دعوة إسرائيلية لقتل عرب النقب

جانب من اعتصام ومظاهرة للمهاجرين الأفارقة في تل أبيب باليوم العالي لحقوق الإنسان
مظاهرة للمهاجرين الأفارقة في تل أبيب في اليوم العالمي لحقوق الإنسان (الجزيرة نت-أرشيف)
محمد محسن وتد-أم الفحم
 
دعا نائب بالكنيست الإسرائيلي إلى إعدام أي عربي من النقب يساعد المتسللين الأفارقة على دخول إسرائيل عبر الحدود مع مصر، وهي دعوة تتزامن مع موجة العنصرية التي تجتاح إسرائيل وتستهدف فلسطينيي 48 وكل من هو غير يهودي.
 
ووضعَ يعقوب كاتس -خلال جلسة للجنة العمال الأجانب البرلمانية التي يرأسها- خطة تحرض على قتل العرب، تقضي بإعلان حالة الطوارئ بالنقب لمدة ستة أشهر والزج بوحدات عسكرية على طول الحدود مع سيناء مهمتها اعتقال كل عربي يساعد المتسللين، ثم وضع من يتم اعتقاله في حاويات للنفايات حيث يطلق أحد القناصة رصاصة  على رأسه.
 
وكانت تل أبيب شهدت مؤخرا مظاهرات ضد المتسللين طالبت بتطهير المدينة من الأفارقة والمقيمين غير الشرعيين، بزعم أنهم يشكلون خطرا على طابع المدينة وتركيبتها الاجتماعية.
 
وتزامن ذلك مع التقرير الذي أعدته بلدية تل أبيب ويوثق ظاهرة الأفارقة والعمال غير الشرعيين بالمدينة والبالغ تعدادهم قرابة 40 ألفا يشكلون 10% من سكانها، وذلك من أصل مائة ألف مهاجر غير شرعي بإسرائيل.
 
وبات المشهد الأفريقي يخيف إسرائيل، التي شرعت ببناء جدار فاصل على طول حدودها مع سيناء لوقف عمليات التسلل وإقامة مركز تجميع للأفارقة بالنقب.
 

أحد المتسللين:
"من يعبر الحدود ينتظره السجن بإسرائيل قد يكون لأشهر أو لسنوات، تخيل أنك تذهب إلى دولة وتعرف أن السجن سيكون في استقبالك. شخصيا سجنت لمدة عام ونصف العام"

40 ألفا

وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 40 ألف لاجئ، معظمهم من إريتريا والسودان والصومال وإثيوبيا، عبروا الحدود المصرية إلى إسرائيل، في حين قتل 30 متسللا خلال العام الجاري برصاص شرطة الحدود.
 
وحيد حسن من السودان متزوج وأب لأربعة أولاد، هجر موطنه وعائلته بسبب الحرب بحثا عن مكان أمن، قال للجزيرة نت إنه يتواجد بإسرائيل منذ خمسة أعوام بعدما أجبرته الحرب كغيره على الهجرة.
 
وأضاف قائلا "اعتقدنا بأن اللجوء إلى تل أبيب سيخفف عنا، لكنه عمّق من مأساتنا وخاصة بعد أن انقطع الاتصال بعائلتي".
 
وذكر أنه كغيره عاش بمصر في خيام لفترة طويلة وانتظر التوطين بدولة ثالثة، و"بسبب المواجهات مع الأمن المصري ومقتل اللاجئ السوداني مصطفى محمود، اضطررنا للهرب".
 
وأوضح أيضا "من يعبر الحدود ينتظره السجن بإسرائيل قد يكون لأشهر أو لسنوات، تخيل أنك تذهب إلى دولة وتعرف أن السجن سيكون في استقبالك. شخصيا سجنت لمدة عام ونصف العام".
 
وقال "أجبرنا على القدوم إلى إسرائيل لأن الدول العربية لا تريدنا، وكنا نريد التوطين بأوروبا، وحلمي لمّ شمل عائلتي ورؤية زوجي وأولادي".
 

أفارقة يتظاهرون ضد العنصرية بتل أبيب في اليوم العالمي لحقوق الإنسان (الجزيرة نت-أرشيف)
أفارقة يتظاهرون ضد العنصرية بتل أبيب في اليوم العالمي لحقوق الإنسان (الجزيرة نت-أرشيف)

جحيم
ويجد اللاجئون أنفسهم أمام جحيم، حيث يتم توظيفهم بأجور متدنية وفي مهن شاقة، وكثيرا ما تسلب حقوقهم ويتعرضون للطرد دون الحصول على أجورهم.
 
فاطمة عبد الله متزوجة وأم لأربعة أولاد قدمت مع زوجها من السودان، في رحلة عذاب بحثا عن الأمن والأمان لتحط بهم قافلة اللجوء بتل أبيب.

 
وقالت للجزيرة نت "نحن في إسرائيل منذ ثلاثة أعوام، قدمنا إليها بعد أن ضاقت بنا الدنيا وأُغلقت الأبواب أمامنا، نبحث عن الاستقرار والحياة الكريمة وما نريده هو الحماية".
 
وأكدت أن إسرائيل ليست حلما بالنسبة لها وأن الغالبية على استعداد للمغادرة لأي مكان آمن، مشيرة إلى أنه لو تم استقبالهم في الدول العربية لما قدم أي لاجئ إلى إسرائيل.
 
ولفتت فاطمة عبد الله إلى أن زوجها لا يعمل منذ أشهر لعدم تجديد تصريح الإقامة، "تحولت حياتنا لجحيم أياما كثيرة، لا نجد حتى الطعام لأطفالنا، ونخاف المستقبل والمصير المبهم".
المصدر : الجزيرة