسالة البلدية مكتب "حاخام حائط البراق" بضرورة هدم الجسر الخشبي خلال ثلاثين يوما وإنشاء جسر جديد بدلا منه وفق معايير ومواصفات مهنية "حفاظا على حياة الناس" مشيرة لخطورته كونه قابلا للاشتعال.

محمود أبو عطا: المخطط الجديد حلقة من حلقات استهداف الأقصى (الجزيرة نت)
محمود أبو عطا: المخطط الجديد حلقة من حلقات استهداف الأقصى (الجزيرة نت)

لعب بالنار
وحذرت حركة "السلام الآن" بلدية القدس من "اللعب بالنار" وقالت في بيان لها اليوم الأربعاء إن البلدية تواصل فرض الحقائق على الأرض بدوافع تعزيز الاستيطان وتهويد معالم المدينة.

وهو ما حذرت منه مؤسسة "الأقصى" التي دعت العالم الإسلامي والعربي والمجتمع الفلسطيني للتحرك العاجل لإنقاذ المسجد الأقصى.

واعتبرت "الأقصى" أن إصرار الاحتلال على هدم طريق باب المغاربة هو هدم جزء من المسجد الأقصى المبارك لا مجرد هدم جسر خشبي مؤقت، مؤكدة أن الهدف هو بناء جسر عسكري يمهّد لاقتحامات من قبل الجماعات اليهودية والمستوطنين.

وشدد الناطق بلسان الأقصى على أن المخطط الجديد حلقة من حلقات استهداف الأقصى ومحاولة السيطرة على أسفله بفتح الأنفاق والكنس اليهودية، كما هو جزء من تنفيذ مخطط شامل لتهويد منطقة حائط البراق.

وأوضح محمود أبو عطا للجزيرة نت أن مهندسي مؤسسة "الأقصى" يحذرون من أضرار وتشققات وتصدعات في بناء الأقصى نتيجة المخطط الإسرائيلي، مشددا على أن تل أبيب تلعب بالنار في باب المغاربة.

تلة تاريخية
من جانبه أوضح رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري أن المخطط الاحتلالي الجديد حلقة ضمن خطة تستهدف باب المغاربة، تنفذ على مراحل وتقترب من المرحلة النهائية.

وأوضح للجزيرة نت أن الاحتلال يستعد اليوم لإزالة ما تبقى من التلة الترابية التاريخية في باب المغاربة والموصلة للمسجد الأقصى وبناء جسر معلق عوضا عنها إضافة لتوسيع حائط البراق، واعتبر ذلك اعتداء على الوقف الإسلامي وعلى الأقصى. وأكد أن الإجراءات العدوانية الجديدة تهدف لتغيير معالم المنطقة وطمس وجهها الحضاري الإسلامي وتهويدها.

الشيخ عكرمة صبري دعا لتحرك سياسي ودبلوماسي عبر العالم (الجزيرة نت)
الشيخ عكرمة صبري دعا لتحرك سياسي ودبلوماسي عبر العالم (الجزيرة نت)

وشدد صبري على أن التلة التاريخية في حي المغاربة تداعت قبل سنوات نتيجة استمرار الحفر أسفلها بخلاف مزاعم الاحتلال الذي يدعي أنها انهدمت نتيجة عوامل طبيعية، وأكد أن عمر هذه التلة 15 قرنا.

ونبه لاكتشاف أنفاق جديدة هذا الأسبوع أسفل المنطقة الموصلة بين سلوان والأقصى، مشددا على أنها ممارسات تهويد جديدة تفاقم مخاطر انهيار المسجد.

وأوضح الشيخ عكرمة أن الحل يكمن بتشكيل لجنة هندسية وفنية من قبل "الأوقاف الإسلامية" تشرف على بناء جسر يتسم بالطابع الإسلامي الشرقي. وأشار إلى أنه تم تكليف طاقم محامين ومهندسين لمحاولة وقف الاعتداء الجديد وإلغاء القرار، داعيا لتحرك سياسي دبلوماسي في العالم.

وهذا ما دعا له مسؤول ملف القدس بحركة التحرير الفلسطينية (فتح) حاتم عبد القادر الذي حذر من أن الجسر المخطط له يهدف لتيسير مهمة بلوغ قوات الاحتلال للمسجد الأقصى.

وقال عبد القادر لـصوت فلسطين اليوم إن هذه محاولة متقدمة لإحكام السيطرة على المسجد الأقصى، وحذر إسرائيل من تبعات الاعتداء الجديد، داعيا الجامعة العربية لتحمل مسؤولياتها لوقف المخطط الإسرائيلي.

يُشار إلى أن باب المغاربة هو الباب الوحيد من بين أبواب الحرم غير الخاضعة لإدارة الأوقاف الإسلامية منذ الاحتلال عام 1967.

المصدر : الجزيرة