مشاريع وقفية للمؤسسات الخيرية بغزة

مخبز الرحمة التابع لجمعية الرحمة العالمية الكويتية.

مخبز تابع لجمعية الرحمة العالمية الكويتية (الجزيرة نت)


أحمد فياض-غزة
دفع الحصار والمضايقات العالمية في نقل الأموال إلى غزة عددا من الجمعيات الخيرية العاملة فيها إلى اللجوء إلى المشاريع الوقفية الإنتاجية، في مسعى لضمان استمرار التمويل في حال توقف الدعم الخارجي المخصص للأعمال الخيرية من جهة، وتشجيعًا لفكرة الوقف الخيري التي حثت عليها الشريعة الإسلامية.
 
وبحسب مسؤولين في جمعيات خيرية عاملة في غزة فإن فكرة تشجيع المشاريع الوقفية ليست نابعة من مساهمتها في ضمان استمرار التمويل فحسب، بل لأن ريعها يعد رافدًا مهمًّا يقلص الاعتماد على التمويل الخارجي.
 
وقد بدأت مؤخرًا جمعية دار الكتاب والسنة -إحدى أبرز المؤسسات الإسلامية الخيرية العاملة في قطاع غزة- تتوسع في الاعتماد على المشاريع الوقفية الإنتاجية للمساهمة في توفير جزء من احتياجاتها التشغيلية لتقليص حجم اعتمادها على التمويل الخارجي.
 
وأوضح عضو مجلس إدارة الجمعية إبراهيم الأسطل، أن جمعيته تمتلك عددا من المشاريع الوقفية الإنتاجية، كالمخابز ومزارع تسمين الخراف والعجول، وغيرها من أجل مواجهة أي تراجع قد يطرأ على حجم التبرعات الخارجية المقدمة للمؤسسات الخيرية بسبب الصعوبات التي تطرأ على التحويلات المالية إلى القطاع.

الأسطل أكد أهمية التحول إلى البرامج التنموية والإنتاجية لدعم العمل الخيري (الجزيرة نت)
الأسطل أكد أهمية التحول إلى البرامج التنموية والإنتاجية لدعم العمل الخيري (الجزيرة نت)

حث وثناء
وحث الأسطل في حديث للجزيرة نت المؤسسات الإنسانية العاملة في الميدان الخيري في قطاع غزة على أن تنتقل بنفسها من البرامج الإغاثية إلى البرامج التنموية والإنتاجية الدائمة في جميع المجالات، خصوصًا أن المؤسسات الدولية والإسلامية الداعمة تثني على هذه المشاريع وتشجع على التوسع فيها.

 
وأشار إلى أن جمعيته لديها خطة مستقبلية لإقامة عدد من المشاريع الوقفية، أهمها إنشاء برجين سكنيين من 13 طابقا، ومراكز طبية وقفية، وسلسلة من المخابز سيتم العمل فيها مطلع العام المقبل، مؤكدا أهمية التخطيط والأخذ بمقاييس الجودة في الإنتاج من أجل تحقيق النجاح المنشود.
 
من جانبه أكد مدير مكتب الرحمة العالمية الكويتية في غزة كمال مصلح، وجود تحول في تفكير وعمل المؤسسات الخيرية نحو التوجه للمشاريع الوقفية الإنمائية التي تدر دخلا ثابتا عوضا عن المشاريع الإغاثية الطارئة، مشيرا إلى أن 60% من الجمعيات الخيرية في قطاع غزة اتجهت نحو المشاريع التنموية.
 
مضايقات وعقبات
وأوضح مصلح، الذي تمتلك جمعيته عددا من المشاريع الوقفية أن المضايقات العالمية المستمرة على منابع نقل الأموال وصعوبة إيصال التحويلات من الدول المتبرعة إلى الجمعيات الخيرية، هي من أبرز الأسباب التي دفعت نحو التوجه إلى المشاريع الوقفية.
 
مصلح: الحصار يعد المشكلة الكبرى أمام المشاريع الوقفية (الجزيرة نت)
مصلح: الحصار يعد المشكلة الكبرى أمام المشاريع الوقفية (الجزيرة نت)

وحول العقبات التي تواجه المشاريع الوقفية أكد مصلح للجزيرة نت، أن الحصار يعد المشكلة الكبرى لما ترتب عليه من قلة في الإمكانيات والمعدات ومنع دخول المواد الخام، إضافة إلى قلة الخبرات في التعامل مع هذه المشاريع التنموية لكون الفكرة جديدة.

 
من جانبه اعتبر أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر بغزة معين رجب، أن المشاريع الاستثمارية التي تنفذها بعض الجمعيات في قطاع غزة تعد أكثر فاعلية ونفعا من الناحية الاقتصادية مقارنة بالأنشطة الإغاثية والمعونات الغذائية لأنها تحسن الناتج المحلي والدخل القومي.
 
وأكد في حديثه للجزيرة نت أن المشاريع الوقفية في غزة ما زالت في البداية وتحتاج مزيدًا من الدعم على مختلف المستويات الرسمية وتذليل جميع العقبات التي تقف أمامها، مشيرًا إلى أن هذه المشاريع تساعد في التخفيف من الاعتماد على التمويل الخارجي بقدر التوسع الأفقي والرأسي فيها وحجم استثماراتها وطاقتها الإنتاجية.
 
وأكد عضو لجنة الإفتاء في الجامعة الإسلامية بغزة ماهر السوسي، أن الوقف عنصر هام من عناصر التكافل الاجتماعي داخل المجتمع ويضمن بقاء المال واستمراريته وحمايته ودوام الانتفاع به والمساهمة في سد حاجة المعوزين.
وذكر للجزيرة نت أن الإسلام شجع على كل أعمال البر والصلة ودل على مشروعيتها في الكتاب والسنَّة والإجماع.
المصدر : الجزيرة