ندوة عن الإسلام السياسي بالدوحة

ندوة الإسلام السياسي

المشاركون في الندوة (الجزيرة نت)


محمد أعماري-الدوحة
 
انطلقت الثلاثاء بالعاصمة القطرية الدوحة أعمال ندوة "الإسلام السياسي خيارات وسياسات"، التي ينظمها مركز الجزيرة للدراسات، ويحضرها لمدة يومين باحثون من العالم العربي والإسلامي ومن دول غربية، إضافة إلى قيادات من الحركات الإسلامية في العالم العربي.

وقدم الباحث في مركز الجزيرة للدراسات بشير نافع لمحة عن ظروف وتاريخ ظهور حركات "الإسلام السياسي"، مشيرا إلى أن البوادر الأولى لهذه الحركات بدأت في أواخر القرن 19 عندما ساد الاعتقاد في العالم الإسلامي بأن "الإسلام والمسلمين في خطر".

وقال إن الكثير من الحركات الإسلامية نشأت في بيئات وظروف محلية لكنها تأثرت بفكر ومنهج حركة الإخوان المسلمين التي أسسها حسن البنا في مصر سنة 1928.

واعتبر أن "الإسلام السياسي ليس ظاهرة ثابتة ولا مشروعا كاملا، بل هو ظاهرة متطورة لا نعرف كيف ستنهي مشروعها"، مضيفا أنها "تطور تاريخي نتيجة لتغيرات سياسية وليست مؤامرة كما يحاول الغرب تقديمها".

جانب من الحضور (الجزيرة نت)
جانب من الحضور (الجزيرة نت)

تركة هنتنغتون

أما مدير ومؤسس "مجموعة التفكير المستقبلي" في المملكة المتحدة أوليفر جيمس ماكترنان فقال إن نظرة الغرب إلى الإسلاميين لا تزال أسيرة نظرية صامويل هنتنغتون بشأن "صراع الحضارات"، وهي النظرية التي قال عنها إنها "فهم بسيط ومختزل" لدور الدين في الحياة العامة.

ورأى أنه من الخطأ الاعتقاد أن تأثير نظرية هنتنغتون على الغرب قد انتهى، بل تحولت بالنسبة للكثير من الغربيين إلى "ما يشبه وثيقة نبوة" بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، منوها إلى أنه جلس مع مسؤولين عسكريين أميركيين بطلب منهم و"بهدف جعلهم يفكرون في العالم بشكل مختلف"، فوجد أن كل واحد منهم مؤمن بنظرية صراع الحضارات.

وشدد على أن هذه النظرية ستستمر لفترة من الزمن لافتا إلى أنها تقدم تحليلا مختلفا لأن الذي صاغها لم يستطع أن يتعايش مع الهويات المتعددة فوضع نظرية تسمح له بمعالجة مشاكله الخاصة وعكسها على مسائل ذات بعد عالمي.

مطالب الإسلاميين
أما رئيس حركة النهضة التونسية الشيخ راشد الغنوشي فقدم عرضا عن "مطالب وأولويات حركات الإسلام السياسي"، وقال إن هذه الحركات ولدت من رحم أحداث سياسية أهمها سقوط الخلافة الإسلامية، وتبتغي "تحرير العقول والشعوب".

 وأضاف أن أغلبية من هذه الحركات الإسلامية "تواجه تحدي الطغيان والاستبداد وأصبح همها الأكبر مواجهة الديكتاتورية"، فضلا عن أن "التحدي الفكري لا يزال تحديا أساسيا لديها".

وأكد الغنوشي أن الإسلاميين "كسبوا معركة الرأي العام في عموم العالم الإسلامي ويستشرفون الحكم"، متسائلا في الوقت ذاته عما إذا كان الوضع الدولي مستعدا للتعامل مع دول يحكمها إسلاميون.

"
اقرأ أيضا:

العالم الإسلامي اليوم

"

تنوع داخلي
ومن جهته قال الباحث الفرنسي فرانسوا بورغا إن هناك تنوعا داخل الحركات والتيارات الإسلامية، ولديها قدرة على تحريك الشارع ليس فقط لأنها حركات دينية، بل لأن "المجتمعات تنظر إليها على أنها جسر يمكن الانتقال عبره إلى ما بعد الاستعمار".

وأضاف أن "طريقة عمل الإسلام السياسي ليست واحدة، فهي تذهب من نموذج (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) أردوغان إلى نموذج طالبان، وهناك من يجرّم الآخر وهناك من يقبله"، وأكد أن من بين عوامل نمو ما سماه "التطرف الإسلامي" في العالم العربي الاحتلال الإسرائيلي والسياسات الرسمية العربية.

واعتبر أن "الإسلام السياسي ليس مستوردا، بل هو ردة فعل وحركة منتشرة تعبر عن ذاتها في بيئات مختلفة وبأصوات مختلفة وليس لها علاقة مع تفاعلات دولية محددة".

المصدر : الجزيرة