عائلات أردنية تبكي أسراها بإسرائيل

من حفل الافطار التكريمي لعائلات الاسرى
جانب من حفل الإفطار التكريمي لعائلات الأسرى (الجزيرة نت)
 
 
"منذ 15 عاما وأنا أنتظر حضور ابني لمائدة الإفطار في رمضان"، بهذه الكلمات تحدثت والدة الأسير الأردني في السجون الإسرائيلية صالح صلاح وهي تبكي بحرارة خلال حفل إفطار أقيم السبت على شرف عائلات الأسرى والمفقودين.
 
وبلهجة عتب قالت أم صالح "منذ رمضان الماضي ونحن نستمع لوعود الحكومة بتنظيم زيارة لنا للسجون الإسرائيلية، وها قد جاء رمضان آخر ونحن ننتظر".
 
وكان "البكاء" الحاضر الأبرز في حفل الإفطار السنوي الذي تنظمه "اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين في المعتقلات الصهيونية"، ووحدت الدموع الأمهات والزوجات والآباء والأبناء على مائدة الإفطار التي حضرها حزبيون ونقابيون وشخصيات بارزة وإعلاميون.
 
زوجة الأسير أحمد خريس المحكوم بالسجن 17 عاما نقلت عبر أثير قناة الجزيرة مباشر التي كانت تنقل الحفل على الهواء مباشرة رسالة لزوجها علها تصل إليه، وقالت "أقول لزوجي كل عام وأنت وجميع الأسرى بخير".
 
وتابعت بينما كانت تمسح دموعها "اعتقل زوجي قبل سبع سنوات وغاب من يومها عن أبنائه الاثنين، كما غاب عن ابني الذي كنت حاملا به والذي لم ير والده حتى الآن، في كل رمضان أقول لأولادي إن والدكم سيكون معكم في رمضان القادم".
 
وكان خريس اعتقل عام 2002 على متن السفينة "كارين أي" التي ادعت إسرائيل أنها كانت تحمل أسلحة لفلسطين المحتلة بأوامر من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
 
وتقول زوجة خريس إن مما زاد من معاناتها قرار الحكومة الأردنية سحب الجنسية الأردنية من زوجها، موضحة أنه بسبب هذا القرار تم منعها من مشاركة عائلات الأسرى في زيارات نظمتها الحكومة للمعتقلين في إسرائيل بحجة أن زوجها ليس مواطنا أردنيا.
 
تجاهل الملف
وبينما أثنت أمهات وعائلات الأسرى على الدعم والرعاية من قبل لجنة الأسرى، انتقد متحدثون في الحفل "تجاهل" الحكومة الأردنية ملف المعتقلين الأردنيين في إسرائيل.
 
وقارنت والدة الأسير رأفت العسعوس بين وجود جلعاد شاليط على رأس أولويات كل الحكومات الإسرائيلية وبين ما اعتبرته "تجاهلا لملف الأسرى الأردنيين والعرب في سجون العدو".
 
من جانبه، تحدث الدكتور عطية فريج والد المفقود الأردني محمد عطية فريج عن مشاعر عائلات المفقودين التي لا تعرف مصير أبنائها وما إن كانوا أسرى أم في عداد الشهداء.
وكان محمد فقد مع الشاب ماجد الزبون بعد أن تركا مقاعد الدراسة في جامعة اليرموك واتجها لتنفيذ عملية على الحدود مع فلسطين في 16/4/1991.
 
وعبر فريج عن حزنه إزاء "تفريط حكوماتنا المتعاقبة في حقوق أبنائنا الأسرى"، وتابع "نرى عدونا يشن الحروب لإطلاق سراح أسير كجلعاد شاليط بينما لا نعرف نحن إن كان أبناؤنا شهداء أم أسرى في سجون العدو السرية".
 

ميسرة ملص (الجزيرة نت)
ميسرة ملص (الجزيرة نت)

مقاطعة الحكومة

يشار إلى أن حفل الإفطار شهد إعلان "اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين الأردنيين في المعتقلات الصهيونة" مقاطعتها للحكومة الأردنية احتجاجا على ما اعتبرته قيامها بزيادة عدد الأسرى في إسرائيل.
 
وفي كلمة ألقاها بالحفل قال مقرر اللجنة ميسرة ملص إن الحكومة الحالية "سلمت المواطن الأردني سامر حلمي البرق للكيان الصهيوني لتزيد عدد الأسرى الأردنيين من 27 أسيرا إلى 28 أسيرا".
 
لكن الحكومة كانت قد نفت ذلك وقالت إنها طبقت على البرق تعليمات فك الارتباط –التي تقضي بسحب جنسيته الأردنية- وسلمته للسلطة الفلسطينية.
 
كما اتهم ملص الأجهزة الحكومية بتفتيش الأسرى الأردنيين السابقين في السجون الإسرائيلية و"التحقيق معهم وتعطيلهم عند المنافذ الحدودية".
 
وبدوره وجه الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي حمزة منصور خلال كلمته بحفل الإفطار انتقادات للحكومة الأردنية لـ"تجاهلها" ملف الأسرى الأردنيين في إسرائيل، كما انتقد استمرار سجن الجندي أحمد الدقامسة الذي قتل سبع إسرائيليات على معبر حدودي بين الأردن وإسرائيل شمالي الأردن عام 1997 وحكمت محكمة عسكرية عليه بالسجن المؤبد.
المصدر : الجزيرة